قال بايدن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع طهران لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها”
حضرت القوات الأميركية إلى سوريا في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم “داعش” منذ العام 2015 (أ ف ب)
في تصعيد يعد الأقوى بين القوات الأميركية من جهة، والفصائل الموالية لطهران من جهة أخرى مسرحه البادية السورية، شهدت المنطقة تبادلاً للقصف في أعقاب مقتل متعاقد أميركي وجرح عدد من الجنود الأميركيين، وكذلك مصرع 19 مسلحاً من الفصائل الموالية لإيران التي كثّفت، فجر اليوم السبت، قصفها بدعم من جيش النظام السوري، وفق المعلومات الأولية، حيث سقط أكثر من 20 صاروخاً على مواقع تابعة لقواعد أميركية في حقول النفط منها العمر والتنف وكونيكو للغاز، وردّت القوات الأميركية باستهداف مواقع تابعة لهذه الفصائل في مدينة دير الزور.
وأفادت مصادر ميدانية بريف دير الزور بارتفاع حدة التصعيد، وأعلنت قوات النظام السوري حال تأهب، وعززت مواقعها العسكرية “تحسباً لأي عمل عسكري بعد الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع عدة للجيش الأميركي المتمركز في حقول النفط والغاز بالإضافة لضربات طالت مطار الشدادي”.
جدوى التواجد الأميركي؟
في هذا الوقت، اعتبر الباحث في شؤون السياسة الخارجية مضر إبراهيم أن ما يحدث “يأتي في موازاة ارتفاع أصوات في الداخل الأميركي تتساءل عن جدوى هذا التواجد العسكري لا سيما بعد تصويت الكونغرس بأكثر من 100 نائب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري برفض سحب هذه القوات، واستهداف هذه القواعد بعد التصويت ليس كما قبله لناحية انعدام دورها على أكثر من صعيد”، ورأى إبراهيم أن “خروج واشنطن من سوريا أو توقع حدوث أي تغير بالمشهد الميداني مرهون بأمرين أساسيين، أولهما تغيير مفاجئ لأجندة السياسة الخارجية الأميركية في ظل ما تتكبده القوات الأميركية من خسائر من دون استثمار مناسب، والأمر الثاني استمرار الاستهداف المباشر لهذه القواعد، ما يستنزف الأصوات الداعمة لهذا التواجد أميركياً”.
هزيمة “داعش”
وحضرت القوات الأميركية إلى سوريا في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم “داعش” منذ العام 2015، وقاتلت إلى جانب القوات الكردية في الرقة وغيرها من المناطق في شمال شرقي سوريا، وبعد إلحاق هزيمة بالتنظيم الإرهابي، في منتصف مارس (آذار) عام 2019، علت الأصوات في الداخل الأميركي تتساءل عن جدوى بقاء هذه القوات بما يقارب في 28 قاعدة وموقعاً عسكرياً أميركياً، ما دفع بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لسحب جزء كبير من هذه القوات والإبقاء على حوالى 900 جندي.
وسط هذه الأجواء، جزم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بات رايدر بأن قوات بلاده المنتشرة في سوريا تنفذ مهماتها في دعم التحالف الدولي لهزيمة “داعش “لا نهتم بأي نزاع مع إيران، والولايات المتحدة على ثقة من أن المسيّرة التي هاجمت قواتنا في سوريا إيرانية”.
في المقابل، ذكر بيان صادر عن المركز الاستشاري الإيراني في سوريا إلى أن الهجوم الأميركي من قاعدة “التنف”، أمس الجمعة، طاول أهدافاً مدنية متوعداً بالرد.
وفي حين تتهم دمشق الجيش الأميركي بتسهيل “سرقة النفط” عبر عشرات الصهاريج التي تخرج من هذه الحقول النفطية، تقول واشنطن إن الفصائل الموالية لطهران تعمل على نقل معدات وأجهزة عالية الدقة براً عبر قوافل شاحنات نقل البضائع.
الميليشيات الإيرانية
وفي الجديد الميداني، تعرضت مساكن قاعدة حقل العمر النفطي، ومنها قاعة اجتماعات قوات التحالف الدولي بريف دير الزور الشرقي، للقصف بثلاث قذائف صاروخية مصدرها مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية في مدينة الميادين، ما ألحق اضراراً مادية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويرى مراقبون أن التفاهمات الأخيرة على المستوى الإقليمي قد تعجل من الاشتباك الأميركي – الإيراني.
واللافت، في الأيام الأخيرة، الاهتمام الأميركي في الشرق السوري، وتأتي في هذا السياق، الزيارة المفاجئة لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، في الرابع من مارس.
“الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران”
وسط هذه الأجواء، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أوتاوا أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران”، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو “لا تخطئنّ الظن، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها”.