قسم الصحه

كوابيس التواصل الاجتماعي تطارد البشر إلى أحلامهم

السوشيال ميديا باتت فضاءاً للكوابيس يضطهد مستخدميها (بيكساباي)

كلما زاد الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، يرتفع احتمال رؤية أحلام مزعجة، باتت تسمى “كوابيس التواصل الاجتماعي”

 هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة نشرت في مجلة BMC Psychology. وقد أنشأ الباحثون مقياساً للكشف عن الأحلام السيئة المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي بناءً على موضوعات مثل العجز، وانعدام السيطرة، والتثبيط، والإيذاء، والأخطاء الفادحة. وتفحص الباحثون العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وجودة النوم والصحة العاطفية والكوابيس. هل تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على أحلامنا؟ أظهرت الدراسات السابقة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء النهار قد يؤثر على الأحلام الليلية. ومع ذلك، ثمّة أبحاث محدودة حول دور ذلك الاستخدام في قوة أو تكرار الأحلام المرعبة وغير السارة. وقد لوحظت علاقات قوية بين استخدام الوسائط وتكرار الأحلام المزعجة. ويساهم العمر ووتيرة  الاستخدام، في شدة الأحلام. وقد يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي أيضاً إلى ضعف جودة النوم. ويضاف إلى ذلك حدوث مشكلات في الصحة العقلية والجسدية، ما يتسبب بأضرار جمّة على الحياة اليومية للمستخدم. وبالعودة إلى الدراسة الجديدة، يرى الباحث رضا شابهانج  من جامعة فلندرز Flinders University ، وهو أحد مؤلفي الدراسة أن الاعتماد الواسع والسريع لوسائل التواصل الاجتماعي يؤثر على جوانب مختلفة من الحياة، بما في ذلك عالم الأحلام”. ويضيف شابهانج: “مع تزايد تشابك وسائل التواصل الاجتماعي مع حياتنا، فإن تأثيرها يمتد إلى ما هو أبعد من ساعات الاستيقاظ، وقد يؤثر على أحلامنا”. وفي البحث نفسه، استخدم البحاثة نموذج محاكاة رقمية عن العلاقة بين المعرفة والجهاز العصبي عند الإنسان، كي يدرسوا العلاقة بين استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وجودة النوم والأحلام والصحة النفسية. محاكاة الدماغ في نشاطات الأحلاموفي ذلك الإطار،استخدمت مقاييس التعبير الذاتي للأشخاص الذين شمهلم البحث، لقياس الكوابيس المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي كميّاً وكيفيّاً ومدى تأثيرها على جودة النوم وعدم الراحة والصحة والسلامة العقلية. وكذلك طوّر “شابهانج” مقياساً جديداً، استُند إليه في نتائج الدراسة، تتعلق بـ”كوابيس وسائل التواصل الاجتماعي” SMNS والذي يمكنه تحديد مدى مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في الكوابيس. ووفق شابهانج: “تطرح دراستنا مفهوم الكوابيس المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي. وتُعرف بأنها كوابيس تتضمن موضوعات متعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي، مثل التنمر عبر الإنترنت، أو الكراهية عبر الإنترنت، أو الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي. إن الكوابيس المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي نادرة نسبياً، لكن من يُكثِرون استخدامها  خلال حياتهم اليومية يضحون أكثر عرضة لها. ويُلاحظ أيضاً أن تلك الكوابيس ترتبط بنتائج سلبية على الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب ونوعية النوم”. السوشيال ميديا  كابوس متكرركشفت النتائج أن المشاركين الذين دمجوا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر في حياتهم أبلغوا عن ارتفاع وتيرة الكوابيس المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي. وتشير الدراسة إلى أن تلك الكوابيس تخلخل العلاقة الصحيحة مع وسائل التواصل الاجتماعي، وتؤثر سلبياً على جودة النوم والعافية العاطفية. وتوفر هذه الدراسة نظرة ثاقبة للعلاقات المعقدة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية وجودة النوم. ويحذر الباحث من أنه “مع استمرار تطور المشهد التكنولوجي، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لاستكشاف تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على تجارب أحلام المستخدمين. ومع التقدم السريع في التكنولوجيا والإعلام، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، إلى جانب الاعتماد المتزايد على هذه التقنيات والتكامل الأعمق معها، من المتوقع أن تصبح الأحلام التي تشتمل على محتوى تكنولوجي وإعلامي أكثر تكراراً”.  وتنصح الدراسة بالاستخدام المناسب للسوشيال ميديا بغية التخفيف من هذه الكوابيس. وتلاحظ أنّه من المهم أيضاً إدراك مستخدمي الشبكات الاجتماعية للتأثير الذي يمكن أن يحدثه الاستخدام المفرط على الصحة العامة. وتنصح الدرسة بإرساء روتين قبل النوم يشمل استخداماً محدوداً لتلك المنصات.