أظهر الباحثون للمرة الأولى أن الأبقار المهندسة وراثيا عبر زرع جينات مناعية بشرية في الحمض النووي، يمكن أن تنتج أجساما مضادة للفيروسات لعلاج الأوبئة الخطيرة في المستقبل.
واختبرت التجربة، التي نُشرت في مجلة Lancet Infectious Diseases، سلامة العلاج المناعي الجديد المحتمل لفيروس “مير”، المعروف أيضا باسم “فيروس كورونا الشرق الأوسط” أو “إنفلونزا الإبل”، ولكن يمكن استخدامه أيضا على نطاق واسع.
ويقتل الفيروس المميت واحدا من كل 3 أشخاص مصابين به، كما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “تهديد عالمي” في عام 2013، عندما انتقل من الشرق الأوسط إلى أوروبا وبريطانيا.
وتم إنتاج الأجسام المضادة، التي تُنتج عادة من قبل الجسم ردا على العدوى، في الأبقار من خلال تعريضها إلى شكل خامل من فيروس “مير”، بالطريقة نفسها التي يتم بها اللقاح. وقام الباحثون بجمع الأجسام المضادة من الأبقار وتنقيتها، لإنتاج جرعة معززة من الخلايا المناعية وحقنها في البشر لمحاربة العدوى.
وبهذا الصدد، يقول الباحث الرئيس الدكتور جون بيغيل، من معهد ليدوس للأبحاث الطبية الحيوية إن “عملية تطوير علاجات الأجسام المضادة، عن طريق جمعها من المتبرعين البشريين، بطيئة، وغالبا من تكون صغيرة النطاق، لأنه لا يمكن أخذ الأجسام المضادة إلا من الأفراد المصابين حديثا أو الذين تم تطعيمهم”.
وركزت “المرحلة الأولى” من التجربة السريرية على ما إذا كان بالإمكان تقديم هذه الأجسام المضادة كعلاج بشكل آمن، بدلا من اختبار مدى فعاليتها كعلاج لدى الذين يعانون من هذا المرض. ودرس الباحثون حالات المتطوعين، حيث قُدم لـ 28 منهم العلاج المناعي، في حين تلقى 10 منهم علاجا وهميا.
وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعا متساوية لدى المجموعتين، ولكن المشاركين الذين تلقوا العلاج الحقيقي، كانوا أكثر عرضة للتعب والتهاب الحلق.
وظلت الأجسام المضادة في نظم المرضى مدة 90 يوما، وهي كافية للقضاء على وجود فيروس “مير”، وتشير النتائج إلى أنها قد تكون جيدة كعلاج مفيد في المستقبل.
والأهم من ذلك أن الأبقار تلقت كروموسوما اصطناعيا، يتكون من جزيئات الحمض النووي X وY، التي تحتوي على نسخ من المعلومات الجينية لكل شخص، لإنتاج مجموعة واسعة من الأجسام المضادة البشرية. وهذا يمكن أن يعني أن هذه الأبقار يمكنها إنتاج علاجات للقضاء على الأمراض الفتاكة الأخرى في المستقبل، مثل فيروس الإيبولا، الذي اجتاح غرب أفريقيا في عام 2014، أو فيروس زيكا في البرازيل، أو حتى الأمراض الشائعة مثل تفشي الإنفلونزا الخطيرة.
والجدير بالذكر، أن الأوبئة العالمية تشكل قلقا متزايدا في مجال الصحة والأمن القومي، حيث أن السكان قادرون على التحرك بسهولة أكبر من أي وقت مضى، وهذا يعني أن المرض قد ينتشر بسرعة عبر القارات.
وقال البروفيسور جوناثان بال، أستاذ علم الفيروسات الجزيئي، في جامعة نوتنغهام، الذي لم يشارك في الدراسة، إن علاجات الأجسام المضادة كانت فعالة في التصدي للسموم ولدغات الثعابين، كما كانت تحظى بشعبية متزايدة في علاج الأمراض المعدية. وأوضح أن استخدام الحيوانات يجعل هذه العملية أكثر سرعة، ويمكن أن يكون لها فوائد إضافية.