في أبوظبي… أول عيادة لمعالجة إدمان الأطفال على الشاشات

3


 “في كل مرة يجلس طفل أمام شاشة، يرتفع منسوب الدوبامين، أو هرمون السعادة، في دمه وهذا يرفع بدوره منسوب الحاجة إلى جلوس إضافي أمام الشاشات، للحصول على الشعور بالسعادة أكثر فأكثر، فيدخل الطفل في دوامة يصعب عليه الخروج منها”. وفي المنطقة الرمادية بالدماغ، حيث مركز إدارة المشاعر والقدرة على التركيز والتفكير النقدي والتحليل، تتركز المشكلات المرتبطة بالإدمان على الشاشات لدى الأطفال، وهذا يؤدي إلى شيوع هذا النوع من المشكلات بين الأطفال.

لكن كيف يمكن التمييز بين الاستهلاك المفرط والإدمان؟ يجيب بانور بعدد من النقاط، يجب التنبه إليها: “عندما يرفض طفل بعمر السنتين التخلي عن هاتف أو جهاز لوحي وهو لم ينطق كلمةً مفهومة بعد، فهذا يعني أنه في حالة إدمان؛ وعندما يتوقف طفل عن المشاركة في أنشطة كان يحبها أو عن ممارسة هوايات يفضلها، فهذا يعني أنه في حالة إدمان؛ وعندما ينمو فيه السلوك العدواني عند حرمانه الهاتف أو الجهاوز اللوحي، فهذا يعني أنه في حالة إدمان”.

كيف يساعد برنامج الديتوكس الرقمي على مواجهة الإدمان؟
يتناول البرنامج كل العلامات والمشكلات الناتجة من الإدمان. وفي خطوة أولى، يتم التحدث مع الأهل لإدراك مستويات استهلاك الأجهزة الإلكترونية وتأثيرها على الحياة وعلى الأنشطة والهوايات، والقدرة على التركيز والتفكير النقدي من خلال مجموعة من الأسئلة. وثمة علامات تظهر في الوضعية وفي الجسم ، خصوصاً العنق والظهر، وثمة أجهزة يعتمد عليها لكشف هذه المشكلات للعمل مع المعالجين الفيزيائيين لمساعدة الأطفال في هذا المجال.

ويحاول المعالج الـ”نفس – حركي” نقل تركيز الطفل من الشاشات إلى اللعب وأنشطة أخرى يمكن أن يهتم بها لتحسين الصحة النفسية ولتحسين النظرة إلى الذات والعلاقة بين الأهل والأطفال. كذلك، يعمل الطبيب المتخصص بصحة العيون على متابعة المشكلات التي يمكن أن يعانيها الطفل في العينين، مثل قصر النظر أو جفاف العينين، ليتلقى العلاج الملائم.

يمنع على الطفل أن يستخدم الشاشات قبل عمر سنتين. وبعدها، يمكن في وقت معين أن يقدم إليه الجهاز الإلكتروني ما لا يزيد عن نصف ساعة في اليوم. في مرحلة لاحقة، يجب ألا يجلس الطفل أمام الشاشات أكثر من ساعتين في اليوم. لكن هناك مشكلة حقيقية، بحسب بانور، هي أن الأهل قد يعطون الطفل أحياناً الجهاز الإلكتروني ليهدأ من دون أن يدركوا المخاطر من وراء ذلك.

أي نصائح يسديها بانور في هذه المسألة؟
بحسبه، الأهل مثال حي للأطفال في كل الأمور، ومنها في استهلاك الأجهزة الإلكترونية، إذ يجب تمضية أوقات يزيد فيها التفاعل بين أفراد العائلة لخلق ذكريات جميلة بدلاً من التركيز على الشاشات. لذلك، يجب وضع حدود لكل أفراد العائلة في معدلات استهلاك الشاشات، ومنعها أثناء اجتماع العائلة على الطعام مثلاً.

يضيف: “يجب أن يحفز الأهل الأطفال على التفاعل والتحدث، وأن يبتكروا زوايا معينة في المنزل لا تستخدم فيها الأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى مراقبة أنشطة الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على ممارسة الألعاب التقليدية (مثل board games)، وممارسة الأنشطة الرياضية، واعتماد تطبيقات خاصة لمراقبة نشاط الأطفال على الأجهزة الإلكترونية، كما ينبغي نشر الوعي في المدارس بشأن مخاطر الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي وسبل الحد من الاستهلاك”.

العلامات الدالة

التعليقات معطلة.