– رويترز
ستمثل قضية الأراضي دون شك محور التركيز الرئيسي عندما يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقادة أوروبيون بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الإثنين، لوضع تصور لاتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب بين روسيا، وأوكرانيا.
وتحتل روسيا نحو خُمس مساحة أوكرانيا، وقال الرئيس الأمريكي إن “تبادل الأراضي” وإدخال تغييرات على وضع أراض معينة سيكون حاسماً في أي تسوية. وقال مصدران مطلعان على تفكير روسيا يوم السبت الماضي، إن بوتين وترامب ناقشا اقتراحاً يقضي بسحب أوكرانيا قواتها بالكامل من الأجزاء التي تسيطر عليها في منطقة دونيتسك في الشرق.
دستور أوكرانيا
ينص الدستور الأوكراني على أن أي تغييرات في أراضي الدولة يجب أن تكون عبر استفتاء. وتنص المادة 73 على أن “مسائل تغيير أراضي أوكرانيا تحسم حصرياً عن طريق استفتاء لعموم أوكرانيا”. وتشير المادة إلى أنه يمكن طرح المسألة للاستفتاء بمبادرة شعبية إذا تسنى جمع توقيعات 3 ملايين ناخب أوكراني مؤهلين من ثلثي أقاليم البلاد على الأقل.
موقف الحكومة
وتعارض أوكرانيا بشدة الاعتراف القانوني بالتخلي عن أي أراض أوكرانية لروسيا، شأنها في ذلك شأن حلفائها الأوروبيين. ولكنها اعترفت ضمنياً بأن من شبه المؤكد أنها ستضطر إلى خسارة بعض الأراضي بحكم الأمر الواقع.
وقال زيلينسكي إن المحادثات لإنهاء الحرب يجب أن تتخذ من خط الجبهة الحالي، نقطة انطلاق، ولا يمكن أن تبدأ بسحب كييف قواتها من أجزاء من أراضيها، التي لا تسيطر عليها روسيا. وأضاف أنه لا يملك تفويضاً للتخلي عن أي أراض في أوكرانيا، وأنه لا يمكن مبادلة مساحات من أراضي الدولة كما لو كانت ملكاً خاصاً له.
وأردف أنه إذا سحبت كييف قواتها من منطقة دونيتسك شديدة التحصين في الشرق، فإن ذلك سيعرض أوكرانيا لخطر التوغل الروسي في عمق الأراضي الأوكرانية الأقل تحصيناً.
موقف ترامب
وانتقد الرئيس الأمريكي علناً زيلينسكي لقوله إنه لا يمكن أن ينتهك الدستور بالتخلي عن أراض. وقال ترامب لصحفيين في 11 أغسطس (آب): “انزعجت قليلاً من قول زيلينسكي: حسناً، يجب أن أحصل على موافقة دستورية”. أعني أنه حصل على موافقة للدخول في حرب، وقتل الجميع لكنه يحتاج إلى موافقة لتبادل أراض. لأنه سيكون هناك تبادل لأراض”.
وجهة نظر الأوكرانيين
تشير استطلاعات رأي إلى أن أغلبية الأوكرانيين ترغب في تسوية بالتفاوض، لكنهم يعارضون أيضاً الاعتراف بسيادة روسيا، ولو على جزء من أراضيهم. ويقول معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع إن استطلاعاً للرأي أجراه في يونيو (حزيران) أظهر أن 68 % من الذين شملهم الاستطلاع يعارضون الاعتراف رسمياً “ببعض أجزاء” الأراضي المحتلة روسية، بينما أبدى 24% فقط استعدادهم لذلك.
وأظهر الاستطلاع نفسه أن 78 % يعارضون التخلي عن الأراضي التي لا تزال كييف تسيطر عليها. ولم يستطلع القائمون على الاستطلاع الآراء في المناطق التي تحتلها روسيا.