حمدى رزق
هى كريستين لاجارد مادلين أوديت، مواليد 1 يناير 1956، مدير عام لصندوق النقد الدولى منذ 5 يوليو 2011.. عينت سابقًا وزيرة للمالية والشؤون الاقتصادية والصناعية فى فرنسا من قبل الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، فى يونيو 2007، كما شغلت سابقًا منصب وزيرة الزراعة والصيد ووزيرة للتجارة فى حكومة دومينيك دو فيلبان.
تعد لاجارد أول امرأة تتقلد منصب وزير الشؤون الاقتصادية فى مجموعة الثمانية، وأول امرأة تترأس صندوق النقد الدولى، صنفتها صحيفة فاينانشال تايمز كأفضل وزير للمالية فى منطقة اليورو، وفى عام 2009، احتلت لاجارد المرتبة 17 فى قائمة المرأة الأكثر نفوذا فى العالم من قبل مجلة فوربس. «من الموسوعة الحرة/ ويكيبيديا».
كريستين لاجارد، من موقعها العالمى تشكركم، تشكر الشعب المصرى، تشيد بالصبر والتحمل الذى أظهره الشعب المصرى، بدءًا من عملية الإصلاح الاقتصادى عام 2016 وحتى الآن.
إذا تحدثت لاجارد ينصت العالم، فلتنصتوا مليًا إلى لاجارد، تسجل شهادة عالمية حيادية مهمة، أخشى أن يقولوا «بتطبل للسيسى»، تقول: «إنه من المهم البناء على التقدم الذى تحقق فى مصر حتى الوقت الراهن، والمضى قدمًا فى الإصلاحات الهيكلية، التى تسهل تحقيق النمو وخلق فرص العمل، بقيادة القطاع الخاص، إلى جانب الإجراءات التى تعزز الشفافية والمساءلة.
وبلغة صندوق النقد الذى يحكم الاقتصاد العالمى، ويرقب الاقتصاديات العالمية، ويسجل شهادات ثقة، أو يسحب من رصيد الثقة، تقول لاجارد: «إن التضخم فى مصر بطريقه لبلوغ الهدف الذى حدده البنك المركزى مع نهاية 2019، كما انخفضت البطالة إلى مستوى %10 تقريبًا، وهو أدنى معدل بلغته منذ عام 2011، فضلًا عن التوسع فى إجراءات الحماية الاجتماعية.
لم تشهد لاجارد هكذا مجاملة، فلا مجال هنا لمجاملة على حساب الصندوق وسمعته وتاريخه، كل حرف يصدر عن لاجارد بحساب ووفق حسابات، تتحدث بثقة عن مستقبل الاقتصاد المصرى بعد انتهاء فريق خبراء الصندوق من وضع التفاصيل اللازمة بشأن المراجعة الرابعة لأداء الاقتصاد المصرى، ورفع وثيقة المراجعة إلى المجلس التنفيذى، الذى سيجتمع فى الأسابيع القليلة المقبلة لمناقشة المراجعة، وأوجزت ما يمكن توثيقه: «سأوصى بموافقة المجلس عليها لمواصلة الإصلاحات الهيكلية فى مصر».
ما قولكم زاد فضلكم، هل هناك لايزال شك فى سلامة التوجه الاقتصادى المصرى، هل يخامركم شك فى أن مصر على الطريق الصحيح، هل لايزال هناك مجال للشك والتشكيك؟ يقينًا شهادة لاجارد وتعنى بها المؤسسات الدولية لا يمكن أن تصدر عن هوى، ولكن بحسابات خبراء دوليين يستخدمهم الصندوق لقياس النمو فى الاقتصادات، التى تتعاطى مع الصندوق، تقطع الشك باليقين على المشككين فى وصول الدفعة الخامسة من القرض الذى طاولتها الشكوك، وبنيت عليها التحليلات، واغتبط بتأجيل وصولها الإخوان والتابعون.
لماذا تشكر لاجارد الشعب المصرى، لأن روشتة صندوق النقد مريرة، وصعبة، ونجاحها يتطلب شعبًا قويًا قادرًا على التحمل فى صبر وأناة، وثقة بين الشعب والقيادة السياسية، ومشاطرة تركة الماضى، وكل من يعلم حقائق الاقتصاد المصرى يعلم أن الحمل ثقيل، والتعافى من العضال الاقتصادى كان يستوجب تضحيات جسامًا، وصبر أيوب، وعزمًا من أولى العزم، وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم.
شهادة لاجارد غير كل الشهادات المعتمدة، شهادة مستحقة لشعب صابر، شهادة من صندوق مصنف عدوا للشعوب، تكرهه الشعوب، وتقف منه المراجع الاقتصادية فى شك وريبة، ولكنها شهادة فى وقتها تماما، لو تحدث بها وزير المالية أو محافظ البنك المركزى ما صدقه أحد، ولشككوا فى شهادته، وكم من تشكيكات فى شهادات، ولكن شهادة لاجارد أظنها عصية على التشكيك، شهادة صندوق النقد يقينًا لا يطاولها حكى من الذى يشيع على الصفحات الإلكترونية، لاجارد تقطع الشك باليقين.