قمة آلاسكا: من نافذة سلام إلى بوابة تصعيد عالمي

5

 

 

عندما عُقدت قمة آلاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بدا المشهد وكأن هناك فرصة لإيقاف الحرب الروسية–الأوكرانية، التي دخلت عامها الرابع دون توقف. ترامب قدم نفسه حينها كوسيط قادر على إنهاء النزيف المستمر، لكن تصريحات الأخير الأخيرة قلبت الطاولة على كل التوقعات، وأعلنت تحول المسار نحو تصعيد مفتوح لا تهدئة فيه.

من السلام إلى النار

القمة كان يفترض أن تمثل نقطة انطلاق لتفاوض يضع حدًا للصراع، لكن تصريحات ترامب الأخيرة دعت أوكرانيا إلى “استعادة كامل أراضيها” من روسيا، معززة موقف كييف وموسعة نطاق النزاع بدل احتوائه. هذه اللهجة الحادة لم تغلق باب المساومة فحسب، بل أطلقت مرحلة أكثر عنفًا، قد تشمل إدخال أسلحة نوعية، ضربات عميقة داخل العمق الروسي، وتصعيد خطير على الأرض.

دلالات الموقف الجديد

انهيار مبادرة السلام: القمة لم تتحول إلى نقطة تفاوضية مستدامة، بل أصبحت محطة عابرة لم تمنع عودة لغة السلاح.

تصعيد واسع محتمل: الهجوم الكلامي يعكس تحركًا نحو صراع طويل ومعقد، مع احتمال وصول الحرب إلى مرحلة أكثر شراسة تشمل أوروبا الشرقية، وتهديد الأمن الأوروبي بشكل مباشر.

إضعاف موقع موسكو الدولي: توصيف روسيا بـ”نمر من ورق” يقلل من هيبتها العسكرية أمام العالم، ويعطي أوكرانيا حافزًا لتكثيف هجماتها، ما قد يجر المنطقة إلى دائرة نزاع أوسع.

إرباك الحلفاء الأوروبيين: أوروبا وحلف الناتو يجدون أنفسهم بين خيارين صعبين: الاستمرار في دعم أوكرانيا عسكريًا، أو مواجهة احتمال توسع الحرب نحو أراضيهم، مع انعكاسات اقتصادية وسياسية خطيرة.

تداعيات على أوروبا والعالم

حرب روسية–أوكرانية طويلة الأمد لن تؤثر على الطرفين فحسب، بل تهدد الأمن الأوروبي والطاقة العالمية والأسواق المالية. ارتفاع أسعار الغاز والنفط، انقطاع الإمدادات الغذائية، وتصاعد موجات اللاجئين، كلها تداعيات مباشرة بدأت أوروبا تشعر بها، بينما العالم يترقب تداعيات اقتصادية وسياسية قد تصل إلى الأسواق الآسيوية والأميركية معًا.

 

قمة آلاسكا لم تعد تُقرأ كبداية طريق للسلام، بل كمرحلة انتقالية انتهت بتصعيد غير مسبوق. تصريحات ترامب الأخيرة تمثل إشارة واضحة إلى حرب أطول وأكثر شراسة، مع تبعات متسارعة على أوروبا والعالم بأسره. المعادلة الآن أكثر وضوحًا: لا تسوية قريبة، نزاع ممتد، وتأثيرات عميقة تتجاوز حدود أوكرانيا إلى قلب الاستقرار الأوروبي والدولي.

التعليقات معطلة.