مقالات

فرنسا بين الضبابية والتناقض حيال المسألة السورية

 
قويدر شيشى توفيق
تراوح الموقف الفرنسي تجاه الأزمة السورية بين الغموض والتناقض والتشدد احيانا اخرى،فمن خلال تتبعي لمواقف الساسة الفرنسيين و رؤسائهم بدأ من السيد نيكولا ساركوزي الذي كان يطالب برحيل الأسد واعتباره خطر على الديمقراطية عندما كان رئيسا تحول بزاوية منفرجة اثناءحملته الانتخابية كمترشح للانتخابات الفرنسية عندما غير موقفه وطالب بإسراء روسيا والتخلى عن شرط رحيل الأسد كحل للمعضلة السورية وتيقنى ان عزل روسيا لا معنى له في تصريح لجريدة الفيغارو المحسوبة على اليمين واعتبر ان دور روسيا دولى اكثر منه إقليمي وهنا نجد أنفسنا امام موقفين متناقضين الاول موقفه كرئيس والثاني مصالحة وطنية دون الأسد عام 2008 والذي اتهمه بقتل 250الف شخص وموقفه الذي تخلى فيه على هذا الشرط والإشادة بالدور الروسي كمرشح لعدة ثانية ورقة انتخابية لا موقف دولة ثابت بحجم السياسة الفرنسية، وهذا ماجعل الحكومة السورية تأخذ بعين الريبة وعدم الجدية من روؤساء فرنسا ورفض كل تعاون اقتصادي فرنسي و مع الاتحاد الاوروبي خوفا من تبعاته السلبية والإملاءات التى قد تفرضها فرنسا والتى من شانها ان تاثر على حلفاء سوريا.
عدم الفاعلية وافتقاد التأثير كانتا من سمات خليفة ساركوزي السيد فرنسوا هولند الذي حلى بقصر الاليزي (2012-2017) كان رخو ومتماطل في اتخاذ عادلة حيال الأزمات الدولية واكتفى بالتنديد والرجوع الى قرارات مجلس الامن ،الا انه في الميدان بتعقيد الأمور وبايعاز من الرجل القوي في الدولة الفرنسية والذي يملك خبايا وأسرار المخابرات والاستعلامات و والسياسة الخارجية السيد جون ايف لودريون
Jean-Yves Le Drianوزير خارجية فرنسا في عهد هولند (وزير خارجية وأوروبا)حاليا حاول ان يخلق دورا مؤثرا لفرنسا في سوريا والشرق الأوسط عامة حيث أعطى الضوء الأخضر للقوات الجوية ان تحلق في الأجواء السورية في 8ايلول/سبتمبر لإجراء عمليات جويةاستطلاعية ترمي في المقام الاول الى جمع المعلومات الاستخباراتية وهو عمل عدائي وفق القانون الدولي(بحجة الكشف عن تنظيم داعش)وتحديد مواقعها والحصول على الوسائل الضرورية لتسديد ضربات للتنظيم الإرهابي على الارض السورية مع اختيار الأهداف في اطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتى بدورها لها نية البقاء وخلق قواعد في سوريا لحماية المدللة اسرائيل ،كما تورطت فرنسا في المستنقع السوري عسكريا تورطت كذالك سياسيا حيت دعا وقتها هولند بضرورة الإسراع في الانتقال السياسي الذي شمل المعارضة السورية بباريس في اطار المجلس الوطني السوري وهذ ا في حد ذاته صب الزيت في النار، التناقض بات جليا في السياسة الفرنسية وغياب النية الصادقة في حلحلة الأزمة السورية من خلا سياسة هولند ابعاد الدور الروسي وإيران لان مواقفهما لا تتماشى وموافق فرنسا والاتحاد الاوروبي وفِي الحقيقة لا تتماشى و مصالح فرنسا التى تحاول التموقع ولَم تستطع ويعزي ذالك الى سياسة الانفراد بدل الاتفاق فرئيسة المفوضية الأوروبية كاترين آشتون في جهة و وتصريحات انفرادية لدول الاتحاد السبعة والعشرون فهذا الاخير تنقصه الرؤية السياسية والحيادية لانه عبارة عن تجمع اقليمى غير محدد الهوية.
هذا التكيف أؤكده بصفتي منخرط في حزب الجمهورية الى الامام الذي ينتمى اليه امانويل ماكرون عندما نشطت لقاء نظمه الحزب الذي انتمى اليه حول أوروبا والذي خلصنا في ختام الملتقى ان الاتحاد الاوروبي كيان بدون روح وأعضائه لا يتبنون نفس الأفكار وهو عاجز عن حل المشاكل الداخلية فمابالكم بالقضايا الشائكة كالملف السوري،وتجلى عدم التأثير والفاعلية للسياسة الفرنسية من خلال الحسم العسكري والقضاء على تنظيم داعش الذي ينسب الى الجيش السوري والروسي وهذا النصر ترفض فرنسا ان ننسبه الى الجيش السوري النظامي وهو ما دفع بفرنسا مؤخرا بإخراج ورقة جيدة علها تجد مكان في الملف السوري من خلال ورقة استعمال الأسلحة الكيمياوية حيث صرح السيد إيمانويل ماكرون لإذاعة RMC و القناة العمومية TF1 بان استعمال السلاح الكمياوي خط احمر واي. ادلة تثبت ذالك فلا نتردد في ضربة جوية عسكرية على سوريا.
لكن هل هناك ادلة حقيقية تثبت استعمال هذا النوع من الأسلحة ضد المدنيين العزل في أدلب،حلب،خان سيخون ،والغوطة الشرقية ،في نفس السياق وسعيا من فرنسا في التحكم في الملف السوري بعد اصبح يناقشه الفاعلون مع الروس في لقاء سوتشي ،نظمت فرنسا مؤخرا مؤتمرا حضرته 30 دولة يوم 23جانفي 2018 شعار المؤتمر منع الرئيس السوري بشار الأسد من اللاعقاب هذا المؤتمر هندس وخطط له رجل ثقيل الوزن يلقب بالدولة داخل الدولة وهو Jean-Yves Le Drian جون ايف لودريون والذي حضره رئيس الدبلوماسية الامريكية تيلرسن وممثلين عن وزراء دول خارجية عربية أفريقية أوروبية آسيوية أمريكا اللاتينية ولقت خبرة ماكرون في القضايا الدولية وخاصة الشرق الأوسط ماكرون استسلم الى املاءات وزير خارجيته الذي صرح من الكي دورسىQuai d’Orsay ان فرنسا تملك ادلة قاطعة تتمثل في تورط قائمة سوداء لخمسة وعشرين شخصية من جنسيات فرنسية ،سورية، لبنانية، صينية نشرت في الجريدة الرسمية الفرنسية ونية فرنسا من هذا المؤتر ملاحقة المتورطين كامنعهم من تأشيرات الدخول الى دول الاتحاد وعقوبات اقتصادية وفِي مقاضاة الرئيس السوري لدي محكمة العدل الدولية طبعا اذا ثبتت تصريحات المرصد السوري لحقوق الانسان من هذه الاتهامات التى تروج لها فرنسا من استعمال الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين واستعمال غاز السارين وعز الكلور والبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والنبالم ،لكن هذه الانسانية البراقة أشك انها نابعة من مبادءى التى قامت من اجلها الجمهورية الفرنسية اخوة عدالة مساواة فامن باب الانصاف نسيت فرنسا بأنها ارسلت او غظت النظر عن الجهاديين الفرنسيين والأوروبيين الذين التحقوا بداعش للقتال على الاراضى السورية وهو تهديد للامن القومي السوري ، فتصدير الجهاديين من أورربا الى سوريا والعراق بغية التخلص منهم او استعمالهم كالجواسيس فضح وجه فرنسا وجودهم عالقين الان مع زوجاتهم واولادهم ورفض السلطات الفرنسية عودتهم الى فرنسا وأوروبا بتواطئ تركي هذا الامر يحرج الساسة الفرنسيين كثيرا
الدور الفرنسي والاوربي ضعيف ولا يعول عليه وبدا جليا في لقاء اليوم الثلاثاء 27 2018 بين جون ايف لودريون وسرغاي لافروف في موسكو عندما طالبت فرنسا وألمانيا من روسيا ان تضغط على الأسد للحصول على هدنة،هذه الهدنة الانسانية بدورها كشفت المستور حيث صرح وزير خارجية فرنسا انه تلقى موافقة على هدنة من الأطراف الفاعلة واي أطراف ؟