يعاني بعض الأشخاص التخمة بعد الإفطار في رمضان، نتيجة تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة، بعد ساعات طويلة من الصيام؛ ما يؤدي إلى الشعور بالامتلاء وعسر الهضم.

وتزداد احتمالية حدوث التخمة بسبب عوامل مثل: تناول الأطعمة الدسمة والمقلية، والأكل بسرعة دون مضغه جيداً، إضافة إلى الإفراط في تناول الحلوى والمشروبات السكرية.

ولتجنب هذه المشكلة، ينصح الدكتور مجدي نزيه، استشاري التثقيف والإعلام الغذائي في مصر، باتباع نظام غذائي متدرج يساعد على تهيئة المعدة، بعد ساعات الصيام الطويلة. ويكون ذلك من خلال تقسيم وجبتَي الإفطار والسحور إلى 4 وجبات متوزعة على فترات، ما يساهم في تحسين عملية الهضم وتقليل الشعور بالتخمة.

وجبة تمهيدية

يقول نزيه لـ«الشرق الأوسط»: يُنصح بأن يبدأ الصائم وجبته الأولى مباشرة بعد أذان المغرب، لتخفيف حدة الجوع، وتجنب الإفراط في تناول الطعام، وذلك من خلال تناول مشروب سكري لتعويض الطاقة، وحساء دافئ لتهيئة المعدة. ويختلف اختيار المشروب السكري حسب الفئة العمرية؛ حيث يُفضَّل لكبار السن تناول مشروبات مثل الكركديه، أو قمر الدين، أو العرقسوس لمن لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، بينما يمكن للشباب وصغار السن تناول مشروب التمر أو الخشاف بالمكسرات، لما يوفره من سكريات طبيعية وعناصر غذائية مفيدة.

أما الحساء الدافئ، فيُنصح كبار السن بتناول شوربة الدجاج، أو اللحم، أو الخضراوات، نظراً لسهولة هضمها وفوائدها الغذائية، بينما يمكن للشباب وأصحاب الصحة الجيدة الذين لا يعانون أمراضاً مزمنة -مثل السكري أو السمنة- تناول حساء أكثر كثافة، مثل الحساء الممزوج بالكريمة، لتوفير طاقة إضافية وتعزيز الشعور بالشبع.

وبعد الإفطار التمهيدي بنصف ساعة، يُنصح بتناول الوجبة الثانية، وهي وجبة الإفطار الرئيسية التي يجب أن تتكون من 3 عناصر أساسية، هي: مصدر للطاقة من النشويات مثل الخبز، أو الأرز، أو المعجنات، ومصدر للبروتين وفق المتاح، مثل اللحوم، والدواجن، أو الأسماك، والبيض، إلى جانب طبق سلطة خضراء متنوع يحتوي على 5 ألوان مختلفة من الخضراوات، لضمان الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية.

فاكهة طازجة

أما الوجبة الثالثة، وفق نزيه، فهي وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور، وتتكون من فاكهة الموسم الطازجة بحجم قبضة اليد، أو بالتناوب يومياً بين الفاكهة وقطعة صغيرة من الحلوى الشرقية بطول 5 سنتيمترات لكبار السن، مع إمكانية تناول كميات أكبر للشباب.

وبالنسبة للوجبة الرابعة، فهي وجبة السحور التي يُفضل تناولها قبل الفجر بفترة قصيرة، مع التركيز على الأطعمة التي تمنح الشعور بالشبع لفترة طويلة. ويُعدُّ الفول خياراً مثالياً لغناه بالبروتين والألياف، كما يُنصح بتناول الألبان المتخمرة مثل الزبادي والرايب، لدورها في تحسين الهضم، ويفضل تقديمها على هيئة سلطة زبادي بالخيار، لما يحتويه الخيار من مركبات طبيعية تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي.

ولتجنب الشعور بالعطش بعد السحور، ينصح نزيه بالتقليل قدر الإمكان من الكافيين (القهوة والنسكافيه)، والملح، والتوابل، والمخللات، بعد الإفطار.