الصباح الرياضي
رأى متخصصان في الشأن الكروي أن بطولة كأس السوبر، المقرر انطلاقها في (19) آب المقبل وتستمر حتى (28) من الشهر نفسه، بمشاركة (6) أندية تمثل نخبة الكرة العراقية، تعد محطة تنافسية مثالية تسبق انطلاق دوري النجوم للموسم (2025 – 2026) وتمنح الأندية فرصة لتجريب تشكيلاتها الأساسية، مؤكدين أنها فرصة ذهبية لرفع معدلات اللياقة البدنية، ومراقبة استجابة اللاعبين للأحمال التدريبية، فضلا عن انعكاساتها المحتملة على المنتخب الوطني، لا سيما في حال اضطراره لخوض الملحق الآسيوي في تشرين الأول المقبل.
أجواء تنافسية قبل انطلاق الموسم
أول المتحدثين كان مدرب اللياقة البدنية في نادي النفط، فارس جهاد، الذي أثنى على “قرار اتحاد الكرة بإقامة بطولة تحضيرية بهذا الحجم”، مشيراً إلى أنها “ستمنح الطواقم التدريبية فرصة لتطبيق ما تمّ العمل عليه خلال فترتي الإعداد العام والخاص، والانتقال تدريجياً إلى التمارين التكتيكية في أجواء تنافسية تشبه إلى حد بعيد ضغط مباريات الدوري وتسهم بتحسين الانسجام بين اللاعبين، لا سيما المنضمون حديثاً خلال سوق الانتقالات الصيفية”.
ويضيف أنَّ “البطولة المصغّرة تُعد مناسبة مثالية لرفع معدلات اللياقة، وقياس استجابة اللاعبين للأحمال التدريبية، لاسيما مع اقتراب الموسم، فخوض مباريات رسمية مبكرة يساعد المدربين على تقييم الجاهزية الفعلية، واكتشاف الثغرات التي تحتاج إلى معالجة قبل بداية المنافسات”، موضحاً أنَّ “هذا التجمع القصير سيساعد الفرق على استعادة حساسية المباريات بعد فترة التوقف، كما يُسهم في تطوير الجاهزية الذهنية والتكتيكية، لا سيما في ظل تقارب مواعيد المباريات”.
محطة مفيدة للوطني
ويشير إلى أنه “في حال مشاركة المنتخب الوطني في الملحق الآسيوي، فإنَّ إقامة بطولة تنافسية في آب ستكون مفيدة للغاية، إذ تُبقي اللاعبين المحليين في حالة بدنية وفنية جيدة، الأمر الذي سيكون حاسماً في إعداد القائمة النهائية التي سيعتمدها المدرب الوطني حينها”.
تقييم الخط البياني للياقة
من جانبه، يعتقد مدرب اللياقة البدنية والأحمال أمير علاء أنَّ “بطولة كأس السوبر تمثل فرصة عملية أمام مدربي اللياقة لرصد الخط البياني لتطور مستوى اللياقة لدى اللاعبين”، مبيناً أنه “في نهاية مرحلة الإعداد العام، يحتاج الجهاز الفني إلى تقييم تجاوب اللاعبين مع الجرعات التدريبية الموضوعة مسبقاً في المعسكرات، سواء في ما يتعلق بالتحمل، أو السرعة، أو القوة، أو التوازن العضلي”.
ويلفت إلى أنَّ “المباريات التنافسية التي تسبق الموسم توفر بيانات حقيقية من خلال الأداء الفعلي داخل الملعب، وعادة ما تُوزع الجرعات التدريبية البدنية على فترة تمتد من (4 إلى 6) أسابيع، مع تركيز على رفع القدرة الهوائية واللاهوائية إلى جانب إقامة بطولة مثل كأس السوبر في ختام هذه الفترة تُساعد على تحديد مدى الاستجابة، ومدى الحاجة إلى تعديل الحمل التدريبي في مرحلة الإعداد الخاص أو التكتيكي”.
أجهزة قياس وتحليل فردي
وينوّه علاء بأنَّ “الفرق الفنية باتت تعتمد على أجهزة قياس حديثة لمراقبة مؤشرات الأداء مثل معدلات الجري، والنبض، واسترجاع الطاقة خلال المباريات، ما يمكّن المدربين من رسم منحنيات بيانية دقيقة لكل لاعب، وبالتالي تخصيص برامج إعداد فردية تناسب حالته البدنية قبل انطلاق دوري النجوم”.
تخدم رحلة الأسود
أما بشأن إمكانية إفادة منتخبنا من هذه البطولة، في حال اضطراره لخوض الملحق الآسيوي، فيشدّد علاء على أنَّ “أي مباريات رسمية تُقام قبل الملحق ستكون ذات أهمية كبيرة، لأنها تمنح اللاعبين فرصة للوجود الحقيقي على أرضية الملعب، وهو ما لا يمكن تحقيقه من خلال التدريبات فقط، وفقًا لرأي أحد أعضاء الجهاز الفني المساعد في المنتخب”.