حان موعد الحفلات والاستمتاع بالأعياد والاجتماع مع أفراد العائلة والأصدقاء. في مثل هذه الظروف، قد تحصل مبالغة في استهلاك الكحول. فجأة، يحصل تسارع في دقات القلب مع انزعاج في الصدر ودوار وضيق في التنفس بحسب ما نشر في موقع “ساينس آلِرت” sciencealert. فما العلاقة بين استهلاك الكحول وهذا الخلل في وظيفة القلب؟
ابحث عن الكحول والتوتر
في كل مرة تحل الأعياد، يظهر المزيد من المشكلات المرتبطة باستهلاك الكحول ومنها عدم انتظام ضربات القلب. ويحضر كثيرون إلى طوارئ المستشفيات ظناً أنهم يتعرضون إلى ذبحة قلبية فيما هم يعانون خللاً في وظيفة القلب بسبب المبالغة في الأكل واستهلاك الكحول وارتفاع معدلات التوتر ونقص ارتواء الجسم بالماء خلال هذه الفترة من السنة.
وتسهم تلك العوامل كلها في تعزيز أثر الأعياد على صحة القلب في ما يعرف بـ”متلازمة القلب في الأعياد” (holiday heart syndrome). ويعرف الخبراء عن هذه المتلازمة منذ ما يزيد على 50 سنة. ففي عام 1970، جرى تعريفها بأنها عبارة عن عدم انتظام ضربات القلب لدى أشخاص أصحّاء لا يعانون مشكلات في القلب بعد المبالغة في الأكل واستهلاك الكحول.
وبشكل خاص، لوحظت هذه الأعراض بعد عطلات نهاية الاسبوع والأعياد. إلا أن عدم الانتظام في ضربات القلب لا يقتصر على فترة الأعياد وعطلات نهاية الأسبوع. بل يمكن أن يظهر أيضاً لدى من يبالغون في الأكل واستهلاك الكحول في أي فترة من السنة.
تؤثر الكحول على القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي والدم بطرق متعددة. وقد يصيب أيضاً الجهاز العصبي. وأحياناً، يعاني القلب من عدم الانتظام في دقاته، من دون أن يترافق ذلك مع أعراض واضحة، بل ربما اكتُشِف مصادفة في سياق فحص طبي يستهدف التدقيق في مشكلات أخرى.
في كل الحالات، حينما يشعر المرء باضطراب في دقات قلبه، من الضروري أن يتوجه إلى طوارئ المستشفى لإجراء الفحوص اللازمة، بما في ذلك التخطيط الكهربائي للقلب، مع عدم نسيان التنبه إلى الحال الصحية بمجملها. وكذلك يفيد إجراء فحص للدم للتأكد من مستويات الأملاح والمعادن المختلفة، بالإضافة إلى قياس المؤشرات المتعلقة بتخثر الدم والالتهابات،ووظائف الكلى والكبد.
لمحة عن كيفية التعافي
يتعافى معظم الأشخاص الذين تُشخّص لديهم “متلازمة القلب في الأعياد” وتُعالج بصورة مبكرة، أو حينما يوضع حد لاستهلاك الكحول أو يُصار إلى الامتناع عن تناوله. وقد يعاني البعض اضطراباً يسمى “الرجفان الاذيني” atrial fibrillation الذي يتصف بتسارع شديد في دقات القلب مع درجة عالية من عدم الانتظام فيها. ومثلاً، ينتشر ذلك الاضطراب القلبي كثيراً بين الراشدين في أوستراليا، ويصيب ما يتراوح بين 1,4 و 5,5 في المئة منهم.
في هذه الحالة، ثمة حاجة إلى الأدوية التي تساعد على استعادة الانتظام الطبيعي لضربات القلب الطبيعية، أو اللجوء إلى جهاز تنظيم ضربات القلب. وقد يقتضي الأمر اللجوء إلى تدخل جراحي يوصف بأنه “استئصالي”، إذ يتضمن توجيه كمية مركزة من أشعة إكس إلى نقطة في شبكة كهرباء القلب تكون فائقة الاضطراب إلى حد أنها لا تستجيب للعلاج بالأدوية.
إذا استمرت حالة تسارع الدقات مع اضطرابها بشكل شديد، فقد تحدث ذبحات صدرية أو ينهار عمل عضلة القلب بالكامل.
إجراءات الوقاية
من المهم تناول الكحول باعتدال في السنة كلها، خصوصاً فترة الأعياد، بهدف تجنب حالة الاضطراب في دقات القلب. وينصح بشرب الكثير من الماء خلال تناول المشروباب الكحولية التي “تسحب” الماء من الجسم بسرعة نسبياً، ما يُدخِله في حالة تشبه الجفاف.
إضافة إلى ذلك، من المهم الحرص على الحد من التوتر وممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي للقلب. وتفيد تلك الخطوات الأساسية في تجنب مجموعة كبيرة من مشاكل القلب، سواء أكانت على صلة مع تناول الكحول أو غير ذلك.