فرنسا: العلاقات مع الجزائر “عادت إلى طبيعتها”

3


24 – رويترز

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الأحد، إن العلاقات مع الجزائر عادت إلى طبيعتها، بعد محادثات استمرت ساعتين ونصف الساعة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عقب خلافات لأشهر أضرت بمصالح باريس الاقتصادية والأمنية.

وشهدت العلاقات بين باريس والجزائر تعقيدات على مدى عقود، لكنها تدهورت في يوليو (تموز) الماضي.

ويقول مسؤولون فرنسيون إن تدهور العلاقات له تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية جسيمة، فالتبادل التجاري كبير، ونحو 10% من سكان فرنسا البالغ عددهم 68 مليون نسمة تربطهم صلات بالجزائر.

وقال بارو، في بيان بالقصر الرئاسي بالجزائر العاصمة،: “نعيد اليوم تفعيل جميع آليات التعاون في جميع القطاعات. نعود إلى الوضع الطبيعي، ونكرر قول الرئيس تبون ‘رفع الستار'”.

بعد التوتر.. فرنسا والجزائر تستأنفان الحوار لمنع القطيعة – موقع 24
بعد أشهر من المشاحنات التي أضرت بالمصالح الاقتصادية لباريس في الجزائر، وشهدت اتهامات متبادلة بالإذلال وعرقلة تعاون أمني حيوي، ستستأنف الجزائر وفرنسا اليوم الأحد المشاورات بينهما.

تأتي زيارة الوزير الفرنسي بعد اتصال هاتفي بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الجزائري تبون في 31 مارس (آذار)، اتفقا خلاله على خارطة طريق شاملة لتهدئة أوجه التوتر بين الجانبين.

يقول مسؤولون فرنسيون إن الجزائر وضعت عراقيل أمام التراخيص الإدارية والتمويل الجديد للشركات الفرنسية العاملة في البلاد.

وتجلى هذا التأثير في واردات القمح. يقول متعاملون إن الخلاف الدبلوماسي دفع الديوان الجزائري المهني للحبوب ​​إلى استبعاد القمح والشركات الفرنسية ضمنياً من مناقصاته الخاصة بالاستيراد منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وأكد الديوان الجزائري أنه يعامل جميع الموردين بإنصاف، ويطبق الشروط الفنية.

وقال بارو إنه أثار تحديداً الصعوبات المتعلقة بالتبادلات الاقتصادية، لا سيما في قطاعات الأعمال الزراعية والسيارات والنقل البحري.
وأضاف “أكد لي الرئيس تبون رغبته في منحها قوة دافعة جديدة”.

اعتقال كاتب
بعيدا عن العلاقات التجارية، توترت العلاقة أيضاً بين فرنسا والجزائر للدرجة التي توقف معها التعاون الأمني بين الجانبين، بما في ذلك التعاون في مجال مكافحة التشدد، وأدى اعتقال الجزائر للكاتب الفرنسي الجزائري الأصل بوعلام صنصال (80 عاماً) في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى زيادة العلاقات سوءاً.

وحُكم على صنصال بالسجن 5 سنوات. ويقول دبلوماسيون إن باريس تأمل في حصوله على عفو رئاسي.

ومع تزايد الضغوط على حكومة ماكرون لتشديد سياسات الهجرة، انعكس هذا الخلاف على السياسات الداخلية في كلا البلدين.

ودعا وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إلى مراجعة اتفاقية عام 1968، التي تُسهل على الجزائريين الاستقرار في فرنسا وذلك بعد أن رفضت الجزائر استعادة مواطنيها الذين صدرت لهم أوامر بمغادرة فرنسا بموجب نظام الترحيل “أو.كيو.تي.إف (التزام بمغادرة الأراضي الفرنسية).

وتأثرت العلاقات بين البلدين بذكريات الحرب التي اندلعت بين عامي 1954 و1962، وأدت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا. 

التعليقات معطلة.