وكالات – أبوظبي
صواريخ حماس
ستواجه القوات الإسرائيلية التي تستعد لاجتياح غزة في مهمة للقضاء على حركة حماس خصما يزداد قدرة، وتدرب لسنوات على يد شبكة دعم سرية تمتد بعيدا عن الجيب الصغير إلى إيران والجماعات المتحالفة معها.أخبار ذات صلةاجتياح غزة بعد 17 عاما.. 3 صعوبات تواجه إسرائيل
فقد أظهر الهجوم الدامي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل قبل ستة أيام حجم الخبرة العسكرية التي اكتسبتها منذ سيطرتها على غزة في 2007، إذ لم يسبق أن نفذت الحركة هجوما بهذا التخطيط والحجم.
وقال علي بركة القيادي بحماس إن “الحاجة أم الاختراع”، مضيفا أن الحركة تعتمد منذ فترة طويلة على المال والتدريب من إيران ووكلائها الإقليميين مثل ميلشيا حزب الله اللبنانية بينما تعزز قواتها في غزة
وأضاف بركة، المقيم في لبنان، إن صعوبات استيراد الأسلحة جعلت الحركة خلال السنوات التسع الماضية “تطور قدراتها وأصبحنا قادرين على التصنيع محليا”.
وأردف أنه في حرب غزة عام 2008، كان الحد الأقصى لصواريخ حماس هو 40 كيلومترا، لكنه ارتفع إلى 230 بحلول صراع عام 2021.
ولا يتصور من يرى هذه المنظمة السرية الضخمة اليوم أنها هي نفسها تلك المجموعة الفلسطينية الصغيرة التي أصدرت أول منشور لها قبل 36 عاما احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لمقابلات أجرتها رويترز مع 11 شخصا مطلعين على قدرات المجموعة، بمن فيهم شخصيات من حماس ومسؤولون أمنيون إقليميون وخبراء عسكريون.
وقال مصدر مقرب من حماس في قطاع غزة طلب عدم نشر اسمه لحساسية الأمر “إنهم جيش مصغر”. وأضاف أن الجماعة لديها أكاديمية عسكرية لتدريب مجموعة من التخصصات بما في ذلك أمن الفضاء الإلكتروني، ويضم جناحها العسكري البالغ قوامه 40 ألف فرد وحدة قوات خاصة (كوماندوز) بحرية.
وعلى النقيض من ذلك، يشير موقع (جلوبال سيكيوريتي دوت أورغ) إلى أنه لم يكن لدى حماس في التسعينيات سوى أقل من 10 آلاف مقاتل.
وأشار مصدر أمني إقليمي، رفض أيضا الكشف عن اسمه، إلى أنه منذ مطلع القرن الحادي والعشرين عمدت الحركة إلى بناء شبكة أنفاق أسفل غزة لمساعدة المقاتلين على الاختفاء وتصنيع الأسلحة وجلب العتاد من الخارج. وقال مسؤولون في حماس إن الحركة حصلت على مجموعة من القنابل وقذائف المورتر والصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.
وازادت هذه القدرات فتكا مع نموها وتطورها على مر السنين. ففي حين فقدت إسرائيل تسعة جنود خلال توغلها عام 2008، قفز العدد إلى 66 في 2014.
قال إتش. هيلر، الباحث الكبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، إن إسرائيل قادرة على تدمير حماس في هجومها المتوقع على القطاع المكتظ بالسكان.
وأضاف “السؤال ليس ما إذا كان ذلك ممكنا أم لا. السؤال هو ما هو الثمن الذي سيُفرض على بقية السكان، لأن حماس لا تعيش على جزيرة في المحيط أو في كهف في الصحراء”.
وبعد حرب غزة الأخيرة في 2021، تمكنت حماس وحركة الجهاد من الاحتفاظ بما يصل إلى 40 بالمئة من مخزونهما الصاروخي، وهو هدف رئيسي للإسرائيليين، وفق المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي ومقره الولايات المتحدة. واحتفظت بنحو 11750 صاروخا مقارنة مع 23 ألفا قبل الصراع.