انتهى الموسم بصورة مخيبة لمعظم الأندية الكبيرة مؤكداً حاجتها الى دخول سوق الانتقالات الصيفية بأقصى قوة ممكنة، وهو ما بدا واضحاً بالنسبة الى ريال مدريد ومانشستر سيتي وبايرن ميونيخ وأرسنال ومانشستر يونايتد الني تريد دخول الموسم المقبل بتشكيلة تعيد ثقة الجمهور بفرقها، ولا يستثنى من صراع الانتقالات ليفربول الذي يدرك مدربه سلوت أن الفوز في الدوري لا يُعمي عن عيوب الفريق عدا نية برشلونة توسيع القائمة لتحمل ضغط البطولات.
في الواقع وجدت الأندية الكبيرة أن الفوارق بينها وبين الآخرين لم تعد واسعة، وأن الفارق المالي الهائل بين مداخيلها ومداخيل الآخرين لم تكُن كافية لجعل مبارياتها أسهل مع الصغار، ورغم عدم ظهور حصان أسود حقيقي يخطف لقباً كبيراً كما فعل ليستر قبل 9 سنوات في إنكلترا، إلا أن هناك حالة اقتناع بأن الأندية الصغيرة عرفت كيفية استقطاب لاعبين جيدين قادرين على إزعاج الفرق الكبرى، وهو ما تحدث عنه غوارديولا في شكل علني هذا الموسم حين قال أن أحد أهم أسباب مشاكل سيتي هو أن فرق الوسط والفرق الصغيرة في الدوري باتت تقدم أداءً عالياً، وهو ما يمنعك من الاقتراب من 100 نقطة كما كان يحدث في الماضي.
في صورة غير متعمدة، وجه الكبار ضربات قوية الى الأندية المجتهدة التي نجحت في تحقيق نجاح كبير بميزانية صغيرة، ويبدو ليفركوزن المثال الأنسب لشرح ذلك، فالفوز بلقب الدوري لن يمنحك رصيد المال الكافي لمنافسة الكبار اقتصادياً بل سيفتح أعين الكبار على لاعبيك ويزيد إغراءات ضمهم.
لهذا يستعد النادي لتوديع قائد الفريق تاه وظهيره الممتاز فريمبونغ ونجمه الأول فيرتز، وتبدو القائمة مرشحة بقوة لضم غريمالدو وشيك وبونيفيس وهوفمان، ليجد النادي نفسه أمام حاجة ملحّة لضخ المال إن أراد الحفاظ على قوام فريقه، لذا سيكون أقصى ما يمكنه فعله هو أن يتحول إلى شيء يشبه تجربة دورتموند الذي أدرك أن أكبر دور يمكنه القيام به هو البقاء بين الأندية المشاركة أوروبياً مع قبول لعب دور تطوير اللاعبين وبيعهم للكبار حين يطلبونهم.

الأمر ذاته بالنسبة الى بورنموث الذي ضم ريال مدريد قلب دفاعه هويسين، في الوقت الذي يستعد فيه ليفربول لضم نجم دفاعه الآخر كيركيز. أما ولفرهامبتون فتخلى عن نجمه الأول كونيا لمانشستر يونايتد ويستعد للتخلي عن آية نوري لأحد الكبار قريباً.
يبدو شيئاً من تراتبية كرة القدم أن ينتقل اللاعبون من الأندية الصغيرة الى الكبيرة، لكن الفارق هو أن الكبار استشعروا الخطر هذا الموسم بعد أن فشل معظمهم في إقناع الجماهير، وتعلموا من تجربة سان جيرمان الذي لم يجد طريق النجاح مع ميسي ومبابي ونيمار لكنه وجده مع 11 لاعباً يؤدون بجماعية عالية.
لذا، نرى أن مفهوم الولاء لم يعد مهماً حتى للإدارات التي ودعت دي بروين ومودريتش ومولر من دون أن تمنحهم عقداً جديداً للاستمرار، ومن الواضح أننا سنشاهد موسم انتقالات قياسياً ليس من حيث تحطيم الصفقة الأكبر تاريخياً بل من حيث كمية الأسعار التي سيدفعها الكبار وإجمالها لاستعادة مكانتهم وتوسيع قوائمهم الموسم المقبل، في ظل ضغط المباريات الهائل الذي يواجهه كل فريق.