كوردستان ليست اسرائيل ثانية بل نحن محاصرون مثل غزة!

1

القاضي نائب المدعي العام

عبد الستار رمضان

كلما طالب الكورد بحقوقهم المشروعة على ارضهم وارض آبائهم واجدادهم كوردستان زادت الاتهامات وتوحدت الجبهات والجهات ضدهم حتى اصبح موضوع الكورد مناسبة كي يلتقي الاضداد ويتفق الاعداء فيما لم يتفقوا عليه يوماً من الايام.
ومثّل الاستفتاء الذي جرى يوم 25أيلول سبتمبر الماضي حدثا مهما وبارزا ليس بالنسبة للكورد وحدهم الذين لم يطالبوا باكثر من حقهم الذي تقره لهم القوانين والشرائع السماوية والارضية واعلانات ومبادئ حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني، حتى انفجرت ضدهم براكين الغضب واجتمعت حكومات وقيادات متصارعة ومختلفة في كل شئ في الايديولوجيا والانظمة والتحالفات والاستراتيجيات لكنها وجدت في الاستفتاء ما يجمعها ويوحدها في الخطاب والعمل.
لقد قيل الكثير عن كوردستان القادمة بانها اسرائيل الثانية وتم تحشيد الشارع العراقي والعربي ضدَّ الكورد، لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي اعلنت تأييدها للاستفتاء وهو ما دفع بعض الشبان المندفعين الى رفع العلم الإسرائيلي إلى جانب العلم الكردي، ولم يكن خطاب الشارع والمواطن البسيط على صفحات التواصل الاجتماعي والفضائيات فقط، بل كان خطابات وتصريحات لمسؤولين وقيادات اعلى المستويات يُثيرون الراي العام ويلعبون على عواطف ومشاعر الجماهير وثوابتها الدينية والقومية ضد الكيان الاسرائيلي المزروع في قلب هذه المنطقة.
واخطأ الكثيرون بل وتجنوا على الكورد وعلى اقليم كوردستان عندما وصفوها باسرائيل الثانية في حين ان الوصف الحقيقي والصحيح ان كوردستان مثل غزة المحاصرة والتي يعاني شعبها ما يعانيه شعب كوردستان من الحصار والجوع وتكالب القريب والبعيد عليهم.
ان الكُرد في كل البلدان التي توزعت ارضهم على خرائطها في العراق وتركيا وإيران وسوريا ليسوا شعبا غريبا جاء الى تلك البلاد مهاجرا او مستوطنا بل هم اصحاب الارض التي تحمل اسما وعنوانا اسمه كوردستان لكنها بفعل الاتفاقيات الدولية ومؤامرات العالم تم تقسيمها بين تلك البلاد وانقلب الحال الى صالح الدول التي ما ان يطالب الكورد باي حق من حقوقهم الا كانت تهم الانفصال والتآمر والخيانة وتهديد وحدة البلاد هي السيف المسلط بيد الجميع عليهم.
وإذا كانت هناك من كلمة حق وموقف ممكن ان يقال فنحن ننقل كلاما لقيادي كوردستاني كان يتحدث بمرارة عما يتردد فقال (يا اخوان لسنا اسرائيل الثانية نحن مثل غزة المحاصرة) فمطاراتنا مغلقة وحدودنا محاصرة والميزانية مقطوعة وارضنا مهددة بالتدخل العسكري وما يسمى بخطط الانتشار وفرض القانون، رغم ان كل منطقة او مكان دخل اليه الكورد والبيشمركة كان آمناً سالماً محفوظاً فيه حقوق الانسان من كل جنس ولون ودين ومذهب وهو ما يشهد به ويعيشه الجميع في اقليم كوردستان.

التعليقات معطلة.