كيف يؤثر تخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً على صحة القلب والكولسترول؟

3

في حياة مزدحمة، من السهل أن يصبح تخطي الفطور أو تناول العشاء متأخراً عادة يومية. لكن هناك أسباباً وجيهة لتجنب هذا النمط، حيث أظهرت دراسة جديدة أن هذه العادات قد ترتبط على المدى الطويل بتغيرات ضارة في مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية، وهي الدهون التي تتداول في الدم والمعروفة علمياً باسم الليبيدات.

وقال الدكتور شيانغ جاو، مؤلف الدراسة الرئيسي وأستاذ وعميد معهد التغذية في جامعة فودان في شنغهاي، الصين، وفق تقرير نشره موقع «إيفريداي هيلث»: «من المهم أن الدراسة تقيم التأثيرات الفردية والمشتركة لتخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً، وهو مجال لم يُدرس بشكل كافٍ سابقاً».

وأعرب الدكتور جون بوستروم، أستاذ مساعد في طب القلب بجامعة بوسطن، والذي لم يشارك في البحث، عن اعتقاده بأن «هذه الدراسة تقدم بعض الأدلة على وجود تأثير سلبي محتمل على ملف الدهون عند الاعتياد على تخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً، خاصة إذا كان لديك عوامل خطر أخرى لأمراض القلب».

ما الذي كشفت عنه الدراسة؟

نشرت الدراسة في American Journal of Clinical Nutrition، وتتبع الباحثون صحة أكثر من 30 ألف بالغ صيني في منتصف العمر (77 في المائة منهم ذكور) على مدى أربع سنوات.

شارك المتطوعون، الذين لم يعانوا في البداية من أمراض القلب أو السرطان أو مشاكل الدهون، في استبيانات حول عاداتهم الغذائية في الصباح والمساء. كما تم فحص مستويات الدهون في الدم ثلاث مرات خلال فترة الدراسة لتحديد التغيرات السنوية في:

LDL («الكولسترول الضار»)

HDL («الكولسترول الجيد»)

الكولسترول الكلي

الدهون الثلاثية

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين غالباً ما يتخطون الفطور ويتناولون الطعام متأخراً في الليل شهدوا زيادة سنوية طفيفة في مستويات الكولسترول الضار (0.89 ملغ/ديسيلتر)، بالإضافة إلى زيادة في الدهون الثلاثية وانخفاض في الكولسترول الجيد.

وكان الارتباط بين هذه العادات والتغيرات الضارة في الدهون أقوى لدى النساء، والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ومن لا يمارسون النشاط البدني.

لماذا يؤثر توقيت الوجبات على الكولسترول؟

مفهوم التغذية الزمنية (Chrononutrition) – أي إن توقيت تناول الطعام يمكن أن يؤثر على صحتك – ليس جديداً.

على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن تخطي وجبة الفطور يعطل الإيقاع اليومي للجسم (circadian rhythm)، ما يؤثر سلباً على حساسية الإنسولين، ويزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب.

وأوضح الدكتور برنارد سرور، أستاذ في المعهد الفرنسي للزراعة والبيئة والغذاء، أن «الجسم أكثر حساسية للإنسولين في الصباح، وأكثر مقاومة له في المساء، وأقل تحملاً للغلوكوز ليلاً. الجسم مصمم لتوقع وجبات كبيرة خلال النهار لأن الإنسان كائن نهاري».

كما ربطت دراسات أخرى تناول الطعام ليلاً بزيادة خطر السمنة وأمراض القلب، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأخير إفراز هرمون النوم الميلاتونين، ما يعطل عمليات الأيض.

حدود الدراسة

وأشار الباحثون إلى بعض القيود، منها أن عادات تناول الطعام تم الإبلاغ عنها ذاتياً، ما قد يضيف تحيزاً للنتائج. كما ركزت الدراسة على السكان الصينيين، وقد لا تكون النتائج مماثلة عالمياً.

كما رأى الدكتور بوستروم أن التغير في مستويات الدهون كان صغيراً نسبياً، قائلاً: «يبدو من الصعب تصديق أن فرق أقل من 1 ملغ/ديسيلتر في الكولسترول الضار سيكون له تأثير كبير على النتائج الصحية».

نصائح للحفاظ على توقيت وجبات صحي وصحة القلب

رغم أن تخطي الفطور أو تناول العشاء المتأخر بين الحين والآخر ليس مشكلة كبيرة، ينصح الخبراء بعدم جعله عادة يومية.

وفي هذا الإطار، أوضح سرور أن «تناول الطعام وفق اليوم البيولوجي، بدءاً من الصباح والانتهاء مبكراً، وتجنب تخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً، يمكن أن يكون استراتيجية جيدة لتحسين الصحة الأيضية».

ونصح الدكتور جاو بما يلي:

تناول الفطور بانتظام خلال ساعات قليلة من الاستيقاظ.

تجنب الطعام قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات.

حاول تناول الطعام في نفس الأوقات يومياً.

زد من نشاطك وحركتك في الأيام التي يختل فيها جدولك الغذائي.

التزم بنظام غذائي صحي غني بالفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، المكسرات، الأسماك، مع الحد من الأطعمة المصنعة، الصوديوم، السكر، الكحول.

التعليقات معطلة.