يعتبر لبنان اليوم بأمسّ الحاجة إلى دعم فاعلي الخير والتعاون بين أطراف المجتمع، في ظل الأزمة التي ترزح تحتها البلاد من سنوات. أما بغير ذلك، فمع الارتفاع المتزايد لمعدلات الفقر وصعوبة الوضع المعيشي، تزيد معاناة فئات مجتمعية كانت الأزمة أشد وطأة عليها. جمعية “أنا طبيب” انطلقت بمبادرة عفوية قامت بها مجموعة من طلاب الطب في سبيل تقديم الدعم للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت، لكن سرعان ما اتخذت الأمور منحى آخر عندما قرروا معاً الانطلاق من تخصصهم في المجال الطبي لتقديم المساعدة فيه، بما أن صحة المواطن تعتبر أولوية اليوم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
كيف انطلقت جمعية “أنا طبيب”؟على أثر انفجار مرفأ بيروت، توضح مؤسسة ورئيسة جمعية “أنا طبيب” الدكتورة ثريا عرابي أنه كانت لها ولبعض رفاقها في كلية الطب رغبة في تقديم المساعدة للمتضررين فيه، ككثيرين غيرهم كانوا يقومون بالمثل في هذه المأساة التي عاشها المواطنون. لكن، بعد فترة قررنا أن نتوسع في الأنشطة التي نقوم بها وفي الدعم الذي نقدمه في المجتمع، لتصبح في إطار مجال الطب الذي يتابعون الدراسة فيه. “كنا أربعة وأصبح عددنا 17 بعدما توسعنا في أنشطتنا لنساعد أوسع شريحة ممكنة من الناس انطلاقاً من مجال الطب الذي نتخصص فيه، وذلك عبر تقديم فحوص طبية والتوعية في مجالات طبية عدة كالسرطان والتدخين وغيرها. في مرحلة لاحقة قررنا أن نطلق على الجمعية اسم “أنا طبيب” من حوالي عام وأنشأنا صفحة خاصة بنا على “إنستغرام” ننشر فيها رسائل توعية ومعلومات طبية. كما أصبح لدينا موقع خاص بنا”
ما أنواع الأنشطة التي تقوم بها الجمعية؟تتعدد الأنشطة التي تقوم بها الجمعية ضمن الإطار الطبي، خصوصاً بعد تخرج أعضائها المؤسسين وانضمام أكثر من 100 متطوع إليها. ومن الأنشطة التي تقوم بها حملات توعية في الطرق وأخرى في المدارس لنشر الوعي حول السرطان أو الإنفلونزا أو التدخين أو الكوليرا، وذلك في مناطق مختلف في لبنان. أيضاً في شهر رمضان كان هناك حرص على نشر معلومات ونصائح حول التغذية في هذه المناسبة، خصوصاً أن مؤسسيها أصبحوا قادرين على الغوص في المجال الطبي. ولأنهم كانوا يدركون أن فئات عديدة في المجتمع بحاجة إلى الرعاية الطبية التي يقدمونها لها، حرصوا على تقديمها في مناطق مختلفة في لبنان لتشخيص أمراض من الممكن أن يعانيها أطفال ولا يتنبه لها الأهل في مدارس في بيروت وصيدا والبقاع، فيجرون لهم فحوصاً للقلب والبطن والتواء العمود الفقري التي تعتبر من المشكلات الشائعة حالياً بسبب تركيز الأطفال على الشاشات والأجهوة الإلكترونية والجلوس أمامها لساعات. وينطبق ذلك على العيون حيث يعاني معظم الأطفال مشكلات في العينين وقد لا يتنبه لها الأهل إلا في مراحل مختلفة. وبعد هذه الحملات التي تطال الأطفال، تنتقل “أنا طبيب” إلى دور العجزة في مختلف المناطق اللبنانية لتقديم الفحوص فيها والمستشفيات. وعلى أثر التشخيص خلال يوم الفحص المجاني الذي تقدمه الجمعية، سيكون من الممكن لمن يتبين أن ثمة مشكلة يعانيها أن يتوجّه إلى طبيب أو أن يحصل على فحوص مجانية أو مخفضة في مختبرات معينة تم التعاقد معها. هذا، على أن تبدأ لاحقاً حملات في البلدات النائية بالتعاون مع البلديات بهدف نشر الوعي حول مواضيع معينة ينقص الوعي حولها. إضافةً إلى ذلك، يقدم أعضاء الجمعية ورش عمل حول الإسعافات الأولية في المدارس الرسمية والخاصة بالتعاون مع جمعية “ربيز” التي تعنى بالتوعية حول أمراض القلب والإسعافات الأولية.