بكين مستعدة للعمل مع موسكو لتقديم إسهامات جديدة في الحفاظ على الأمن والاستقرار عالمياً وإقليمياً
عناصر من القوات الأوكرانية على خط المواجهة بالقرب من باخموت (رويترز)
كان وقع تصريحات قائد مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الغربية. فهو أعلن في مدونة له نشرها، الجمعة الماضي، أن “إنهاء العملية العسكرية الخاصة وإعلان روسيا أنها حققت جميع أهدافها هو الحل الأمثل”، وأضاف أنها بالفعل حققت هذه الأهداف. وتناقلت الصحافة الأوكرانية تصريحاته.
وورد في منشوره “في سبيل [تعزيز] سلطة الدولة والمجتمع اليوم، تقضي الضرورة بوضع حد نهائي للعملية العسكرية الخاصة” في إشارة إلى تسمية روسيا للحرب المستعرة في أوكرانيا. ومضى يعدد إنجازات بلاده: “روسيا سيطرت على بحر أزوف وشطر راجح من البحر الأسود، وصادرت شطراً راجحاً من الأراضي الأوكرانية وأرست ممراً برياً إلى القرم. واليوم لم يبق أمامها سوى ترسيخ موطئ قدمها في تلك الأراضي”.
واعتبرت “اندبندنت” أن مجموعة “فاغنر” تشن أكثر المعارك دموية في باخموت، شرق أوكرانيا، ونقلت عن “ذي صانداي تايمز” أن منصات التواصل الاجتماعي مثل “يوتيوب” تنتهك القانون بنشر محتوى “كيانات عليها عقوبات” مثل “فاغنر”على حد قول جوناثن وينر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق.
مدينة باخموت
وقالت روسيا، يوم الأحد، إن وحدات من مجموعة “فاغنر” الأمنية الخاصة مدعومة بقوات محمولة جواً استولت على منطقتين جديدتين في مدينة باخموت بشرق أوكرانيا والتي تستهدفها موسكو في هجوم كبير.
وتقود “فاغنر” محاولات روسيا للسيطرة على باخموت منذ الصيف الماضي في أطول معركة دامية بين الجانبين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات “فاغنر” الهجومية استولت على منطقتين في شمال غرب وجنوب شرق مدينة باخموت الأوكرانية التي شهدت دماراً كبيراً خلال القتال.
وأضافت الوزارة أن وحدات المظلات التابعة للجيش الروسي تدعم “فاغنر” من خلال صد القوات الأوكرانية على مختلف خطوط الجبهة.
وقال سيرهي تشيرفاتي المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية لأوكرانيا إن قوات “فاغنر” تنفذ عشرات الهجمات يومياً.
وأضاف لقناة البرلمان الأوكراني التلفزيونية “يواصل العدو مهاجمة مواقعنا بحماسة شيطانية”.
وذكرت بريطانيا في إفادة استخباراتية يوم الجمعة أن القوات الأوكرانية أُجبرت على الانسحاب من بعض المناطق في المدينة تحت وطأة هجوم روسي مستمر.
التعاون الصيني – الروسي
نقلت وسائل إعلام صينية رسمية اليوم الاثنين عن وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو قوله إن البلاد مستعدة للعمل مع روسيا لتكون لدى جيشي البلدين اتصالات استراتيجية وثيقة.
وذكر تلفزيون الصين أن لي، الذي التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الأحد، قال أيضاً إن الصين ترغب في تعزيز التنسيق والتعاون متعددي الأطراف مع روسيا.
ونقل التقرير عن لي قوله إن “الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتقديم إسهامات جديدة في الحفاظ على الأمن والاستقرار عالمياً وإقليمياً”.
رئيس البرازيل يدعو لتشكيل مجموعة سلام
اقترح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مجدداً الأحد تشكيل مجموعة دول غير الضالعة في حرب الروسية – الأوكرانية للتوسط من أجل إحلال السلام، قائلاً إنه بحث المسألة مع نظيره الصيني شي جينبينغ قبل أيام.
وقال لولا “أعتقد أننا بحاجة للجلوس إلى طاولة والقول هذا يكفي، ولنبدأ في التحدث لأن الحرب لم تجلب أي نفع للبشرية ولن تجلب أبداً”، وانتقد أيضاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب دورهما في الصراع.
وقال الرئيس البرازيلي للصحافيين في أبو ظبي إنه يحاول تشكيل مجموعة من الزعماء الذين “يفضلون التحدث عن السلام عوضاً عن الحرب”.
وقال لولا في وقت سابق إن المجموعة ينبغي أن تجمع دولاً لا “تشجع” على الحرب، مضيفاً أن الدول التي تورد الأسلحة ينبغي إقناعها بالتوقف عن ذلك.
وتزود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أوكرانيا بالأسلحة وبأشكال الدعم الأخرى منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا قبل أكثر من عام.
وأفادت أنباء بأن ألمانيا طلبت من البرازيل في وقت سابق هذا العام توريد الأسلحة أيضاً، لكن لولا رفض.
وكرر لولا أن قرار بدء الحرب “اتخذته دولتان”، وبدا أنه ينحي بعض اللوم على أوكرانيا، وأضاف أن إنهاء الحرب سيكون أصعب لأنه سيستلزم إقناع دول أكثر.
وأضاف لولا “نحاول تشكيل مجموعة من الدول التي ليس لها أي دور في الحرب للتحدث إلى روسيا وأوكرانيا لإقناع الجانبين بأن السلام هو السبيل الأمثل لبدء عملية الحوار لكننا سنشرك أيضاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (في هذا الأمر)”.
وأجرى لولا اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق هذا العام. وتستضيف حكومته اليوم الاثنين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة برازيليا.
وزير خارجية أوكرانيا يزور بغداد
أعلنت وزارة الخارجية العراقية الأحد أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا سيزور بغداد الاثنين، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال أحمد الصحاف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية إن الزيارة تأتي “لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور حول كيفية التعامل مع مختلف القضايا، والتحديات الإقليمية والدولية في المنطقة”.
وسيلتقي خلال زيارته رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين. وتأتي الزيارة بعد أقل من اسبوع من تلقي السوداني اتصالاً هاتفياً من زيلينسكي.
وأكد رئيس مجلس الوزراء خلال الاتصال “أهمية الوصول إلى حل سلمي في أوكرانيا، واتخاذ الحوار سبيلاً لإنهاء هذه الأزمة التي تسببت بالكثير من المآسي”.
ومنذ بدء الهجوم الروسي، سعت بغداد إلى البقاء على الحياد في هذا النزاع، خصوصاً أن علاقات اقتصادية تجمعها مع كل من موسكو وكييف.
واستقبل القادة العراقيون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في فبراير الماضي وحينها شدد فؤاد حسين على موقف بلاده الداعم لـ “وقف إطلاق النار حتى تبدأ المفاوضات بين الطرفين”.