تدهور الأوضاع الصحية والغذائية في غزة جراء القصف والحصار
حذّر مسؤول بوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من تفشي الأوبئة والأمراض المعدية بين السكان، بعد رصد 553 ألف حالة إصابة بأمراض معدية ووبائية، منذ أكتوبر الماضي، منها أكثر من 8 آلاف إصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائي من نوع “A”. أخبار ذات صلةالأمم المتحدة: النساء والأطفال هم الضحايا الرئيسيون في غزة
وأرجع الدكتور رامي حيدر العبادلة، نائب مدير عام الرعاية الأولية للصحة العامة في غزة، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، انتشار الأمراض الوبائية للاكتظاظ بين النازحين وتدني مستويات النظافة والمياه غير الصالحة للشرب، وشُح الدواء ونقص الغذاء، مع استمرار الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر.
553 ألف إصابة
يقول العبادلة بشأن الحالات المرصودة:
مجموع الحالات التي سجّلت لدى وزارة الصحة لأمراض وبائية ومعدية، بلغ نحو 553 ألف إصابة، منذ 28 أكتوبر الماضي حتى 8 يناير الجاري.
- الوزارة بدأت في عملية الرصد الوبائي من جميع أنحاء قطاع غزة منذ 24 أكتوبر حتى 8 يناير، لكن بيانات الرصد بدأت تتقلص نتيجة الهجمات الإسرائيلية وتدمير العديد من مراكز الرعاية الأولية، بينما يجرى حاليا التجميع من عيادات رفح الحكومية، ومراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”.
- عملية جمع البيانات تجري بصعوبة كبيرة بسبب تدمير برامج الحوسبة، وانقطاع الاتصالات، والازدحام الشديد في العيادات.
8 آلاف إصابة بالكبد الوبائي A
في توضيحه لنوعية الأمراض والأوبئة، يضيف العبادلة أن ما تم رصده:
- 234364 حالة التهاب رئوي.
- 170794 حالة إسهال.
- 140000 مرض جلدي.
- أكثر من 8 آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي من نوع “A”، بينهم 6723 إصابة لأطفال.
- إلى جانب حالات الحصبة أيضا وأمراض معدية أخرى.
عوامل الخطورة
يحذّر نائب مدير عام الرعاية الأولية للصحة العامة الفلسطينية من تزايد الحالات المصابة بهذه الأمراض، خاصة المعدية منها، لتوافر البيئة المناسبة لذلك، ومنها:
- الازدحام الشديد في مراكز الإيواء، حيث يتراوح عدد النازحين في كل مركز من 3-5 آلاف شخص، وفي كل غرفة نحو 50 شخصا.
- الازدحام في البيوت التي ما زالت مسكونة، وكذلك في الخيم.
- نقص المياه الصالحة للشرب، والمياه اللازمة للنظافة الشخصية.
- سوء ونقص الغذاء، وعدم توفّر أغذية بكميات كافية، والغذاء المتوفّر معظمه معلبات تحتوي على مواد حافظة.
- عدم توفّر أدوات النظافة الشخصية.
- تدمير البنية التحتية للصرف الصحي.
- انتشار النفايات في الأماكن العامة ومراكز النزوح.
- عدم القدرة نهائيا على عزل المصابين عن الأشخاص غير المصابين.
- عدم توفر الأدوية التي تساعد في عملية الشفاء.
- عدم توفّر أسرّة بالمستشفيات لاستيعاب حالات تحتاج إلى المتابعة الطبية، حيث بلغت نسبة الإشغال بالمستشفيات نحو 350%، ولا توجد أماكن لعلاج الحالات الباطنية، حيث تحوّلت كل المستشفيات إلى مستشفيات طوارئ وجراحة.
وبناءً على ذلك، دعا العبادلة لضرورة توقّف القصف الإسرائيلي فورا، والعمل على توفير المياه ومواد النظافة وتقليل الازدحام.
وسبق أن تحدّث مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في غزة، توماس وايت، عن أن إحدى مدارس الوكالة تشهد تفشيا لمرض “التهاب الكبد الوبائي أ”.
وأدّت الحرب، التي تشنّها إسرائيل ضد “حماس” في غزة وأشعلها هجوم الحركة المسلحة في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، إلى دمار غير مسبوق في القطاع الساحلي الصغير، وأودت بأرواح أكثر من 24.927 فلسطينيا وإصابة أكثر من 62 ألفا، وفق إحصاء وزارة الصحة التابعة لحماس.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، الأسبوع الماضي، إن وكالات الأمم المتحدة “لا تستطيع تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال، بينما تتعرض غزة لمثل هذا القصف العنيف والواسع النطاق والمتواصل”.