كيف تميّز بين كوفيد ونزلة البرد وحساسيّة الربيع؟

1

لقد تحوّل كوفيد إلى فيروس شتوي آخر، فكيف نميّزه عن الزكام العادي، وكذلك عن نوبات الحساسية في الجهاز التنفّسي؟

مع شتاء يشبه ربيعاً بارداً أو خريفاً منخفض الحرارة يسيطر على لبنان وكثير من دول المنطقة، يعاني عدد كبير من الأشخاص تكرّر نوبات من الحساسية في الجهاز التنفسي. وكذلك يرى الخبراء أن انتهاء جائحة كورونا حوّل “كوفيد 19” ومتحوّراته إلى فيروس شتوي مستوطن، قد ترتفع معدلات إصاباته أو تنخفض، وفق معطيات كثيرة سواء في البيئة أو تركيبة الفيروس.  ويصعب أن يأتي ذكر الإصابات التنفسية من دون تذكر أبسطها وأكثرها انتشاراً، أي الزكام العادي الذي يصيب معظم الناس، بدرجات متفاوتة من الشدّة.

إذن، كيف نميّز بين هذه “الثلاثية” الشتوية التي تتقاطع أعراضها وتتشابه؟

بالرجوع إلى مصدرين هما موقع “مايو كلينك” المرجعي ومقال طويل عن هذا الموضوع منشور على الموقع الشبكي لصحيفة “نيويورك تايمز”؛ يتبيّن أن ثمة طرقاً كثيرة للتمييز بين تلك الاضطرابات.

وبداية، ربما يقلق كثيرون بشأن كورونا بسبب إمكانية تجدد جائحتها، بالإضافة إلى الغموض الذي لا يزال محيطاً بأشياء كثيرة فيها، على غرار ظاهرة “كوفيد الطويل الأمد”  Long Covid. ولعل أفضل طريقة للحصول على إجابة عن تلك العدوى بالتحديد،  تتمثل في إجراء اختبار “كوفيد” حينما يراود الشك المريض والطبيب بشأنها.

تفاصيل مهمة عن “ثلاثية” شتوية

 

وفق موقع “مايو كلينك”، من المستطاع اختصار الفوارق بين الأنواع الثلاثة الآنفة الذكر من إصابات الجهاز التنفسي، على النحو الآتي:

1- كوفيد- 19. تتضمن أعراضه الشائعة معاناة ارتفاع حرارة الجسم والسعال وفقدان حاسة الشم والتذوق وصعوبة التنفس والإحساس بالإجهاد عند بذلك أدنى جهد، بالإضافة إلى الصداع وأوجاع العضلات. ولا ننسى أن ذلك الفيروس يحدث مجموعة من الأعراض المتصلة بالجهاز الهضمي كأوجاع البطن والإسهال والقيء.

2- الزكام العادي. من لا يعرفه؟ وتشمل أعراضه خروج سوائل من الأنف والعطس المتكرر والألم في الحنجرة والحلق والإحساس باحتقان في الأنف قد يرافقه تغيير في الصوت وما إلى ذلك.

3- الحساسية. تتميّز باحمرار في العينين مع الرغبة في فركهما، واحتقان في الأنف والحنجرة والحلق، وألم تحت العينين أو فوقهما أيضاً. في الغالب، لا تترافق الحساسية مع ارتفاع حرارة الجسم، ويكون السعال فيها معتدلاً أو خفيفاً، وقد تنخفض القدرة على الشم أو التذوّق، لكنها لا تنعدم بالكامل إلا نادراً.

 

البحث عن الفوارق

 

وفي مقال صحيفة “نيويورك تايمز”، يلفت الدكتور جورج ديفي سميث، الاختصاصي البريطاني في الأمراض المعدية إلى أن معظم من يعانون العطس وانسداد الأنف كأعراض أساسية، تكون المشكلة لديهم متعلقة بحساسية في الجهاز التنفسي.

وبحسب الاختصاصية في الحساسية والمناعة في جامعة نيويورك الدكتورة بورفي باريك، نادراً ما يصاب الأشخاص المصابون بالحساسية بحمّى شديدة. وبحسب كلماتها،  “إذا تجاوزت درجة حرارتك 38 درجة مئوية فمن المحتمل أن يكون السبب هو كوفيد أو عدوى فيروسية أخرى. وقد تشعرك الحساسية والعدوى الفيروسية بالتعب. ولكن الإصابة بكوفيد يرافقها تعب يأتي فجأة وغالباً ما يكون منهكاً للغاية”.
وبحسب اختصاصية الحساسية الدكتورة ليلي بين، تسبّب الحساسية عادةً حكّة في العينين والأذنين والحلق، بالإضافة إلى سعال جافّ لا ينتج منه بلغم. ووفق رأيها، من الممكن أن “تظهر أعراض الحساسية فجأة” لدى الأشخاص الذين لم يكونوا مصابين بها من قبل. وكذلك قد يؤدي الانتقال إلى مكان جديد لتعرّضك لغبار غير مألوف مثلاً، فتظهر لديك أعراض حساسية في الجهاز التنفسي.
في السياق نفسه، ينصح الأطباء بالانتباه إلى مدة الأعراض. ووفق المدير السريري لقسم الأمراض المعدية في “مستشفى بريغهام وومِنز” الدكتور بول ساكس، إذا استمرت أعراض زكام عادي لأسابيع طويلة، فربما يكمن سبب ذلك في تأثير إضافي من الحساسية في الجهاز التنفسي.

التعليقات معطلة.