محمد الألفي
يبدو أننا أمام وثائق و أحداث تتكشف واحدة تلو الأخرى حول الأدوار السرية لقادة الدول و معاونيهم و زوجاتهم فى تحديد مصائر الدول و من يحكمها سواء لصالح دولهم أو لصالح لوبيات الضغط التى يدينون لها بالفضل فى العالم .
نستعرض هنا مراسلات هيلارى كلينتون و التى تكشف عن تلاعبها بقطر بعد أن كانت تساندها و تدخلها فى تنصيب تميم أميرا لقطر .
* تسائلت هيلارى فى حال الموت المفاجيء للأمير حمد ، من هم الأعداء المحتملين للعرش؟هل هناك عناصر داخل العائلة الحاكمة تعارض حكم تميم؟.
*البرقيات والرسائل أدلة جديدة تضاف إلى العلاقة الوثيقة التي تشعبت بين هيلارى كلينتون وجماعة الإخوان الإرهابية برعاية قطر. وبدأت هذه الرسالة بدعم كلينتون لما يسمى بثورات الربيع العربى والتى كان للإخوان فيها حضور كبير، ثم حينما دعمت وصول الجماعة الإرهابية للحكم فى مصر
* أجرى رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير اتصالات مع حركة حماس التى تتخذ من جماعة الإخوان المسلمين مرجعا فكريا لها برعاية قطرية.
أظهرت تسريبات من رسائل للبريد الإلكترونى لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلارى كلينتون، النفوذ الذى تتمتع به الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق حمد بن خليفة فى دائرة الحكم، وسعيها منذ عام 2009 لتمهيد الطريق أمام ابنها تميم لخلافة والده. هذا الدور الذى قامت به موزة، ساعدتها فيه شيرى عقيلة رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، وفقا لوثيقة موقع ويكيليكس. ففى 13 مايو 2009 ،تلقت كلينتون فى بريدها الإلكترونى الشخصى رسالة من شيرى بلير تحثها فيها على اللقاء مع موزة. السلسلة الكاملة للمراسلات ظهرت فى موقع ويكيليكس للتسريبات عن الإيميلات الشخصية لكلينتون؛
وكتبت بلير فى رسالتها التى عنونتها بكلمة “سرية”: “أسرت لى الشيخة موزة بحرص القطريين على إقامة علاقات إيجابية أكبر مع الولايات المتحدة.وأضافت أن الشيخة موزة ستكون سعيدة أن تأتى إلى واشنطن إذا ما تمكنت من إيجاد بعض الوقت المتاح. وتابعت بلير “للشيخة موزة تأثير حقيقى فى قطر”.
استغرق الأمر من وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون 10 أيام حتى تجيب عن هذه الرسالة وأيضاً من بريدها الإلكترونى الشخصى.
وكتبت هيلارى فى جوابها: “آسفة لأننى كنت بطيئة فى الإجابة، ولكن أنا مهتمة جداً فى الحديث مع الشيخة. سأكون سعيدة باستضافتها إذا أتت إلى واشنطن دى سى أو اللقاء معها فى أوروبا عندما أكون هناك فى المرة المقبلة”.
واستمرت المراسلات ما بين هيلاري وبلير حتى 14 سبتمبرمن نفس العام. فى ذلك التاريخ كتبت شيري بلير: “ستكون متاحة فى 24 سبتمبر سواء فى الصباح أو المساء والبديل هو 28 أو 29، هل الوقت مناسب لك؟
ولكن كلينتون لم ترد إلا بعد 3 أيام، فكتبت يوم 17 من الشهر نفسه: “شكراً على المساعدة، نحن نعمل على تحديد الوقت وأنا أتطلع للقاء معها”
غير أن هيلاري على ما يبدو كانت تفضل اللقاء مع شيرى نفسها إذ سألتها “هل ستكونى فى نيويورك الأسبوع القادم؟
فردت شيرى” نعم وسأكون سعيدة باللقاء معك”. وفى 19 سبتمبر عادت بلير لتسأل هيلارى “آسفة على سؤالك مجدداً ولكن هل تم تحديد تاريخ وموعد للشيخة موزة؟
فتم تحديد الموعد فى 24 سبتمبر فى الساعة السابعة صباحاً. وفى وقت لاحق من الشهر نفسه، كتبت بلير فى رسالة إلى هيلارى: “صديقتى من “ق”( قطر) سعيدة جداً باللقاء معك، وتعتقد أنه صار بشكل جيد.
لم تتوقف جهود وساطة شيري بلير مع الشيخة موزة إذ فى 7 يونيو 2010 وجهت رسالة إلى البريد الشخصى لكلينتون، تطلب منها اللقاء مع ابن الشيخة موزة فى إشارة إلى تميم.
واستهلت رسالتها بالقول كما تعلمين فإن لدى روابط جيدة مع القطريين. نجل الشيخة موزة هو ولي العهد 31/32 عاماً، حريص على أن يبدأ فى بناء علاقات دوليةأوسع
وتسائلت: “هل من الممكن اللقاء معه هو أكثر مرونة فيما يتعلق بالمكان والوقت من والدته أو ربما يمكننا ترتيب اتصال هاتفى أولى.
أيضاً استغرق الأمر 8 أيام حتى أجابت كلينتون فى 15 يونيو لتؤكد استعدادها للقاء مع تميم.وفى 30 يونيو كتبت بلير لكلينتون: “هيلاري، هل يمكنك أن تزودينى برقم هاتف يمكن لولي العهد القطري من خلاله التواصل معك، وإلا فإن بإمكانى أن أجلب لك رقم هاتفه الخاص ما هو الأنسب لكى؟
ردت هيلاري فى 3 يوليو: “نعمل على ترتيب اتصال هاتفى الأسبوع القادم”.
وتابعت الولايات المتحدة انتقال قيادة إمارة قطر من الشيخ حمد إلى ابنه تميم.
وحرصت على أن يتم بشكل سلس. فبعد أقل من شهر على لقائها مع الشيخة موزة وجهت كلينتون برقية إلى السفارات الأمريكية فى العديد من دول العالم تحت عنوان ” الخلافة القطرية”.
البرقية التى نشرها موقع ويكليكس مؤرخة بيوم 19 أكتوبر 2009. وأظهرت كلينتون فى رسالتها الاهتمام بصحة الأمير حمد بن خليفة آل ثانى وأى تهديدات محتملة للانتقال السلس للحكم إلى ابنه تميم.وطلبت فى هذا المجال “وصف الوضع الحالى لصحة حمد بن خليفة آل ثانى.
بما فى ذلك أى تفاصيل جوهرية عن وضعه هل تغير جدول أعماله بسبب وضعه الصحى أو غيرها من المخاوف.
وأضافت هيلارى .. يرجى وصف مستوى الدعم الشعبى والحكومى لتميم بن حمد بصفته وليا للعهد والأمير المستقبلى ما هى نقاط قوة وضعف تميم؟.
وتابعت ما هي علاقة تميم مع رئيس الوزراء حمد بن جاسم؟ وما هو الدور الذى تقوم به أمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند، فى قراره؟”
وتسائلت هيلارى فى حال الموت المفاجيء للأمير حمد ، من هم الأعداء المحتملين للعرش؟
هل هناك عناصر داخل العائلة الحاكمة تعارض حكم تميم؟
وهذه البرقيات والرسائل أدلة جديدة تضاف إلى العلاقة الوثيقة التى تشعبت بين هيلارى كلينتون وجماعة الإخوان الإرهابية برعاية قطر. وبدأت هذه الرسالة بدعم كلينتون لما يسمى بثورات الربيع العربى والتى كان للإخوان فيها حضور كبير.
ثم حينما دعمت وصول الجماعة الإرهابية للحكم فى مصر.
فسبق وأن كشفت مراسلات البريد الاليكتروني لكلينتون أنها تلقت رسالة فى 2 فبراير 2012 من أحد مساعديها.
قال فيها نقلاً عن مصادر رفيعة فى جماعة الإخوان إن قادة الإخوان مسرورون من نتائج المناقشات مع حكومة الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولى.
فكلاهما، فى تحليلات قادة الجماعة تبدوان تتقبلان فكرة مصر كدولة إسلامية. وهم أيضاً متشجعون من قدوم وفود من قادة رجال الأعمال الأمريكيين إلى القاهرة فى فبرايرومارس 2012.
كما تشير الرسالة التى نشرها موقع ويكليكس إلى أن انخراط الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى مع جماعة الإخوان سيكون من الصعب على الجيش اتخاذ إجراءات ضده فى حالة وجود خلاف مع إنشاء الحكومة المدنية الجديدة حتى عام 2012.
وتحدثت عدة تقارير عن الصلة الوثيقة للإخوان بكلينتون من خلال تغلغلهم فى البيت الأبيض أثناء عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وكمستشارين لكلينتون وخاصة مستشارتها هوما عابدين المنحدرة من عائلة إخوانية لها دور فى إدارة التنظيم الدولى للجماعة.
أما أمير قطر تميم فإنه لا يخفى سرا أو علنا دعمه لجماعة الإخوان المسلمين ويستضيف فى بلاده عددا من قادة الجماعة ، وذلك على خطى والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى.
ففى دفاع علنى عن الإخوان فى القمة العربية بالأردن فى مارس 2017، قال تميم إذا كنا جادين فى تركيز الجهود على المنظمات الإرهابية المسلحة، هل من الإنصاف أن نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية نختلف معها إرهابية، على الرغم من أنها ليست كذلك. وهل هدفنا أن نزيد عدد الإرهابيين فى هذا العالم؟
و قد أجرى زوج شيرى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق اتصالات مع حركة حماس التى تتخذ من جماعة الإخوان المسلمين مرجعا فكريا لها برعاية قطرية.
و الغريب اليوم هو ظهور برقيات سرية أمريكية لهيلارى كلينتون عكس تماما البرقيات الأولى تقول أن قطر الأسوأ فى مكافحة الإرهاب و قناعة واشنطن بأن المستوى العام للتعاون القطرى فى مكافحة الإرهاب هو الأسوأ فى المنطقة. وتطرفت البرقيات السرية موقع التسريبات ويكيليكس أيضاً إلى أسباب تردد الدوحة فى محاربة تمويل الإرهاب. وتخاذل النائب العام القطرى فى هذه المسألة.
ففى برقية كتبتها وزيرة الخارجية الأمريكية حينها هيلارى كلينتون، يوم 30 ديسمبر2009 قالت فيها لقد تبنت قطر نهجاً سلبياً إلى حد كبير فى التعاون مع الولايات المتحدة ضد تمويل الإرهابيين.
وأضافت: المستوى العام للتعاون القطرى مع الولايات المتحدة يعتبر الأسوأ فى المنطقةى. وتابعت هيلارى قائلة: القاعدة، وطالبان، وقائمة الأمم المتحدة 1267، وجماعات إرهابية أخرى، تستغل قطر كمنطقة لجمع الأموال، وعلى الرغم من أن لدى الأجهزة الأمنية فى الدوحة القدرة على التعامل مع التهديدات المباشرة وأحياناً استخدمت تلك القدرة، فقد كانت مترددة فى التصرف ضد الإرهابيين المعروفين.
فعلى سبيل المثال يشير السفير الأمريكى لدى الدوحة جوزيف لابارون فى برقية سرية وجهها يوم 5 مارس عام 2009، إلى وزيرى الخارجية والعدل فى بلاده، إلى أن مكافحة قطر للإرهاب لا تسير بالشكل المطلوب. وكتب فى برقيته إن «العلاقة الأمريكية – القطرية فى مكافحة الإرهاب لا تعمل الآن، ولم تعمل جيداً منذ عدة سنوات وتعتقد السفارة بقوة، وجوب اتخاذ خطوات شديدة لتحسين هذه العلاقة. ولفت السفير الأمريكى إلى سماح السلطات القطرية للمعتقل السابق فى سجن جوانتانامو، جار الله المرى، بالسفر إلى بريطانيا. وقال إن «تفسير النائب العام القطرى له بشأن سفر المرى، إلى الخارج، بأن ليس لديه سند قانوني يمنعه من السفر، ليس مرضياً على الإطلاق.
وفى هذا الصدد أشار لابارون إلى عدم إلتزام قطر لعهدها فى مذكرات دبلوماسية متبادلة، التى نعتبرها عهدً رسمياً قطرياً، والتأكيدات الشفوية التى قدمها النائب العام القطرى لمسئولى السفارةعام 2008 بمنع جار الله من السفر لمدة 3 سنوات».
وجاء فى نص البرقية التى كتبها السفير الأمريكي رد النائب العام القطرى كان مؤشراً على محادثاتنا مع الحكومة القطرية حول مكافحة الإرهاب: ومراوغة فى تحمل المسؤولية ومؤشراً على نقص التنسيق الداخلى القوى فى الحكومة القطرية.
ومن القضايا التي تبرزها الوثائق السرية الأمريكية هى أن قطر تمتلك المال لشراء معدات الأمن التى يمكن تركيبها فى المطارات، ولكنها تفتقر إلى الخبرات و الموظفين لتطبيقها بشكل فعال. ففى برقية وجهها السفير الأمريكى نفسه فى الدوحة إلى وزراء الخارجية والعدل والدفاع الأمريكيين، فى 24 مارس 2009، كتب فيها «تمتلك قطر الموارد المالية لشراء معدات الأمن لتركيبها فى المطارات، ولكنها تفتقر إلى الخبرة والموظفين لتنفيذها . أخذاً بعين الاعتبار عدد سكان قطر الصغير، فإن امتلأت جميع المناصب فى الأمن والهجرة من قبل مواطنى هذا البلد سيكون أكثر صعوبة فى الأشهر ال 36 المقبلة».
و فى المقابل أشار السفير لابارون إلى أن التعاون القطرى فى مجال مكافحة الإرهاب ضعيف جداً. وقال إن «مستوى التعاون من قبل قطر حول مكافحة الإرهاب متشابك إلى حد ما، مع العلاقات الثنائية السياسية، وسيستمر على هذا الشكل . وأشار إلى أن قطر ستظل شريكاً غير متسق فى مكافحة تمويل الإرهابيين، منوهاً بأن أسباب تردد الدوحة فى محاربة دعم الإرهاب غير مفهومة تماماً. وأضاف : «نعتقد أن قطر مترددة فى مكافحة تمويل الجماعات والأنشطة الإرهابية، جزئياً». وتشير البرقية نفسها إلى أن جميع القرارات المهمة فى البلاد سواء السياسية، أو القانونية، أو الاقتصادية، لا تزال تتخذ من قبل دائرة ضيقة من أفراد عائلة آل ثانى».
لا أستغرب أن تظهر مراسلات أخرى لشخصيات أخرى كيفية التدخل و التلاعب لدول متعدده حول العالم و لم يكون هذا جديدا بل هذا جزء أساسى فى عمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية و التى بدورها تحرك الخارجية الأمريكية و بالتنسيق مع البنتاجون .