كيف نُشجّع أطفالنا على تناول أطعمة صحية؟

1

كتبت د. هلا حسين القعقورخلال جائحة كورونا، تغيرت سلوكيات الأكل والنوم والنشاط بطريقة تعزز زيادة الوزن لدى الأطفال.اليوم مقالي موجّه إلى الأهل لتقديم نصائح واستراتيجيات لمساعدة أطفالهم على البقاء بصحة جيدة خصوصاً هذه الفترة. كيف يمكن تطوير عادات الأكل الصحية وإبقاء أولادنا بنشاط وحيوية؟ هدفنا الأساسي هو مساعدة أولادنا على تقليل معدل زيادة الوزن والسماح لهم بالنمو والتطور الطبيعي.بعد إقفال المدارس والتعليم عن بُعد، أصبح معظم الأطفال يعانون من الملل والاضطراب النفسي، إضافة إلى الضغط النفسي، وتدفع أحياناً حالة الملل والضجر وقلة الحركة إلى اللجوء للطعام من أجل تمضية الوقت، وهو ما يؤدي إلى اكتساب عادات غذائية غير صحية.عند تناول سعرات حرارية أكبر من كمية الطاقة التي يحرقها الشخص، سيؤدي إلى تراكم السعرات في الجسم بشكل دهون.يركّز بعض أطفال على الأطعمة الدسمة، فيما يتناول آخرون كميات كبيرة من الأطعمة (الإفراط في الشهية)، في المقابل هناك بعض الأطفال الذين لا يتقبلون الأكل ويكون لديهم شهية أقل.في فترة الحجر، صحيح أنّ الأولاد قد ابتعدوا عن الأطعمة الجاهزة، لكن في المقابل استبدلوا هذه الأطعمة بالسناك.لقد تغيّرت حياتنا وتغيّر معها نمط حياتنا، فمثلاً تجاهلنا أهمية وجبة الفطور لدى الطفل واستبدلنا هذه الوجبة بقطعة بسكويت مثلاَ، وأصبح يستهلك كمية كبيرة من السكر، إضافة إلى تمضية الكثير من وقتهم أمام شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الإجتماعي. هذه السلوكيات زادت من زيادة الوزن عند بعضهم. 

كيف ننظّم أوقات أطفالنا؟إنّ النقطة الأكثر أهمية هي معرفة بنية جسم أطفالنا وكيفية نموّه ومساعدته للحفاظ على نمط حياة صحي.الطفل الذي لديه نسب دهنية عالية، فينتج جسمه كمية دهون أكبر وتزيد نسبة تكوين الخلايا الدهنية لديه، مما يؤدي إلى الصعوبة في التخلص منها في السنوات القادمة. الدهون التي ستتكوّن خلال السنوات الأولى في حياة الطفل (1 سنة – 5 سنوات)، ستستمر معه طوال فترة حياته.أما إذا كان لديه كمية دهون مقبولة، فسيحافظ على وزن طبيعي طوال حياته حتى لو زاد وزنه بعض الكيلوغرامات لكنّه سوف يخسر هذه الدهون بشكل سريع ويحافظ على وزنه الطبيعي.وبالتالي عند زيادة كمية دهون كبيرة في طعامه، فإنه سيستهلك الكمية نفسها في المستقبل. 

ما هو الحل؟ كيف نغيّر نمط حياة أولادنا؟لذلك لاعتماد نمط صحي، علينا تعزيز بعض الخطوات ومنها تعزيز علاقة طفلك مع الغذاء الصحي ليصبح ضمن أسلوب حياته.الحل بشكل عام هو التأقلم مع الوضع ومع التغييرات التي قد تطرأ على حياتنا واعتبارها جزءًا من حياتنا. كيف؟* العودة إلى نظام المنزل في السابق كوضع أوقات لتناول الطعام والنوم…* تحضير وجبة فطور متكاملة لأنّها الأساس وتمدّ أولادنا بالطاقة خلال النهار والابتعاد عن السناك قبل الفطور لتخفيف استهلاكنا للسكريات.* يساعد اللعب في الخارج على تنمية القدرات الفكرية والعقلية أيضاً للطفل. فتعرّض الطفل للشمس يضمن حصوله على فيتامين “د” اللازم لبناء عظام قوية بالإضافة إلى التقليل من إحتمالات الإصابة بقصر النظر.* تقليص علاقته بشاشات التلفاز والهواتف المحمولة والكمبيوتر التي لا تساعد طفلك في تطوير قدراته.* مراجعة الخيارات في السوبرماركت. الأهم في التسوق أن يكون تسوقاً صحياً للأغذية. يجب عليك تطبيق الإرشادات الصحية في السوبرماركت لأنها أهم خطوة تتخذها لتحويل أسرتك إلى إستهلاك الأطعمة المغذية والتركيز على قراءة بطاقة المنتجات لمعرفة ما تحتويه من مكونات والابتعاد عن الأطعمة المصنّعة.* عدم الحرمان، فالأطفال بحاجة إلى الأطعمة غير الصحية مثل باقي الأطفال، ولكن عليك تحديد الكمية من الشوكولاتة التي يمكن تناولها بشكل يومي ونوعيتها وأفضل الأوقات لتناولها.* عدم اجبار الطفل على تناول الطعام: لا يوجد أي دليل على أن الضغط يساعد في حل المشكلة بل على العكس سيؤثر على علاقة الطفل بالطعام. لا تستخدم أسلوب التهديد او الايتزاز او العصبية واستبدله بالحوار والتفاهم لإقناع طفلك.* تقديم كمية طعام مناسبة لاحتياجات طفلك.* دعوا أطفالكم يشاركون في تحضير الطعام معكم لأنهم يستمتعون بتناول الطعام الذي يساعدون في تحضيره، مما يتيح لكم إخبارهم عن مدى أهمية الطعام الصحي.* النوم بشكل كافٍ. يرتبط قلة النوم بزيادة الوزن من خلال نقص هرمون الليبتين المسؤول عن الشعور بالشبع وزيادة هرمون الجريلين الذي يسبب شعور الجوع، فيسبب نقص النوم فيزيولوجياً في زيادة الوزن.أخيراً، يمكن هذه العادات الصحية أن تجعل أطفالك يستمتعون بالصحة والسعادة بطريقة بسيطة ولبناء أجيال بطريقة جيدة وبنمط حياة صحي.

التعليقات معطلة.