مقالات

( قلق النظام الإيراني وخشيته من الفشل بالعراق )

حسن فليح / محلل سياسي

يشكل العراق بالنسبة للنظام في طهران جوهر سعية للسيطرة على دول المنطقة وتعزير نفوذة وسيطرته شرق أوسطيا ورجحان كفة الميزان في حسابات الصراع والنفوذ الدولي لصالحه حول المنطقة لفرض أهدافة وتوسيع نفوذه ليكون لاعباً اقليميا لايمكن تخطيه ، في حين ان القراءه الان للواقع السياسي الجديد والتحولات السياسية لطبيعة الصراع الداخلي في العراق بالتزامن مع التحولات العالمية تؤشر العكس من ذلك ، حيث لايمكن لإيران الاستمرار بنهجها وسلوكها الذي بات مرفوضا وبشكل جدي و خاصة في العراق ، الذي يعد مركز نفوذه وقاعدة انطلاقه نحوه اهدافة التوسعية ، الجميع يعرف ان ايران ماكانت ان تحقق ما حققته بالعراق لولا أمريكا وتخليها لايران عن العراق والسماح لها بتولي الامر فيه ، مستندة في ذلك على الأحزاب الشيعية الموالية لها ، ومن الأخطاء الكبيرة و القاتلة التي أرتكبتها أيران في الداخل العراقي انها لم تستطيع وحتى أحزابها من بناء تجربة تجعل من الشعب العراقي ان يتمسك بهما ، فبعد الفشل الذريع لسياسات وتصرفات وممارسات تلك الأحزاب التي جعلت من شيعة العراق أنفسهم ان ينتفضوا ضدها مطالبين بالتغير والخلاص من هيمنة إيران وفصائلها المسلحة ، الإمر الذي حقق العزلة الشعبية لتلك الأحزاب التي لم تعد مرحبا بها شعبيا و فقدت احترام العراقيين لها ، من هنا يخشى النظام الإيراني من فشل تجربته والخشية من تعميم ذلك على مسرح نفوذه في عموم المنطقة ، هذا النجاح السياسي ما كان ليتحقق لولا ثورة تشرين العظيمة ، والتبدل في نهج وخطوات الصدر وتياره الوطني الأخيرة ، علما ان الإمر لازال ناقصا بتباعد الحراك الشعبي بمجمله و الجميع لا زال ينظر بمنضار مختلف لطريقة الخلاص من النظام المفسد والتبعي ، وعليه حان الوقت لتجاوز الماضي ومآل اليه من مواقف بين المطالبين بالتغير ويكفي ان يجمعهم الهدف السامي والوطني لتحرير العراق من التبعية والصوص تحتم الضروف والتحولات لتجاوز الخلافات والجلوس للتحاور وبناء الرؤية المشتركة و الأهداف و تحديد السبل الكفيلة للنجاح ، يتطلب الإمر ابتداءً ان يعتذر التيار الصدري لثوار تشرين مع الاتفاق معهم بمشاركة القرار السياسي وتقديم الضمانات الازمة بعدم تكرار ماحدث في عام ٢٠١٩ ، وتوحيد الرؤى والاهداف والخطاب السياسي الموجه للعراقيين والتصدي بفعاليات ثقافية وتبصيرية لزيادة العزلة الجماهيرية للأحزاب التبعية والنظام المفسد ، كما يتطلب الإمر الدعوة لجميع القوى السياسية والشخصيات المناهضة للعملية السياسية والنظام القائم حاليا للانظمام لجبهة الرفض الوطنية للخلاص ، والاستماع لملاحظاتهم والتشاور معهم في رسم استراتيجية أنقاذ العراق لتكون طريقا واضحا للعراقيين للتغير والتحرر ووضع نهاية صحيحة لسياسة التخبط الغاضبة حيث لايكفي الغضب والسخط المجرد طريقا للتغير يجب انتاج رؤيا وطنية ذات اهداف تناغم تطلعات العراقيين جميعا لرسم مستقبل واهداف التغير المنشود .