قنبلة بار وفضيحة النفق المزيف تهز إسرائيل وتهدد نتنياهو

3

 

 

فريق راديو صوت العرب من أمريكا

 

قال خبراء ومحللون سياسيون إن التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، والإفادة التي أدلى بها رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، تمثل قنبلة سياسية وفضيحة مدوية سيكون لها انعكاسات كبيرة على الشارع الإسرائيلي، وعلى مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدين أنها تأتي في إطار الصراع السياسي وتمهد لانهيار داخلي في إسرائيل.

 

وكان غالانت قد كشف في تصريحات له عن نشر نتنياهو لصورة كاذبة لنفق في محور فيلادلفيا جنوب غزة لتسويق وجود أنفاق في محور فيلادلفيا من أجل المبالغة في أهمية طريق فيلادلفيا ولتأخير صفقة تبادل المحتجزين.

 

بينما فجّر رئيس الشاباك، رونين بار، قنبلة سياسية مدوية بشهادته التي كشف فيها عن ضغوط مارسها عليه نتنياهو لتوظيف الجهاز في معاركه الشخصية والقضائية.

 

قنبلة بار

 

وفي تطور غير مسبوق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قال بار في شهادته الخطية أمام المحكمة العليا، إن نتنياهو مارس عليه ضغوطًا لتوظيف الجهاز في معاركه الشخصية والقضائية.

 

وقال الكاتب في صحيفة هآرتس، يوسي فيرتر، إن هذه الإفادة تكشف “أخطر صندوق باندورا في تاريخ إسرائيل”، واصفًا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه وصمة عار على جبين الدولة، وتهديد مباشر لكل ما تبقى من نزاهة ومؤسسات في النظام السياسي.

 

وأكد فيرتر أن الشهادة التي قدمها بار ضد قرار إقالته من قِبل نتنياهو، تُسلّط الضوء على واقع سياسي مظلم يفتقر إلى العدالة والحرية، ويتصرف فيه نتنياهو بشكل دكتاتوري، مستغلا منصبه لأغراض شخصية وسياسية، عبر محاولة توريط “الشاباك” في خدمته خلال محاكمته الجارية بتهم فساد خطيرة.

 

وبحسب الكاتب، فإن هذه الإفادة لا تعبّر عن خلاف بين شخصين أو مؤسستين، بل تمثل “إعلان خوف صريح” من انهيار النظام السياسي والأمني.

 

وشبّه فيرتر سلوك نتنياهو، وفقا لما ورد في الشهادة، بما يفعله “زعيم عصابة إجرامية” يسعى لإسكات معارضيه وشرعنة خطوات تهدف إلى تبرئته، حتى لو استدعى ذلك زجّ أجهزة الأمن في صراعاته القضائية.

 

وأشار إلى أن نتنياهو حاول أيضا حماية مقربين منه متورطين بعلاقات مشبوهة مع دولة قطر، التي يُتهم بأنها تموّل حركة حماس، ما يزيد من تعقيد الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بإسرائيل حاليا.

 

وشدد الكاتب على أن إفادة بار ليست تصريحا صحفيا أو مقابلة إعلامية، بل وثيقة رسمية من 31 صفحة، جرى تقديمها للمحكمة العليا، يتضمن جزء كبير منها مواد سرّية.

 

ويُرجّح أن الوثيقة مدعّمة بمستندات ومذكرات كتبها بار بعد تلقيه ما وصفه بطلبات غير قانونية، وربما تمسّ الأمن القومي بشكل مباشر.

 

ويقول فيرتر إن الإفادة تمثّل “أكبر زلزال سياسي في إسرائيل منذ تأسيسها قبل 77 عاما، وتطوّرًا غير مسبوق في العلاقة بين المستوى السياسي والأمني”.

 

ويرى فيرتر أنه بعد الخطاب الشهير لوزير الدفاع السابق يوآف غالانت قبل نحو عامين حين حذر من أن نتنياهو يشكّل خطرًا على أمن الدولة، جاءت شهادة بار كإثبات دامغ على مدى عُمق هذا الخطر، والذي لم يعد مقتصرا على الأمن، بل يمتد إلى صميم الديمقراطية، والمبادئ التي قامت عليها إسرائيل.

 

ويقول إن نتنياهو “عار متحرك، ووصمة عار على جبين إسرائيل”، وأنه لم يعد مجرد متهم في محكمة، بل “تحول إلى تهديد مباشر لكل ما تبقى من نزاهة ومؤسساتية في النظام الإسرائيلي”.

 

فضيحة النفق المزيف

 

من ناحة أخرى كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، إن الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لنفق في محور فيلادلفيا جنوب غزة كانت كاذبة، وتم استخدامها حينها لتسويق وجود أنفاق في محور فيلادلفيا من أجل المبالغة في أهمية طريق فيلادلفيا ولتأخير صفقة تبادل المحتجزين.

 

وتعود الصورة المذكورة إلى أغسطس الماضي حين نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وزعمت تل أبيب حينها أنها اكتشفت نفقًا ضخمًا للمقاومة الفلسطينية على الحدود مع مصر يبلغ عمقه عشرات الأمتار تحت الأرض.

 

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية حينها عن إنجاز كبير يتمثل في اكتشاف النفق الضخم المكون من 3 طوابق الذي قالت إنه ضمن البنية التحتية الواقعة تحت الأرض، والتي أدهشت الجنود الإسرائيليين.

 

وقال خبراء إن تصريحات غالانت حول هذا النفق المزيف يأتي في إطار الصراع السياسي ويندرج ضمن سياق التصدعات الداخلية المتزايدة داخل المنظومة السياسية الإسرائيلية.

 

وأشار الخبراء في تصريحات خاصة للجزيرة نت إلى أن هذه الاعترافات رغم صدورها عن شخصية لم تعد في موقع حكومي فإنها تحمل وزنا نسبيا كبيرا نظرًا لخلفية غالانت الأمنية والعسكرية ودوره السابق في صناعة القرار الأمني خلال مرحلة حساسة.

 

وأوضحوا أن تراكم هذه التصريحات من شخصيات بارزة في الأمن والسياسة – سواء من داخل الحكومة أو خارجها- يزيد الضغط على حكومة الاحتلال ويكشف حجم التباينات داخلها، مما يضعف الرواية الرسمية التي تحاول إسرائيل ترسيخها أمام جمهورها المحلي والدولي.

 

ويتوقع الخبراء أن تمهد تصريحات غالانت لانهيار تدريجي في جبهة الثقة الداخلية الإسرائيلية، وتوفر فرصة ثمينة للمقاومة الفلسطينية لاستثمارها في معركة الرواية، وفضح التناقضات الإسرائيلية والتشكيك في مصداقية الحرب وأهدافها.

 

وأضاف ان إسرائيل التي طالما بنت صورتها على احتكار القوة والحقيقة تواجه اليوم مشهدا داخلي مشظى تتعدد فيه الأصوات المنتقدة ويضعف فيه منطق الإجماع، مما يجعل من تصريحات غالانت وأمثاله أدوات غير مباشرة في تعميق الشرخ الداخلي وضرب الهيبة السياسية والعسكرية لحكومة الاحتلال.

 

وفيما يتعلق بالتأثير المحتمل لهذه التصريحات رأى الخبراء أنها تفضح زيف المبررات التي استندت إليها إسرائيل في استهداف رفح واستمرار العدوان على غزة عموما، والذي استند إلى أكاذيب أخرى أطلقها نتنياهو وحكومته حول ما جرى في 7 أكتوبر.

 

وشدد الخبراء على أن تصريحات غالانت تكشف عن المدى الذي وصلت إليه الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية والمعارضة، وتأتي في سياق استمرار التسريبات المتبادلة التي يسعى فيها كل طرف إلى تقويض موقف الطرف الآخر.

 

وأضافوا أن هذا المستوى من التصريحات يعد غير مسبوق، ويشير إلى مدى الاضطراب السياسي والأمني داخل دولة الاحتلال، ويتسق مع تحذيرات الرئيس الإسرائيلي ورئيس المعارضة يائير لبيد من مخاطر الحرب الأهلية والاغتيالات.

 

وبيّنوا أن من شأن تصريح كهذا أن يضعف الموقف السياسي والإعلامي لحكومة الاحتلال، ويعزز موقف المعارضة الداعية إلى إتمام صفقة التبادل، ولو كان الثمن وقفا نهائيا للحرب، مشيرين إلى أنه مع تراكم المواقف في الاتجاه المعارض نفسه قد تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها في وضع يجبرها على التوصل إلى تسوية سياسية توقف الحرب.

التعليقات معطلة.