في الوقت الذي تحوّلت فيه خان يونس، جنوب قطاع غزة، إلى محور الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 95 يوماً، تتركز الأنظار على نتائج المحادثات المرتقَبة اليوم (الثلاثاء)، بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والقادة الإسرائيليين بخصوص المرحلة المقبلة من الحرب، وسط تباين واضح في المواقف بين واشنطن وتل أبيب.
وكانت غزة، أمس، محور لقاء بين الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، ووزير الخارجية الأميركي، بالمخيم الشتوي في العُلا. وأوضحت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه جرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار، خصوصاً مستجدات الأحداث في غزة ومحيطها والمساعي بشأنها.
وأكد ولي العهد السعودي أهمية وقف العمليات العسكرية، وتكثيف المزيد من الجهود على الصعيد الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.
وعشية لقاءات بلينكن مع القيادة الإسرائيلية اليوم التي ستتبعها (الأربعاء) محادثات مماثلة مع القيادة الفلسطينية، برزت بوضوح الخلافات الأميركية – الإسرائيلية بخصوص غزة؛ فقد قال مسؤول أميركي كبير يرافق بلينكن في جولته الحالية في المنطقة، إن الوزير الأميركي سيبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء حربها «في أقرب وقت»، متحدثاً عن فترة «أسابيع» فقط، حسبما ذكرت قناة «إن بي سي نيوز».
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، في بيان مشترك بعد اجتماعهما مع نواب حزب «ليكود»، أمس، إن الحرب لن تتوقف قريباً. وأضافا أن الحرب في الجنوب في قطاع غزة وفي الشمال على حدود لبنان «ستستمر شهوراً عدة»، وإن إسرائيل تحتاج إلى دعم دولي لمواصلة الحرب.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، إنه ناقش في اجتماع مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في العُلا، الحرب في غزة و«مبادرة السلام المشتركة، وخطوات ترجمة الإجماع الدولي على حل الدولتين إلى واقع»، في إشارة إلى ما تُعرف بـ«مبادرة يوم السلام المشتركة» التي أعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي. وتابع قائلاً على منصة «إكس»: «سيكون الطريق صعباً، لكن لا يوجد بديل للسلام».
وفي القاهرة، ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، الجهود للوصول إلى وقف النار في غزة، وأكدا رفضهما «تهجير» الفلسطينيين وضرورة تحقيق «تسوية عادلة وشاملة» تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.