من الممكن اعتبار أن ذلك النوع من الأدوية الذكية المزوّدة برقاقات إلكترونية، يفيد شركات الأدوية والأطراف المتعاملة معها، بأكثر مما يستفيد المرضى منه. وثمة اقتناع رائج بأن لا ضمانة فعلياً من التأثيرات المختلفة لابتلاع رقاقات كومبيوترية الطابع ترسل المعلومات عن طريق ترددات الراديو، بل من الممكن أن تكون خطيرة للغاية. ويضاف إلى ذلك إمكان تتبع البيانات، ما يطرح مشكلة حقيقية تتعلق بالنزاهة وخصوصية الأفراد.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن كل ما له علاقة بمجال الحاسوب ومعالجة البيانات تمكن قرصنته، إضافة إلى إمكان اعتراض أطراف لها مصالح خاصة الموجات اللاسلكية الناقلة للمعلومات، ما يثير قلقاً أكبر حيال الحفاظ على البيانات الشخصية الجسدية (وهي حساسة بطبيعتها)، وكذلك الحال بالنسبة إلى الحرية الفردية.
برنامج مجاني؟ كن حذراً
في مقلب آخر من المشهد ذاته، يجدر تذكر أن التقنيّات كلها، خصوصاً تلك التي تقدم باعتبارها مجانية، تصب في نهاية المطاف في بنوك للبيانات لأولئك الذين يتحكمون بخيوط اللعبة المعقدة للبيانات الرقمية. وهناك سوق ضخمة لتلك الأمور، ما يعني أن المعلومات عن أجساد الجمهور تباع فيها لمن يدفع أكثر. وتهتم شركات التأمين الصحي بذلك على نحو خاص، لأنها تحدد مبلغ التأمين حسب وضع العملاء الصحي بناء على المعلومات الطبيّة، بما فيها تلك التي تبثها الأقراص الذكية!
ثمة إصرار واضح من الشركات على صنع ملفات شخصية لكل فرد. ويكفي أن نرى أنه بطريقة مهذبة، ولكن متعبة، كيف تصر الشبكات الاجتماعيّة بشكل ضاغط لمعرفة الحد الأقصى من المعلومات عن الأفراد.
هكذا يصير الفرد ضحية عندما يستسلم للخديعة، ويقدم معلومات وافرة عن نفسه، وأحياناً لمجرد إرضاء «الحلم الكبير» بأنه مهم ومشهور ويعرفه مئات «الأصدقاء» أو ربما الآلاف منهم. وللأسف، يعتقد بعض جمهور الـ «سوشال ميديا» أن لا شيء ضرورياً في الوجود أكثر من تلك الشهرة الزائفة!