وعلى مدى اليومين الماضيين، تعرّض العراق الى منخفض جوي صاحبته رياح رعدية وأمطار وتساقط للبرد، ما تسبب بغرق معظم الشوارع، خصوصاً في الأحياء القديمة في بغداد التي شهدت انقطاعات طويلة للكهرباء.
لكن الأمطار والعواصف التي وصفتها هيئة الأحوال الجوية العراقية بأنها لا سابق لها منذ عقود، لم تشهد حملات استنكار واحتجاج على فشل السلطات المحلية والدوائر البلدية في منع طفح المجاري، بل سادت بدل ذلك أجواء من السخرية لسقوط مئات الآلاف من اللافتات الانتخابية بأحجامها المختلفة، وتمزّق صور معظم المرشحين.
وكانت أحزاب سياسية قدّمت احتجاجات الى مفوضية الانتخابات لتعرّض لافتاتها الانتخابية الى أعمال تخريب وإزالة، واتهمت أحزاباً منافسة، فيما خاضت البلديات المحلية في عدد من المدن، معارك وصفت بأنها «خاسرة»، خصوصاً مع القوى المتنفذة، خلال محاولة إزالة تجاوزات إعلاناتها.
وأصدر «الحزب المدني» في العراق أمس بياناً اتهم فيه قوى مسلحة رسمية بإنزال لافتاته وشعاراته الانتخابية، بشكل متعمد، من طريق المطار ببغداد، فيما تعرّض مكتب انتخابي لقائمة «النصر» بقيادة حيدر العبادي، الى الحرق في البصرة.
ولم تستثنِ الأحزاب شارعاً في العراق من نشر دعاياتها الانتخابية، الى درجة تخريب الأرصفة لبناء أعمدة تحمل هذه الشعارات، كما توسّعت دعاية البعض الى الطرق الصحراوية شبه المهجورة، أما أثار تساؤلات عن جدوى نشر هذه الدعاية على نحو مفرط، ومصدر تمويل حملات الأحزاب.
ويتنافس نحو سبعة آلاف مرشح على 329 مقعداً في البرلمان في انتخابات تُنظم في 12 الشهر المقبل، ويعتبرها مراقبون مصيرية لتحديد الوجهة السياسية للعراق ما بعد مرحلة «داعش».
ومع ان العواصف المتكررة كانت أسقطت العديد من اللافتات، منذ بدء الحملة الانتخابية في 14 الجاري، إلا ان متعهدي الأحزاب كانوا يسارعون الى تعويض الممزق او المنهار منها في اليوم التالي. أما العاصفة المطرية التي غزت العراق الجمعة والسبت، ويتوقع امتدادها الى اليوم، فأتت على معظم اللافتات الانتخابية، وعطلت بعضاً من الشاشات العملاقة المنصوبة في الشوارع للترويج للناخبين.
ورغم ان حجم الخسائر كبير جداً ويبلغ ملايين الدولارات، فإن بعض الأحزاب بدأ فعلاً بالعمل على طباعة لافتات وصور جديدة لنشرها مجدداً حال استقرار أحوال الطقس.