جميل عبدالله
تكلمنا الكثير عن الارهاب والمفهوم المعاصر , والكثير من السياسيين والمؤرخين تمعنوا وقدموا الى الوسط الثقافي عن فكرة مخطط الارهاب كفكرة استعمارية معاصرة من خلال تنظيم منظمات دينية أسلامية واحتواء شخصيات متطرفة وشباب يغرى بهم من الذين عاطلين عن العمل من وسط محيط دول الشرق الاوسط , ومن الشباب العربي الذين هاجروا الى الدول الاوربية وامريكا اي من اصول عربية واسلامية ايضا عاطلين عن العمل في هذه الدول مقابل أغراءات كثيرة , وبالمناسبة ادارة هذه التنظيمات من خلال المخابرات الامريكية والبريطانية والموساد الاسرائيلي , وحضانة بعض دول الخليج العربي , وتترجم هذه الدول الخليجية مصالحها ومؤمراتها حسب الظروف المكانية والزمانية . هذه السياسة الامريكية العابرة للقارات لشن الحرب ضد الاسلام والدول الاسلامية وبالصاق تهمة الارهاب بألاسلام والاستيلاء على مواردها النفطية بتفتيت هذه الدول الى دويلات ضعيفة ويستمدون قوتهم من الدول العظمى من خلال هذه السياسة اللانسانية , وتضع استقرار وامن العالم في خطر الحروب المحلية والاقليمية وربما ان مصالح الدول الاقتصادية الاخرى تكون في خطر من جراء هذه السياسة لنشوب حرب عالمية . هل ان ارهاب الدولة الامريكية خيار سليم لمواجهة الارهاب الدولي , أم هو إستراتيجية متطرفة مماثلة مقنعة بألامن القومي ؟ ماهي العوامل والظروف التي حددت عقيدة الهيمنة في البيت الابيض متخفية وراء الممارسة القديمة من جانب النخب لفرض مصالحها بأعتمادها على الارهاب ؟ كيف ولماذا تحولت إستراتيجية الأمن الى عابرة القارات والبلدان ؟ كيف تستحضر الديمقراطية وتستعمل دفاعا عن مصالح أقلية مقتدرة , وتعزيزا لها كيف تتلاعب مجموعات السلطة بالعاطفة الوطنية للشعب الامريكي كي ينخرط في مغامراتها الحربية . وما هو دور الاحتكار الاعلامي في تطهير ذلك على المستوى العالمي , وكيف تصاغ قوة التأثير السياسي للمجتمع العسكري الصناعي , وما هي الدوافع الحقيقية لعدائية المنظومة الامريكية , كم سيتأثر مستقبل البشرية لهذه السياسة الامريكية من عهد بوش الدموي اللامسؤول , وما هي نتائجها على الصعيد الاقتصادي الشامل , وهل يمكن ان تتحقق التطلعات نحو التغيير المعبر عنها في صناديق الاقتراع , أم الرجوع الى فكرة الثورات والتغيير الجذري .