القائد المخضرم أنقذ فريقه من مأزق «الكلاسيكو» بموقف بطولي
رسمت الريمونتادا التاريخية للاتحاد في شباك النصر 3-2، مشهداً هو الأكثر إثارة على صعيد منافسات الدوري السعودي هذا الموسم، وكان بطله الفرنسي كريم بنزيمة كابتن الفريق، الذي أعطى درساً حقيقياً في فنون القيادة داخل الملعب وخارجه.
كان بنزيمة قد غادر الشوط الأول من مواجهة النصر والاتحاد بملامح غاضبة بعد تأخر فريقه بهدفين حيث ذهب مسرعاً إلى غرفة الملابس، في حين قال لوران بلان، مدرب الفريق، في المؤتمر الصحافي: «تحدثت مع اللاعبين في غرفة الملابس بطريقة لم أتحدث معهم بها من قبل، والفريق أظهر قوة الشخصية في الشوط الثاني». وعاد الاتحاد في الشوط الثاني بصورة مرعبة ولم يلبث دقائق حتى عاد بهدف تقليص الفارق وكان عن طريقة قائد الفريق الذي أظهر النوايا مبكراً بما يمكن أن يفعله فريقه للعودة وتحقيق الانتصار ومواصلة الحلم بتحقيق الدوري.
قصة العودة الاتحادية في «الكلاسيكو» كانت في الدقيقة الـ30، وتحديداً عندما أعلن الحكم الهولندي داني ميكلي توقف المواجهة لشرب الماء، حيث كانت تلك الدقيقة ساخنة للغاية لم يتوقف خلالها اللاعبون عن الحديث، وبلان أيضاً قام بتوجيهات للمجموعة ولموسى ديابي على وجه الخصوص.
كما أن كريم بنزيمة تحدث انفرادياً مع موسى ديابي ومهند الشنقيطي وعبد الإله العمري ونغولو كانتي بهذه التوجيهات التي لم تتوقف من القائد أثناء الشوط الأول، وكانت بمثابة الشرارة قبل الدخول لغرفة الملابس بين الشوطين.
كما أن لوران بلان، مدرب الفريق، أشعل الحماس داخل غرفة الملابس بخطاب غاضب طالب فيه اللاعبين اللعب بشخصية وروح الفريق البطل؛ حيث قال: «نحن حضرنا من أجل الانتصار، نتدرب أسبوعين في فترة التوقف من أجل تحقيق الانتصار، أريد مشاهدة فريق آخر في الشوط الثاني ويجب أن نظهر شخصية وروح الفريق».
الخطاب الذي ألقاه بلان على اللاعبين أتى بثماره مطلع الشوط الثاني بهدفين متتالين من بنزيمة وكانتي أعادا الفريق للمواجهة بقوة قبل أن يكتب حسام عوار السطر الأخير من قصة العودة بهدف ثالث ليعود الاتحاد إلى جدة بانتصار ثمين يحافظ فيه على فارق النقاط الست مع الهلال ليقترب من تحقيق لقب الدوري مع تبقي 4 جولات على خط النهاية.
ويواجه الاتحاد في الجولة القادمة فريق الفيحاء على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل بجدة، في المواجهة التي سيغيب عنها دانيلو بيريرا وبيرغوين وعبد الإله العمري بسبب تراكم البطاقات الصفراء، فيما سيغيب موسى ديابي بسبب الحصول على البطاقة الحمراء بعد نهاية المواجهة أمام النصر.
رايكوفيتش، حارس الاتحاد، لعب المواجهة أمام النصر بنصف جاهزية حيث لم يتوقع الفريق مشاركة رايكوفيتش في المواجهة، إلا أن رغبة اللاعب وإصراره جعلت لوران بلان يعتمد عليه.
رايكوفيتش الذي كان من المقرر أن يجري عملية جراحية تنهي موسمه تماماً فضّل التمسك بالأمل الضئيل لإكمال ما تبقى من الموسم من خلال برنامج علاجي يستهدف تقوية العضلة الضامة التي يعاني منها. بلان وجه لاعبيه فنيّاً بأخذ إصابة اللاعب بالحسبان وعدم وضعه في اختبارات كبيرة تحديداً في عملية البناء؛ حيث كانت مهمة رايكوفيتش واضحة بعدم لعب الكرات الطويلة التي يمتاز بها عادة خشية من عودة الإصابة أو الشعور بآلام في المنطقة ذاتها.
ويسعى الاتحاد إلى الاقتراب من لقب الدوري عندما يستضيف الفيحاء، الأحد، في المرحلة الـ31، فيما ينتظر الهلال مستضيف العروبة، الاثنين، هدية تعزز آماله في الحفاظ على اللقب.
ويحتاج الاتحاد إلى 6 نقاط قبل 4 مراحل لحسم اللقب، ويأمل في تحقيق انتصاره الثالث توالياً بعدما أنهى منطقياً حظوظ النصر في المنافسة بالتغلب عليه.
وفي حال تحقيقه الفوز الأحد، سيكون قد اقترب بشكل كبير من حسم الأمور؛ إذ يلتقي في المرحلة الـ32 مع الرائد متذيل الترتيب.
ويتفوق الاتحاد على الهلال بأفضلية الأهداف في المواجهات المباشرة أيضاً؛ إذ فاز 4-1 إياباً بعدما خسر 1-3 ذهاباً، ما يعني أن اللقب العاشر والثاني في ثلاثة مواسم بات أقرب من أي وقت مضى.
وسيحاول الاتحاد تأكيد تفوقه على الفيحاء صاحب المركز الثاني عشر وتحقيق الفوز الثامن عليه مقابل أربع خسارات وتعادلين، من بينهما في مباراة الذهاب.
ولم يسبق للاتحاد أن فشل في الفوز في كلا مواجهتيه أمام الفيحاء خلال موسم واحد، وقد حقق الفوز في المواجهات الخمس الأخيرة على ملعبه في جدة.
من جانبه، يريد الفيحاء الابتعاد عن المراكز المهددة بالهبوط؛ إذ لم يجمع منذ بداية الموسم سوى 33 نقطة، بفارق أربع نقاط فقط عن الوحدة في المركز السادس عشر المؤدي إلى المستوى الثاني.