الكل يعلم أن فئران التجارب كائنات مضحية ومصيرها في الغالب الحتف وقربان لتجربة طبية قد تننجح وقد تفشل، خلاصة القول أن هذه الكائنات الضعيفة مناديل ورقية لا حيز لها في قواميس الضمير الإنساني ،كائنات مستهلكة مجترة قابلة للذوبان ، ما يجري للعراقيين في الحقب الأخيرة يماثل مصير الفئران كما ونوعاً وخير دليل على ذلك أن مواقف البعض السياسي متناقضة و تشير بوضوح الى غياب تام للرؤية الإستراتيجية في بناء الدولة ،بات العراق حقل للتجارب الفاشلة ومرتعا لأرباب “المراهقة السياسية” دعوات لمعارضة غامضة العواقب وثانية للإلغاء والتصعيد وأخرى عبثية لصناعة واقع جديد أشد فتكا من السابق، التفكير الموسوم بما يسمى”الأنا سياسية” لا يمكن أن ينتج “دولة” تحترم مواطنيها، لا يفضي لقانون عادل ينظر للوزير والفقير بعين واحدة، “العبث السياسي” ينتج قانونا “كريم العين ” ، مؤطر بأطار هذه الكتلة أو تلك ، هنا والآن جراء هذا “التمايز” وسياسة الكيل بمكيالين يبدأ العقل الجمعي بالعزوف عن بناء دولته، تتلاشى فرص التقدم ، ينكمش الإنتاج يتقهقر الاقتصاد وتنضب الموارد الطبيعية، يغيب الوعي ويشيع الجهل ، ما يعني الذهاب إلى المجهول ، المؤلم أن المتضرر الأكبر عامة الشعب وطبقاته الكادحة وهذا بطبيعة الحال لا يشعر به أصحاب التجارب الفاشلة لأنهم ينظرون إلينا نظر الباحث لفأرانه ومدى قدرتها على انضاج التجربة وإيجاد العينة الناجحة وإنجاح مشروع بحثه ،وبالتالي بناء الذات على حساب هلاك أمة وضياع مستقبلها ما يعني بقائها في “الرقدة الحضارية ” والضياع السياسي والإجتماعي وحالة الإنهيار القيمي الشامل ، ، ولا أكون مجافيا للحــــــــقيقة أن قلت أن الأمة العراقية تعيش عصور مظلمة تماثل العصور الوسطى أو أشــــــد فتكا وظلام ورجعية وتعسف وفساد ،وإن لم نعـــــــــترف بهذه الحقيقة المرة سيكون هلاك هذه الأمة العظيمة وشيكا ،لذا “لا تكـــــــونوا كالتي نقـــــــــضت ْغزلها مِن بعد ِ قُوَّةٍ أنكاثا.
التعليقات معطلة.