( لاخيار غير النجاح في محادثات جنيف )

1

حسن فليح / محلل سياسي

لاشك ان جميع الاطراف المعنية بمحادثات جنيف بأمس الحاجة الىٰ النجاح بالمفاوضات المتعلقة ببرنامج ايران النووي ، امريكا وأيران واوربا وحتىٰ اسرائيل ، الخشية والريبة والقلق واحد يساور الجميع وبنفس الدرجه ولا أحد منهم يرغب بالفشل لما يعنية ذلك من انعكاسة واستدارة سلبيه باتجاه الحرب ، تلك الحرب التي لا تهدد ايران وحدها بل المنطقة برمتها والعالم ، ومن المؤكد ستشهد اتساع رقعتها وربما تشمل دولاً خارج حدود منطقتنا والشرق الاوسط ، وتصبح خارج السيطرة والانفلات الكامل ولايوجد ضامن لوقفها وستبتلع الدول القوية الدول الضعيفة وينهار النظام العالمي السياسي والاقتصادي والغذائي والتجاري والصحي ، ويصبح العالم امام كارثة انسانيه لانظير لها عبر التاريخ ، حقيقة الامر المشكلة بموضوع ايران لاتتعلق فقط بالمشروع النووي فالنظام الايراني اليوم اصبح المشاكس للنظام الدولي والمثير للقلق والتحدي ، بتدخلاته الاقليمية وتصرفاتة المستفزة للملاحه الدولية في الخليج وتوسيع نفوذة هي السمة البارزه لتصرفات ايران ونظامها الديني الداعم للقوىٰ والفصائل المسلحة والمتطرفة المنتشرة في دول عربية عدة ، والاكثر من ذلك ايران اليوم لديها القدرة علىٰ تصنيع ألتكنلوجية النوويه والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وهي الان بيد تلك الفصائل ، الامر الذي يشكل خطراً ليس علىٰ العرب وحدهم بل يتعداهم بكثير ، وبذلك تكون ايران في ضل نظامها الحالي تشكل الخطر الحقيقي وتهدد الاستقرار والسلم العالمي بعقلية وايمان تصدير الثورة ، كل ذلك جرىٰ ويجري تحت نظر ومعرفة ومهادنة سياسة الولايات المتحدة الامريكية ومنذُ سنوات خلت كانت لسياسة اوباما المثيرة للجدل والاستغراب مع ايران هي احد اهم المحطات في وصول الازمة الىٰ ماوصلت اليه الان ، حيث ملزم المجتمع الدولي الان اكثر من اي وقت مضىٰ ان يجد حلاً وبدائل لتعديل السلوك الايراني والضغط علىٰ الادارة الامريكية لتغير من سياستها وطريقة تعاطيها مع النظام في طهران ووضع حداً لتدخلاتة في المنطقة ووقف اسفزازاته ولكن بعيدا عن الحل العسكري الذي يعتبر في الضرف الحالي المتوتر عالمياً بمثابة الخيار الجنوني ، خشية دول الخليج من سياسة بايدن والتي ينظر اليها دولياً واقليمياً استمراراً لسياسة اوباما التي جعلت من النظام الايراني متنمر الىٰ هذا الحد الخطير ، الامر الذي يشير الىٰ الهاجس الذي يساور العرب عموماً من الاتفاق المرتقب في جنيف من ان يكون الاتفاق لمجرد أبعاد خيار الحرب وينهي الخطر النووي وطمأنت اسرائيل ، دون معالجة حقيقية لبقية المخاطر التي تشغل بال دول المنطقة ، والعودة لسياسة التخادم بين طهران وواشنطن على حساب المصالح ومستقبل العرب ، ولن ينهي القلق والتوتر السائد حالياً ، علىٰ الولايات المتحدة أولاً ان تعدل وتراجع سياساتها المتبعة بشأن ايران والمنطقة وتأخذ منحاً جديداً هدفه تلاقي المصالح وبعيداً عن التوافقات الخفية ، خاصةً بعد التغير الحاصل بالمعادلة الدولية الان في العالم ولتي من شأنها ان تجعل منطقتنا خاضعة لسياسة الصراع والنفوذ الدولي ، علىٰ الولايات المتحدة أن تجد خيارات افضل في تعاطيها مع المشاكل والابتعاد عن الهيمنه وللغة القوة العبثية والتي لاتستند الىٰ
ستراتيجية دقيقة بدليل الفشل الذريع في العراق والفشل في افغانستان والفشل الحاصل اليوم بسياستكم الخفية والمهادنة مع النظام في طهران ، والتي تعانون منها الان يجب ان تكون جنيف منطلقاً لستراتيجية جديدة للولايات المتحدة مع ايران والمنطقة اساسها التلاقي مع مصالح الشعوب وليس الوقوف ضدها وتشجيع ومساعدة بلدان المنطقة علىٰ التنمية والتحظر ، كسب ود الشعوب وحبهم هو السلاح الامثل لتمسك بكم وحماية مصالحكم والتفاعل معها بسلام آمن .

التعليقات معطلة.