هاني سكر
حضر التعادل السلبي للمرة الأولى في أمم أوروبا 2024 في لقاء منتخبي فرنسا وهولندا اللذين حصلا على فرص عديدة باللقاء ولو أن فرص الديوك كانت أوضح لوقت طويل من اللقاء لكن بالمجمل أظهر اللقاء أخطاء الفريقين خاصة ببناء اللعب وهي الناحية التي سيحتاج ديشان وكومان للعمل عليها بشكل أساسي. أجرى كلا المنتخبين تغييراً نوعياً عن تشكيلة المباراة الأولى، ففي غياب مبابي أصبح غريزمان أكثر انضماماً لثلاثي الهجوم وأكثر حرية باللعب بتواجده مع ديمبيلي وتورام مع إقحام تشواميني بالوسط أي أن ديشامب أضاف لاعب وسط آخر بنزعة دفاعية بدلاً من أن يكون غريزمان واحداً من لاعبي الوسط. بالمقابل اختار كومان البدء بفريمبونغ الذي بدا واضحاً بالمباريات الماضية أنه لا يريد إقحامه كظهير كونه يلعب بمركز الجناح المتأخر في ليفركوزن الذي يعتمد على طريقة 3-4-3 بالتالي بدا أن المدرب قلق من جانبه الدفاعي لذا وضعه كجناح للاستفادة من سرعته من جهة وليساعد على مواجهة جهة تيو هيرنانديز الذي يصعد للأمام دائماً ويصبح مصدر خطورة محولاً طريقة لعب فرنسا بأوقات كثيرة خلال الاستحواذ من رباعي لثلاثي دفاعي. بالشوط الأول شاهدنا فرصاً عديدة من الطرفين لكن العنوان الأساسي كان الأخطاء ببناء اللعب والفرنسيون خسروا عدة كرات في نصف ملعبهم لكن سوء استغلال غاكبو وديباي وسيمونز لعب دوراً مهماً بالمقابل بدا من الواضح تفوق تورام على دي فري لكن نقص الكرات الطويلة لم يمنحه الكثير من الفرص ولو أنه بواحدة ذهب لمواجهة الحارس لكن كان ملفتاً عدم تكرار الفرنسيين بالمحاولة، أما أخطر لاعبي الديوك فكان غريزمان الذي وجد المساحة للمحاولة لكن لم ينجح بالتسجيل. في الثاني زاد الفرنسيون سيطرتهم وعاد الهولنديون للخلف وأصبح فارق السرعة أوضح للفرنسيين لكن مرة أخرى ارتبك غريزمان أمام المرمى ولو أنه بدا من الواضح خطورة الفرنسيين حين يلعبون بمسافات قريبة في العمق. تبديلات كومان بدا أنها بهدف كسر الإيقاع والسيطرة الفرنسية كي يقوم الفريق بنقل الكرة أكثر لهذا أشرك لاعبَين بالوسط بالمقابل بدا ديشان أكثر إصراراً على تجديد الدماء بالأمام بإخراج ديمبيلي وتورام وإشراك جيرو وكومان، وفعلاً أصبح الهولنديون أكثر استحواذاً بعد التغييرات الثلاثة الأولى بعد أن كان الفرنسيون الأخطر بأول نصف ساعة من الشوط الثاني لكن بمرتين كانت الفرصة للعب بينية ممتازة بالعمق وبالمرتين كانت جودة التمرير ضعيفة. لكن لأن عادات كومان كانت التفكير بإغلاق الملعب عاد الهولنديون لمناطقهم بالدقائق الأخيرة وتركوا السيطرة لفرنسا التي منعت تماماً أي فرصة للانطلاق بمرتدة وسط ضغط متقدم ناجح لكن بهذه الدقائق تحديداً بدا أثر غياب مبابي واضحاً فكل من في فرنسا كان يحاول صناعة اللعب حتى داخل المنطقة ولم يكن هناك من هو قادر على التسجيل. بالمجمل مثلت المباراة اختباراً جدياً أظهر أخطاء الفريقين وبدا واضحاً أن فرنسا بحاجة لإعادة ترتيب حلولها إذا ما استمر غياب مبابي عن الفريق.