عودة مذمومة .. لسباق التسلح والحرب الباردة

1

 
علي عقلة عرسان
 
الإلغاء المتبادل لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المَدى التي وقعها ريجان وجورباتشوف، باسم الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي عام ١٩٨٧، بسبب ادعاء طرفيها باختراق كل منهما لها، وتأكيد إدارة ترامب على الخرق الروسي للمعاهدة بتصنيع صاروخ كروز 29 S.S.. فتح باب سباق التسلح بين عملاقي القوة النووية، وسيجرُّ حلفاءَ كلِّ منهما إلى ذلك، سواء منهم القادرون على خوض ذلك السباق، أو المستهلكون للسلاح الأقدم، ومَن يشاركون في التمويل تحت التهديد أو الوعيد، أو جريا على المُعتاد في هذا المجال وسواه ممَّ هو مجرَّبٌ معروف موصوف، والذين تُجرَّب فيهم الأسلحة الجديدة المُطوَّرة ممن يستمرون في خوض حروبٍ بالوكالة. وبهذا تزيد السياسة الشّرِهة اللاأخلاقية واللامسؤولة، اضطراب عالمنا وانقسامه، فيظهر الاستقطاب وينمو، وتزداد المخاطر اتساعا وحدة وشدة. وها هي الأزمة الفنزويلية تدفع في هذا الاتجاه، وتتمم أزمات واستقطابات سياسية وعسكرية سابقة، تصاعدت وتراكمت واشتدت وتفاقمت منذ بدأ “ربيع الشُّجون العربية”، بعد تدمير العراق بغزو أميركي ـ بريطاني همجي غاشم ومُدان، وبعد الأزمة في أوكرانيا، وضم القرم لروسيا الاتحادية، وغطرسة ترامب وإلغائه لمعاهدات واتفاقيات دولية، وسياساته المستفزّة، وشهيته المفتوحة للنهب والعدوان.. وأزمة فنزويلا المتنامية تذكرنا بالأزمة الكوبية، وبإدخال الصواريخ وسحبها، وبالاستنفار النووي السوفييتي ـ الأميركي، في ستينيات القرن العشرين..
إن مدة الستين يوما التي أعطاها كلٌّ من طرفي معاهدة “ريجان ـ جورباتشوف ١٩٨٧” لن تنقذ المعاهدة فيما يبدو، فالصلف السياسي مُطبقٌ وحاكمٌ وشامل.. والعالم يُعاد إلى سباق التسلح المذموم، وإلى الحرب الباردة المُكلِفَة، ويبدو من شبه المؤكد، أنه لم يخرج منهما أصلا إلَّا لِماما.. فقد بقي في أتون الصراعات الدَّامية، والحروب الصغيرة والمتوسطة، والنهب والعدوان وتصفية دول وقضايا، وإشقاء شعوب وإفقارها واستعمارها، وإلحاق الكوارث بدول وشعوب في معظم القارات.. وأن ذلك السباق، سباق التسلح، استمر مَخفيا أو مُتخفيا، على مدار العقود التي معاهدة الصواريخ المُشار إليها.. وظل يتحكم بعالمنا البائس، المحكوم بقوة مادية عمياء بلا روح ولا أخلاق، وبسياسات تعادي القيم والأخلاق والإنسان والله ذاته، وتعلي المصالح والمطامع والغطرسة والتعالي العنصري والتفوق العسكري على كل شيء .. مما يعتبره البشر الأسوياء والروحانيون منهم خاصة “مِن سقط المتاع”.
في عالمنا البائس قوى متصارعة لا يهمها لا الله ولا الناس، لا الأمن ولا السّلْم، لا المرض ولا الجوع والبؤس.. بل تهمها مصالحها، وتأتمر بأوامر ساسة وسياسات مريضة، ضيقة الأفق، ومتورِّمة سرطانيا.. سياسات مسكونة بالخداع والنفاق، تتاجر بكل شيء، وتتذرع بكل ذريعة لتصل إلى أهدافها، لا سيما غير المشروع منها. إنها تخوض معظم صراعاتها بدماء الآخرين وبأموالهم وثرواتهم، تخوضها على حساب شقائهم، وتدمير أوطانهم، وحرمانهم من كل ما يحميهم ويحررهم من سطوتها وجبروتها المُهلك وتدخلها المفروض المرفوض. وها هي الحروب بالوكالة التي تستثمر فيها تلك القوى.. تهلك الناس وتفسدهم، وتدمر قيمهم ومقومات حياتهم، ولا يبدو أنها ستتوقف، أو أن لها نهاية.. وإذا ما جاء وقت ـ لا سمح الله ـ وتواجهت القوى العملاقة فيه بصورة مباشرة وغير مباشرة، أي بالأصالة والوكالة معا.. فإن الكارثة العالمية الكبرى ستحل بعالمنا، ولن ينجو أحد من مهالك يصنعها قصار النظر للعالم كله. إن الساسة المحكومين بالقوة، المزدرين للأخلاق، المسترخصين للإنسان، المقاتلين بأجساد وأرواح سواهم من البشر في معظم حروبهم، والناجين بأنفسهم من كل عقاب مهما قتلوا ودمروا وأبادوا… إن ذلك النوع من الساسة ينبغي أن “يُحْجَرَ عليهم” لمصلحة البشرية والحضارة، ولمصلحة شعوبهم وبلدانهم أيضا، ومِن أجل تغيير جذري في العالم تحكم فيه الأخلاق والتربية الإنسانية المسؤولية والقوانين الرادعة.. تحكم المغامرين والمقامرين بأرواح الناس وقيمهم، وبأوطان الشعوب وإنجازاتها ومصائرها. ولو كان هناك موضوعية ومسؤولية وحرية ووعي معرفي سامٍ ومتسامٍ، لوجب على الشعوب التي ينطلق منها وبها مثل أولئك الساسة، ويقتلون باسمها شعوبا أخرى ويوردونها موارد الهلاك، وقد يوردون شعوبهم أيضا تلك الموارد، فضلا عما يحملونها من عار.. لو كان هناك وعي ومسؤولية لوجب أن تقوم تلك الشعوب بذلك التغيير الجذري الذي هو في صالحها وفي صالح البشر والحضارة والقيم والسلم والأمن والعيش المشترك والاعتماد المتبادل بين بني الإنسان، أفرادا وجماعات وشعوبا وأمما ودولا.
في كل العصور، وفي كل البلدان، وفي معظم الأحوال، يطفَح ذلك “الشَّرْيِ” الوحشي على الجسم البشري، ويدفع الناس ثمنا فادحا للطغيان والهوس والجنون، وينصاعون لمنطق القوة، ويبنون لها ولرموزها تماثيل، ويرفعونها أصناما، وهي وهم، الدواء بلا مِراء. وفي عصرنا، ومنذ أكثر من قرن من الزمان، ونحن محكومون بأطراف متصارعة، وبتحالفات دولية تفعِّل القوة وتستعملها بلا رحمة، وتقتل لتحكم وتتوسع وتسيطر، وتدمر الإنسان والحضارة والقيم تارة بعد تارة.. وأطراف القوة الدوليون الكبار أولئك، لا ينظرون إلى العالم إلا من خلال مصالحهم ونفوذهم ونزواتهم، وانتصار أحدهم على الآخر أو تحجيمه وتقزيمه.. ويبقى تعاونهم، في حال حدوثه، مسكونا بانعدام الثقة الذي يزيد وينقص حسب قدرات كل منهم، وتفوقه في امتلاك السلاح والقتل والتدمير.. وتبقى ميادينهم أجساد بني البشر ومصائرهم وما ينجزون.
لقد كلَّف سباق التسلح بلدانا وشعوبا الكثير الكثير في أثناء الحرب الباردة، وأسقط دولا بالأزمات ووضعها على شفا الإفلاس، وتحملت الدول والشعوب الفقيرة معظم الثمن.. لكن سباق التسلح النووي الجديد المتجدد الذي ينفتح بابُه الآن، لا يمكن أن تقاس مخاطره وتكاليفه وتبعاته وكوارثه والنتائج التي يسفر عنها، بذلك الذي كان لنظيره من السباق المذموم في القرن العشرين.. وهذا الخطر يعم ولا يَخص، ويزيد العالم بؤسا ورعبا وفقرا وانعدام أمن وأمل. إن كل طرف من أطراف القوة، سواء أكانت في مضمار السباق أو على هامشه، يسعى لتطوير القوة، وامتلاك السلاح الأشد فتكا وتدميرا.. مدفوعا بالخوف أو بالطمع والطموح الزائد عن الحد، ومأخوذا بتفوق عنصري، وبالانتصار على سواه، وطامعا بنهب ما بيد المستضعفين وما في أرضهم.. وفي هذا المناخ “التنافسي؟!” لن يحترم أي من أولئك الاتفاقيات والمعاهدات ووسائل الردع، وسيحاول أن يخدع الآخر ويستغفله، وسيكون المكر والكذب والنفاق أسياد الساحة، ويكون ذلك خُلق السياسة و”فضائلهم”؟!.. فأولئك النفر من البشر يبقى: “امتلاك القوة شاغلهم وهاجسهم، والسيطرة وسيلتهم، والآخرون أدواتهم ومادتهم وحطب نارهم، واستمرار الصراع ديدنهم ومطلبهم”.. وفي خضم هذا الصراع الذي يشعلونه ويرعونه ويستثمرون فيه، يتاجرون بالسلاح، يتخلصون من قديمه ببيعه لمتقاتلين سكارى بالقوة، إن لم يكونوا موجودين فيخلقونهم، ويشعلون نار الحرب والفتنة بينهم، ويُضرؤونها بأجسادهم وأملاكهم.. فتلك هي السوق التي ستروج فيها بضائعهم “الأسلحة وأدوات الفتك والتدمير”.. إنهم يجبون ثمن السلاح القديم، ومغانم الحروب والفتن التي يشعلون نارها، ليطوروا أسلحة جديدة، يجربونها في ضحاياهم من المتصارعين بالأصالة أو بالإنابة.. وهكذا دواليك، تدور عَجلة الشر والبغي على جيل بعد جيل من البشر، لتنتج جيلا بعد جيل من السلاح”..؟!
إن هذا وضع لا يمكن حسمه أو الحد من مخاطره، إلا بتغيير جذري في العقول والضمائر، في الاعتقاد والتكوين التربية، في التثقيف والوعي المعرفي المسؤول، وبوعي الشعوب ذاتها، وسيطرتها على قراراتها وشؤونها ومصيرها، وممارستها لحريتها في اختيار ساستها وقادتها، وفي انتهاج سياسات حكيمة، ووضع شخصيات نقية حليمة نظيفة تقية قادرة، في المواقع والأماكن التي تحتاج إلى مَن يقيم العدل ويحقق الأمن، ويحفظ السلمَ، ويبني، ويعلي قيما وأخلاقا ويتحمل مسؤوليات اجتماعية سامية، يرفعها فوق الاعتبارات الفردية والشطارات الهادفة إلى البقاء فوق رقاب الناس بأية وسيلة.. شخصيات تعلي الروحي والأخلاقي والإنساني على المَادي، وترى مصلحة الآخرين “دولا وشعوبا وجماعات وأفرادا”، في تكامل مع مصالح دولهم وشعوبهم وجماعاتهم وأفرادهم. وأكاد أجزم بأننا في وضع سياسي خاص وعام، نحتاج معه إلى تغير يطول الجذور والركائز السياسية المعمول بها على صعد كثيرة، وإلى إعادة تأهيل الرؤوس الحامية أينما وجِدت، لتصبح أكثر موضوعية وواقعية وإنسانية وأخلاقية، وأقرب إلى مصالح البشر، كل البشر من دون استثناء، بمن فيهم البشر “أبناء شعوبهم” التي “يرفعون شعارات باسمها، ويتمترسون في خنادق باسمهاها، ويقولون بما يرونه مصالحها”، ذلك لأن أولئك يؤسسون للإضرار بالآخرين ثم بشعوبهم، إذ ينشرون العداوات والكراهية، ويشعلون الحروب، ويدمرون ويبيدون، مستبيحين العالم بانتهاك وإنهاك وإهلاك.. ويبقون هم فوق، في الأعالي، لا يُمسّون ولا يُسألون ولا يحاكَمون؟! وقد شهد العالم ويشهد نماذج كثيرة من أولئك في كل الأمكنة والبلدان والأزمان، ألحقوا بالبشرية الكوارث، وبالحضارة الدمار.
وها نحن اليوم، منذ أن “هَلَّ” علينا أحد المأخوذين بسطوة القوة، المنادين بسباق التسلح، العاملين فعليا على إراقة الدم، ونشر الدمار والقتل، وممارسة النهب والسلب، مع إشهار عريض يقول “بأنه وما يمثل، إنما يمثل “الخير المطلق الذي يردع عالم الشرِّ المطلق”؟!.. ها نحن اليوم، منذ أن “هَلَّ” بعنصريته وماديته وجشعه وجهله وغطرسته”، وبما له من مستشارين وأعوان على شاكلته، ومِن أنصار وأشباه وأمثال.. ها نحن نقترب أكثر من حتوفنا، وتسير أمورنا في عالمنا المنكوب بتلك النماذج، من سيئ إلى أسوأ فأسوأ.. ومِن أسف أن هذه النماذج تجد لها شركاء، وتجد مَن يجارونها ويهللون لها، ويسيرون في الاتجاه الذي ترسمه لهم أو يطيب لهم أن يجاروها فيه.. وهو اتجاه لا يؤدي إلَّا إلى تدهور الأمور أكثر فأكثر.. نعم هناك معترضون على هذا النموذج وهذا النهج، وهناك متفرجون، وهناك منددون، ولكنهم لا يملكون القدرة على الحد من تطرف القوة، ولا القدرة على وضع حدٍّ لتغوُّل العنصرية وتسلطها، ولا يقوون على وضع حدٍّ للرغبة في سيطرة مهووسين على الآخرين، واشتغالهم بالتوسع والتغلب والقهر، وتطلعهم إلى نهب العالم، وتهديد دوله وشعوبه، والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.. ولذا فإننا نبدو كمن ينتظر “في قفص الإعدام”.. موقوفون محكومون بالقوة الغاشمة العمياء التي تصهل في أرجاء عالمنا، بانعدم مسؤولية وقيم وخُلق.. ننتظر الخطر وما سيحل بنا، وما تكون عليه مصائرنا، من جراء توجهات وسياسات وشخصيات، تشكل خطرا داهما على البشرية والقيم والحضارة.. تفتك وتقتل ولا يردعها رادع من أي نوع؟! فيا عجبا وأي عجب، كيف يتحجر الناس، ويصبحون أشد وحشية من الوحوش الكاسرة.. في المنطق والخلق وميدان الضمير والتعامل الإنساني المسؤول”.. عندما تقتل أو تتسبب بالقتل، فإنك تُدان، تتعرى أمام نفسك، وتتجرد من إنسانيتك، وتؤسس للقتل، وتروج لأدواته ومناخه، وتصبح الشيطان، مهما ادعيت أنك الخير.. لكن في عالمنا، وفي واقعنا، يجري ما هو خارج المنطق والعقل المسؤول والضمير الحي والاعتقاد السليم..” عندما توغل في الجريمة، وتفعل ما لا يجوز أن يُفْعَل، تصبح الملك، وتَرى أنك “مالك المُلْك”؟!
نعم إننا بحاجة لقوة ردع دينية ـ إنسانية ـ أخلاقية ـ قانونية فعَّالة.. لكن أين هي تلك القوة؟ وكيف السبيل إليها؟ وكيف تصبح حاكِمة؟ ومن تراه يمثلها بجدارة وحق وإخلاص وصدق؟! ونحن في وقت تراجعت فيه مكانة الأديان، والقيم، والأخلاق، والضمير، وكل الإنسانيات.. وتآكلت فيه الضمائر الحية ذاتُها وتآكلت مكانتها في الحياة.. وأصبحت “قوانين القوة” العالمية المُمثَّلة في الهيئآت والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، تلك التي يمكن أن تردع القوة الظالمة الغاشمة، وتنير الدروب إلى القانون والسلم والأمن واحترام الإنسان.. أصبحت بيد الأقوياء ذاتهم، بيد ذوي الامتيازات التي ما أنزل الله بها من سلطان. لقد أصبحنا في زمن يقول فيه “سَدَنة ديانتين سماويتين من أهله، هما المسيحية والإسلام”، في أحدث وثيقة لهم، حملت اسم: “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، وقعها ممثلان لهما، هما بابا الفاتيكان فرانسيس، وشيخ الأزهر الطيب، في مدينة أبو ظبي بتاريخ ٤ شباط/فبراير ٢٠١٩، جاء فيها: “إن هذا الإعلان ـ يقصدون الوثيقة ـ يأتي انطلاقا من تأمل تعمق لواقع عالمنا المعاصر وتقدير نجاحاته ومعايشة آلامه ومآسيه وكوارثه ـ ليؤمن إيمانا جازما بأن أهم أسباب أزمة العالم اليوم تعود إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية، وكذلك استدعاء النزعة الردية والفلسفات المادية التي تؤلِّه الإنسان، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والمتسامية.”
لقد لامست الوثيقة المشار إليها، الواقع المُرّ الذي يعيشه الناس في عالمنا، حين أشارت إلى: “إن التاريخ يؤكد أن التطرف الديني والقومي والتعصب قد أثمر في العالم، سواء في الغرب أو الشرق، ما يمكن أن نطلق عليه بوادر “حرب عالمية ثالثة على أجزاء”، بدأت تكشف عن وجهها القبيح في كثير من الأماكن، وعن أوضاع مأساوية لا يعرف ـ على وجه الدقة ـ عدد من خلفتهم من قتلى وأرامل وثكالى وأيتام، وهناك أماكن أخرى يجري إعدادها لمزيد من الانفجار وتكديس السلاح وجلب الذخائر، في وضع عالمي تسيطر عليه الضبابية وخيبة الأمل والخوف من المستقبل، وتتحكم فيه المصالح المادية الضيقة.”.. وشخصت واقعا حين شدَّدت على “أن الأزمات السياسية الطاحنة، والظلم وافتقاد عدالة التوزيع للثروات الطبيعية ـ التي يستأثر بها قلة من الأثرياء ويحرم منها السواد الأعظم من شعوب الأرض ـ قد أنتج وينتج أعدادا هائلة من المرضى والمعوزين والموتى، وأزمات قاتلة تشهدها كثير من الدول، برغم ما تزخر به تلك البلاد من كنوز وثروات، وما تملكه من سواعد قوية وشباب واعد”.
لقد جاء في الوثيقة التي وقعها السادنان المحترمان، ما يستحق الاهتمام والمتابعة وأكثر.. لكن عالمنا الذي فيه ذاك “الهول الزاحف بسرعة وجنون”، يحتاج إلى أفعال ومواقف أفعَلَ وأشملَ وأكثر جدية وجدوى، وإلى عامِلين بإيمان وإخلاص، متحابين متعاونين بيقين، وإلى أخذ صادق بما تمليه تعاليم الديانتين الإلهيتين العظيمتين، مما يشكل قدرة على أداءٍ فعَّالٍ، يكون أشمل وأوسع وأكبر وأكثر.. يمكن أن ينفع وينقذ ويشفع. والله من وراء القصد

التعليقات معطلة.