مقالات

{ كذبة محور المقاومة }

حسن فليح / محلل سياسي

صدٌقنا ان للأمة محور مقاومة يدافع عن حقوقها وكرامتها ويصون وحدتها ويرد كيد المعتدين من حولها ، وصدٌقنا ان للقدس جيشها وفيالقها التي ستعيدها من خاطفيها ومحتليها ، وصدّقنا وصدًقنا وصدّقنا الكلام والشعارات الكثيرة ، لكننا لم نجني منها غير الوعود الكاذبة واليوم اصبحت جميعها على المحك ، الجميع الان حريصين ان لاتتوسع المعركة والجميع خائف على مغانمه ولا يريد ان يغادرها او تُهدد مصالحة والجميع حذر من ان يتوسع المزاح والمشاكسة على الجبهة اللبنانية الى حرب حقيقية الجميع تركوا غزة تنزف وحدها ولا مسعف ينقذها وتركوا اطفالها يمتون بالجملة تحت انقاضها ، المجتمع الدولي يتباكى على المدنيين في غزة ولكنه لايوصي ولايعمل بوقف حرب الابادة الحاصلة الان !! الرئيس بايدن يوصي الجيش الاسرائيلي بتوخي المعايير بعدم المساس بالمدنيين العزل في غزة وبعد كل توصيه من هذا القبيل نجد زيادة بقتل الاطفال والنساء وهدم دورهم فوق رؤوسهم !! السؤال المهم اين محور المقاومة من كل الذي يجري الان؟ بغض النظر عن الانتقادات الموجهه الى حماس من انها لم تأخذ بالحسبان جيدا ردات الفعل الدولية المساندة للجيش الاسرائيلي على غزة قبل المباشرة بعملية طوفان الاقصى وكذلك لم يخطر على بالها ان محور المقاومة سيخيب ضنها بهذا القدر المؤسف والمخجل من الخذلان ، وعلى الرغم من كل الذي حصل فأن حماس لازالت صامدة تقاتل بشراسة امام دولة عسكرية متمرسة ومدعومة من اعظم دول العالم ، ولازالت تمد بالوقت لحلفائها الاساسيين ان يهبوا لنجدتها ولكن دون جدوى لحد اللحظة !! ان عملية طوفان الاقصى لم تعري اسطورة الامن الاسرائيلي فحسب بل قبل ذلك عرت جميع انظمة الحكم في البلاد العربية وتخاذلها المشين ، والاهم انها عرت محور المقاومة ومن يقف خلفها ، الامر الذي جعل الشارع العربي يفهم اللعبة جيدا ولم يعد له اي مقدار من حجم الثقة بالشعارات والخطابات التي تصدر من محور المقاومة وقادتها ، ولا من اي زعيم عربي، كونه يرى ويسمع مايجري من مؤامرة دولية ضحيتها الشعب الفلسطيني وقضيته المصيريه، الامر الذي جعل من حماس لم تحصل على ما كانت تتوقعه من دعم ومساندة من شركائها داخل محور المقاومة، ولم ترتقي المناوشات على الحدود إلى المستوى ما تعانيه حماس من هجوم ومقاومة من قبلها، في حين لم تهب فصائل المقاومة على محاور مختلفة لنجدتها سريعا عبر فتح جبهات تشتت الجهد للجيش إلاسرائيلي وتخفف الضغوط الكبيرة على حماس ومقاتليها ، انها كانت مجرد ضربات دعائية لم تصب إسرائيل بأذى ولم تغير من واقع المعركة الغير متكافئة الجارية الان على غزة !! وكذلك لم تشاهد شعوب المنطقة وتتلمس ردّ محور المقاومة على الهجمات الإسرائيلية على غزة بما يوازيها إلى مستوى انتظارات قادة حركة حماس ومستوى المقاومة التي تُبذل ، أن حزب الله حافظ على قواعد الاشتباك مع إسرائيل في رده الخجول الذي لايتجاوز عن رفع العتب واسقاط الفرض ، وتكاد تنقلب آمال واهداف محور المقاومة التي عرتها وكشفت زيفها عملية “طوفان الأقصى” إلى ما يشبه نكبة يونيو 1967 فبدلا من إحراز نصر تاريخي على المحتل الصهيوني ، اصبحت غزة نفسها مهددة بالاحتلال !!! ان القوى المسلحة اللادولتية التي بحوزتها الان سلاح يفوق سلاح اغلب جيوش الدول العربية سمة نفسها محور المقاومة في حين انها مرتبطة باهداف ومخططات خارج البعد القومي للصراع مع اسرائيل وذات اهداف وابعاد طائفية وقد حيدت عمدا غالبة الشعب العربي في مايجري الان بدلالة ان حماس تحمل فكرا جهاديا اخوانيا يختلف عن ماتحمله بقية الفصائل بذات المحور ، لذلك نجد الحرص كل الحرص ان لايدخل حزب الله بالمعركة ولايفتح الجبهه اللبنانية بحرب مفتوحة ، من شأن ذلك سيجبر محور المقاومة وايران الى دخول الحرب علما ان محور المقاومة لا يرغب بذلك ولن يضحي بمكتسباته التي تحققت بفعل سلاحه وارتباطاته البعيدة عن المفهوم القومي للصراع ، وعلى حماس ان تواجه مصيرها وتدرك ان الجميع متفق على خيانتها والتخلى عنها ، ومن المؤكد بعد ذلك سينتهي الامر باستهداف جميع فصائل محور المقاومة ولن تبقى اسرائيل تحت رحمة الصواريخ التي تهددها من كل صوب وستغتنم فرصة الدعم الدولي والحشود العسكرية الحالية لصالحها ، وبذلك وحده تعيد اسرائيل ثقة مواطنيها بأمنها الذي انهار امام صولة طوفان الاقصى .