تواجه مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل تويتر وفيس بوك بعض الانقطاعات في خدماتها من وقت لآخر، وينعكس ذلك بشكل سلبي على هذه الشركات ومصداقيتها لدى المستخدمين.
ويستخدم مئات الملايين حول العالم مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت جزءاً من حياة الكثيرين، وتعمل مواقع مثل فيس بوك وواتس أب وإنستغرام وماسنجر منذ أكثر من عقد من الزمن، وهذا ما يجعل انقطاعها عن الخدمة موضوعاً للنقاش في جميع انحاء العالم.
وهناك روايات متضاربة حول خطورة انقطاع خدمات مواقع التواصل الاجتماعي، ووفقاً لأرقام شركة فيس بوك، تكسب الشركة حوالي 56 مليار دولار من العائدات، أي بمعدل 6.5 مليون دولار في الساعة الواحدة. أي أن الانقطاع الشهير الذي شهده فيس بوك في العام الماضي واستمر نحو 14 ساعة بالمتوسط كلف الشركة خسائر تقدر بنحو 90 مليون دولار.
ومع ذلك، فإن هذه الأرقام هي تقديرات غامضة للغاية ولا تأخذ في الاعتبار العديد من التعقيدات. أولاً، لم تتعطل جميع أنظمة فيس بوك العالمية لمدة 14 ساعة، ومن ثم قد تكون هذه الأرقام غير دقيقة، كما أن الإيرادات ليست هي نفسها على مدار العام أو حتى الأسبوع. وسيكون لليوم والوقت الذي حدثت فيه الانقطاعات أيضاً تأثير كبير على رقم الخسارة الفعلي.
ويبدو أن المستثمرين كانوا بالفعل على دراية بهذه الحقائق، وهذا هو السبب وراء ترجمة انقطاع الخدمة لمدة 14 ساعة إلى غضب من قبل المستثمرين، مما أدى إلى انخفاض سهم فيس بوك بنسبة 2%.
وهناك تأثيرات أخرى تتعدى الخسائر المالية لمثل هذه الانقطاعات، حيث أن انقطاع الخدمات لعدة ساعات يؤثر على سمعة الشركة وموثوقيتها لدى المستخدمين، حيث لم يعد المستخدمون يعتقدون أن أنظمة فيس بوك متينة للغاية، و قد يتسبب هذا الاعتقاد في خسارة الشركة لمليارات الدولارات من حيث الإيرادات المفقودة.
علاوة على ذلك، كانت فيس بوك تخطط لإطلاق عملتها المشفرة فيس بوك كوين، وهو شكل من أشكال العملة المشفرة التي يمكن استخدامها لتسهيل المدفوعات عبر برنامج المراسلة والتطبيقات الأخرى. ونظراً لأن المستخدمين غير متأكدين من الأمان الذي توفره أنظمة فيس بوك، فقد يفضلون عدم عدم إجراء المعاملات المالية عبر المنصة الشهيرة، لذلك قد تضطر فيس بوك إلى تأجيل توسيع نطاق عملها في العملات المشفرة.
وبالنتيجة، يؤثر انقطاع خدمات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل هائل على بياناتها المالية، حيث يكسر ذلك الثقة التي وضعها المستخدمون في هذه الشركات، ولم يعد يُنظر إلى أنظمة الشركات الشهيرة على أنها معصومة من الخطأ. ومن المحتمل أن يؤدي هذا التغيير في الإدراك إلى انخفاض في التقييم، بحسب موقع مانجمينت ستدي غايد.