من المهارات المهمة التي يجب أن يتحلى بها المسؤولون مهارة تفويض الصلاحيات.
ويمكن تعريف التفويض على أنه تقسيم عبء العمل وتوزيع السلطة على آخرين يحلون مكان القائد أو المسؤول في مواقف معينة من أجل تسيير الأعمال.
ما يقلق بعض المسؤولين في تفويض الصلاحيات هو احتمال إساءة فهمه من قبل المفوض لهم، إذ يظن بعضهم أن إسناد السلطة إلى الآخرين يعني إلغاء سلطته هو؛ كونه مسؤولاً أو أنه غير كفء للمنصب أو أن الآخر أذكى منه فسيحل محله.
يمكن الحد من هذه المخاوف من خلال توضيح الأدوار والمسؤوليات الممنوحة للآخرين لإزالة أي لبس أو سوء فهم.
تفويض الصلاحيات هو انعكاس حقيقي لنضج القائد وفهم لمعنى القيادة، وقد يكون من أصعب المهارات القيادية، ليس خوفاً من إلغاء سلطة المسؤول فقط، بل لأنه ليس سهلاً أيضاً اختيار المناسبين لتولي المهام المفوضة.
من أهم الأسرار التي وردت في كتب القيادة عن التفويض، هو البدء بتكوين فريق عمل من أشخاص يكمل بعضهم بعضاً، فالتنوع لا يسهّل نجاح عملية التفويض فحسب، بل يرفع مستوى الإبداع بين أفراد الفريق.
تعد مهارة التفويض ضرورية للمفوِّض أكثر من المفوَّض له، لأنها تساعد المسؤول على تطوير نفسه وإنشاء مساحات جديدة له ولفريقه للتطور والازدهار، كما يزيد التفويض من خبرة ذوي الخبرة في الفريق، ويدعم الجدد في اكتسابها.
الثقة والمشاركة والدعم والمسؤولية واتخاذ القرار والمساءلة وأخذ زمام المبادرة، جميعها مصطلحات مرتبطة بتفويض الصلاحيات، ولا بد للجميع أن يفهمها جيداً لضمان استيعاب الأدوار والمسؤوليات بين جميع الأفراد.
أعرف أشخاصاً لن يفوضوا الصلاحيات، حتى لو وضعت السيف على رقابهم، خوفاً من أن يُسحب بساط المنصب من تحت أقدامهم.
ماذا لو أدركنا بأن التفويض يعمل لمصلحة الجميع إذا فهمنا أدواره ومسؤولياته بشكل واضح؟ ماذا لو أدركنا أن التفويض يخلق مساحات جديدة للنمو والتعلم ويسهم في التركيز على المستجدات والذي سيكون له دور إيجابي في تطوير الفريق والمؤسسة؟

