كثّفت إسرائيل الضربات على جنوب قطاع غزة ووسطه اليوم الأربعاء رغم تعهّدها بسحب بعض قوّاتها والتحوّل إلى حملة أكثر استهدافاً ومناشدة من حليفتها واشنطن بتقليل عدد الضحايا من المدنيين. وأعلنت وزارة الصحّة في غزة في بيان أن 23357 فلسطينياً قتلوا وأصيب 59410 في الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر). وأضافت أن 147 فلسطينياً قتلوا وأصيب 243 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
قصف متواصلفي المستجدّات، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بـ”استشهاد عدد من المواطنين بينهم صحافي أحمد بدير و4 من طواقم الهلال الأحمر في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً وسيارة إسعاف في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة”. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن “من بين الشهداء 4 من طواقم الإسعاف التابعة لها جراء استهداف الاحتلال مركبة إسعاف في شارع صلاح الدين عند مدخل دير البلح”.
وذكرت “وفا” أن “6 مواطنين استشهدوا وأصيب العشرات بجروح برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الطريق الساحلي في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة نقلوا إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة. واستشهد 15 مواطناً واصيب العشرات جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية بصاروخ منزلاً مأهولا يعود لعائلة نوفل غرب مدينة رفح جنوب القطاع، نقل غالبيتهم إلى مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة”. وقصفت طائرات حربية إسرائيلية منزلاً في مخيم دير البلح وسط القطاع، ما أدّى إلى سقوط وجرحى نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية أيضاً بشكل عنيف ومكثّف المناطق الشرقية والجنوبية لمدينة خان يونس جنوب القطاع، وسقط عشرات الضحايا والجرحى غالبيتهم من النازحين من مدينة غزة، وشمال القطاع. وقصفت مخيّمي البريج والمغازي وسط القطاع.
ووفق “وفا”، “استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال منزلاً يعود لعائلة عسلية في بلدة جباليا شمال القطاع. وأطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية عشرات القذائف الصاروخية صوب منازل المواطنين في منطقة الواحة والسودانية وأطراف مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة وقبالة بحر وسط وجنوب القطاع، ما أدّى إلى وقوع عشرات الجرحى”.
عمليات “القسّام”من جانبها، أعلنت “كتائب القسّام” – الجناح العسكري لـ”حماس” أنّها “قصفت حشود الاحتلال الإسرائيلي المتوغّلة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بقذائف هاون”. “حرب طويلة”
من جانبه، أقرّ رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي بصعوبة الوضع الذي تواجهه قوّاته في قطاع غزة.
وقال إن القتال “يتم في منطقة معقّدة تحت الأرض وفوقها وهناك عدو استعد منذ فترة طويلة بشكل منظم”.
وأضاف: “هذه الحرب طويلة إلّا أنّه سنخرج بنتائج جيّدة”.
وأشار إلى أنّه “بعد أن حاربنا في غزة سنعرف كيفية المحاربة في لبنان إذا كنا بحاجة لذلك”.
بدوره، لفت المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحافي، إلى “أنّنا نعمل بكل قوة لإعادة المخطوفين من غزة”.
وقال: “هناك عمليات نفّذناها وأخرى أوقفناها لاستعادة المخطوفين، وهناك عمليات مختلفة على الطاولة لاستعادتهم”.
وتابع: “لتحقيق أهداف الحرب يجب أن نعمل في كل أنحاء غزة، ويجب مواصلة الجهود للقضاء على البنى التحية لحركة حماس”.
وختم: “وزير الدفاع موجود، وهو من يحدّد ما يجب أن نفعله في الضفة الغربية”.
وضع صعبإلى ذلك، ألغت منظّمة الصحّة العالمية مهمّة مساعدات طبية أخرى مقررة لقطاع غزة بسبب مخاوف أمنية وذلك في سادس عملية إلغاء من نوعها خلال أسبوعين. وأشار المدير العام لمنظّمة الصحّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى أنَّ المهمة الملغاة هي سادس مهمة لشمال غزة تلغيها المنظمة نظرا لعدم الموافقة على طلبات زيارة فضلاً عن عدم تقديم تطمينات أمنية منذ آخر زيارة في 26 كانون الأول (ديسمبر). أمّا مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقال: “الوضع صعب في كل المستشفيات بقطاع غزة، وهذا غير مقبول وخطير”. وتابع: “مستشفيات شمال غزة لم تعُد قادرة على تقديم أي خدمات جراحية. والمستلزمات الطبية في القطاع لا تكفي إطلاقاً لإغاثة الجرحى والمرضى”.