غالباً ما تفرض ظروف العمل أو نمط الحياة المتبع الأكل في وضعيات تختلف عن تلك المعتادة بحيث لا نكون فيها جالسين حول المائدة أثناء الأكل. فقد نأكل أحياناً أمام شاشة التلفزيون أو أثناء العمل، فتختلف الوضعية بسبب نمط حياة كل فرد. فهل للوضعية التي نأكل فيها تأثير في عملية الهضم؟
بحسب دراسة استقصائية أجراها في فرنسا الـIFOP في عام 2021، يعاني نصف الفرنسيين اضطرابات في الجهاز الهضمي ومنهم نسبة 49 في المئة من النساء ونسبة 39 في المئة من الرجال. تتعدد الأسباب التي وراء هذه الاضطرابات التي ظهرت. لكن مما لا شك فيه أن عملية الهضم الصحيح تساعد على تجنبها كلها، فيما للوضعية التي نكون فيها أثناء الأكل تأثير مهم في ذلك.
ما هي الوضعية التي يجب اعتمادها أثناء الأكل؟
الوضعية الفضلى التي يجب اعتمادها أثناء الأكل هي جلوساً، كما نشر في TopSante حول الطاولة على كرسي بشكل يكون فيه الظهر مستقيماً والساقان على الأرض والقفص الصدري مفتوحاً. هذا ما يساعد على استرخاء المعدة وهو عنصر في غاية الأهمية لتحسين عملية الهضم. فالجلوس بهذه الوضعية يساعد على هضم الأطعمة جيداً فتنتقل بالمسار الصحيح بالشكل المناسب وصولاً إلى المعدة.
لكن اليوم، مع نظام العمل من بعد واستراحات الأكل المختصرة، نميل إلى الأكل على المكتب معتمدين وضعية غير مناسبة، أو حتى على الكنبة أثناء القيام بنشاط آخر أو بأي عمل آخر. وهذا ما يعتبر مؤذياً للجهاز الهضمي. ففي حال الجلوس بوضعية تكون فيها المعدة تحت الضغط تصعب عملية الهضم ما يزيد من الاضطرابات في المعدة ويساهم في زيادة احتمال التعرض إلى الحموضة في المعدة أو النفخة.
في الواقت نفسه، هناك عناصر أخرى في غاية الأهمية لتحسين عملية الهضم.
– الأكل ببطء
– مضغ الطعام جيداً
– التركيز على الأكل وعدم القيام بنشاط آخر في الوقت نفسه كاستخدام الهاتف أو العمل.
أما الأكل وقوفاً فليس من العادات التي يعتمدها كثيرون. في المقابل، لا ينصح بالأكل على طاولات منخفضة العلو حيث لا يكون الجسم بوضعية مرتاحة ولا المعدة.
من جهة أخرى، تختلف جودة عملية الهضم بحسب المحيط الذي يجري الأكل فيه والوقت الذي نخصصه له. علماً أن المدة المخصصة للأكل تتراجع تدريجاً فيما تزيد معدلات الإصابة بالإضطرابات في الجهاز الهضمي. من هنا أهمية تغيير العادات المتبعة في الأكل لتحسين جودة عملية الهضم.