يبدو أنّ على المرأة أن تدفع الثمن عندما تقرّر الإنجاب وتصبح حاملاً. إذ انّ النساء اللواتي ينجبن مرة أو أكثر يُظهرن علامات التقدّم بالسن بمعدل أكبر، بالمقارنة مع من لم ينجبن، بحسب دراسة جديدة

كيف يؤثر الإنجاب على مظهر المرأة؟لا تؤدي الأمومة إلى نمو الشعر الأبيض فحسب، فوفق دراسة جديدة، يتأثر بالإنجاب والحمل الجسم كاملاً. فقد تبين للباحثين أنّ الحوامل يُظهرن علامات التقدّم بالسن بمعدلات أكبر بالمقارنة مع أخريات من النساء اللواتي لم يحملن. وهذه العملية تتطور أكثر بعد كل حمل جديد. تناول الباحثون في الدراسة مجموعة ضمّت 1700 امرأة فيليبينية كنّ بعمر 20 إلى 22 سنة في عام 2005، وأخذت لهن عيّنات دم وبعض المعلومات عن عدد المرات التي أنجبن فيها. وتمّت دراسة كل عينات الدم للتأكّد من العوامل البيولوجية التي يمكن ان ترتبط بالشيخوخة، خصوصاً التغييرات في الحمض النووي. وتبين أنّ النساء اللواتي حملن مرّة على الأقل ظهرن أكبر سناً بيولوجياً بالمقارنة مع نساء هنّ في العمر نفسه ولم يحملن سابقاً.وقد تبين أنّ الحمل أدّى إلى تقدّم بالسن أسرع بمعدل 4 أشهر إلى سنة، بمعدل عمر يقارب نسبة 3 في المئة أكثر في السنة للحوامل بالمقارنة مع من لم ينجبن .ويزيد معدل التقدّم بالعمر مع كل حمل جديد للمرأة، حيث أنّ المرأة التي أنجبت أكثر من مرّة تقدّمت بالعمر بسرعة وصلت إلى معدل 5 أشهر أكثر بالمقارنة مع من حملت بمعدل أقل، اي أنّ معدل التقدّم بالعمر وصل إلى 2 في المئة في السنة في الحمل الواحد.وللتأكّد من أنّ هذه العلاقة بين الحمل والتقدّم بالعمر لا تتأثر بعوامل أخرى يمكن أن تساهم في ظهور علامات التقدّم بالسن أيضاً كالتدخين والتعرّض للتلوث والمستوى الاجتماعي الاقتصادي، اعتمدت المعايير نفسها مع رجال. لكن تبين في الدراسة أنّ الإنجاب لم يؤثر أبداً على الرجال لجهة المساهمة في الشيخوخة والتقدّم بالعمر البيولوجي بسرعة كبرى.
كيف يؤثر الحمل على العمر البيولوجي؟يعتقد الباحثون أنّ هناك علاقة بين الحمل وأثره الجسدي على المرأة من جهة والطاقة الخاصة بالمرأة. إذ يبدو انّ للجسم وظائف معينة لكنه يُرغم على أداء بعضها بحدّ أقصى من الجهد، ما يزيد من التحدّيات بالنسبة لها. والطاقة التي ثمة حاجة إليها لأداء هذه الوظيفة، تزيد حكماً من الأعباء على الجسم. هذا، وقد تبين أنّ الأعراض المرتبطة بالتقدّم بالسن تخف مع انتهاء الحمل وتتراجع وتيرتها عندها، خصوصاً في حال الرضاعة.