مع اقتراب موعد القمة المرتقبة في الرياض بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، تتجه الأنظار إلى تداعيات هذا التقارب على الساحة الدولية، وبخاصة على إيران. فالعلاقات الروسية-الإيرانية شهدت تعاونًا وثيقًا في السنوات الأخيرة، خاصة في الملف السوري، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه الشراكة في ظل التحولات الجديدة.
التقارب الروسي-الأمريكي: دوافع وآفاق
استضافت الرياض في 18 فبراير 2025 محادثات بين كبار الدبلوماسيين من روسيا والولايات المتحدة، وُصفت بالإيجابية. هذه الخطوة تأتي في إطار مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلام العالميين. وقد أشار كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي وعضو فريق التفاوض، إلى أن المحادثات كانت بناءة ومثمرة.
هذا التقارب يُعزى إلى عدة عوامل، أبرزها الرغبة المشتركة في إنهاء الصراع الأوكراني، وتخفيف حدة التوترات الدولية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
موقف إيران: قلق وترقب
بالنسبة لإيران، يُعتبر هذا التقارب مصدر قلق، نظرًا لاعتمادها الكبير على الدعم الروسي في مواجهة الضغوط الغربية. فالعلاقات الإيرانية-الروسية تعمقت خلال السنوات الماضية، خاصة في المجالات العسكرية والاقتصادية. ومع ذلك، فإن أي تقارب روسي-أمريكي قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة، مما قد يضعف الموقف الإيراني.
من جهة أخرى، قد تسعى إيران إلى تعزيز علاقاتها مع دول أخرى، مثل الصين، لموازنة أي تأثير سلبي ناتج عن التقارب الروسي-الأمريكي. فالتعاون الصيني-الإيراني شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وقد يكون خيارًا استراتيجيًا لطهران في المرحلة المقبلة.
السيناريوهات المحتملة
استمرار التعاون الروسي-الإيراني: قد تحافظ موسكو على علاقاتها مع طهران، مع محاولة تحقيق توازن في علاقاتها مع واشنطن.
تراجع الدعم الروسي: في حال تقديم روسيا تنازلات للولايات المتحدة، قد يتأثر الدعم الروسي لإيران، مما يزيد من عزلتها الدولية.
تعزيز التحالفات البديلة: قد تتجه إيران نحو تعزيز علاقاتها مع الصين ودول أخرى لمواجهة أي تداعيات سلبية.
في ظل التطورات الراهنة، تجد إيران نفسها أمام مفترق طرق يتطلب منها إعادة تقييم سياساتها الخارجية وتحالفاتها الاستراتيجية، للتكيف مع المتغيرات المحتملة في المشهد الدولي.