توعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برد صارم على تدابير أميركية، اعتبر أن هدفها الإضرار بموسكو.
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت الخميس أن الولايات المتحدة طلبت من روسيا أن تُغلق بحلول اليوم، قنصليتها في سان فرانسيسكو وملحقيتين ديبلوماسيتين في واشنطن ونيويورك، تضمّان البعثات التجارية. ووضعت ذلك في إطار مبدأ «المعاملة بالمثل»، بعدما أمرت موسكو الشهر الماضي واشنطن بخفض عدد ديبلوماسييها وموظفيها في روسيا الى 455 فرداً، ليصبح بمستوى الحضور الديبلوماسي الروسي في الولايات المتحدة، وذلك رداً على تشديد الأخيرة عقوبات على موسكو.
لكن الوزارة شددت على رغبة الولايات المتحدة في «وضع حدّ لهذه الحلقة المفرغة»، معربة عن أملها بألا يؤدي قرارها الى «إجراءات انتقامية جديدة».
ولفت مسؤول أميركي الى أن القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو هي الأقدم والأهم بين القنصليات الروسية في الولايات المتحدة، وتعود الى العام 1852. واستدرك أن الخطوة لا تشمل طرداً لديبلوماسيين.
وعلّق لافروف مشيراً الى أن الولايات المتحدة لم تمهل موسكو سوى 48 ساعة، ولافتاً إلى أن بلاده قد تناقش مجدداً تقليص عدد العاملين في السفارة الأميركية في موسكو. وقال: «سنرد بمجرد أن ننتهي من تحليلنا. سنرد بقوة على ما يضرّنا، نهائياً من دون سبب، والذي تمليه فقط الرغبة في إفساد علاقاتنا مع الولايات المتحدة».
وأضاف خلال لقائه طلاب معهد موسكو للعلاقات الدولية: «لم نكن البادئين بقصة العقوبات المتبادلة هذه. بدأتها إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما لتقويض العلاقات الأميركية – الروسية ولمنع إدارة (الرئيس دونالد) ترامب من طرح أفكار بنّاءة أو الوفاء بتعهداته قبل انتخابه». وتابع: «نكنّ مشاعر صداقة تجاه الشعب الأميركي، ونحن منفتحون على تعاون بنّاء في المجالات التي تخدم المصالح الروسية، ونرغب في أن تكون الأجواء السياسية بيننا طبيعية. ولكن (رقص) التانغو يتطلّب شخصين، فيما يؤدي شركاؤنا الأميركيون رقصة بريك دانس خاصة بهم».
أما السفير الروسي الجديد في واشنطن أناتولي انتونوف فدعا الى «درس الوضع بهدوء»، وزاد: «لن تتمكّن روسيا والولايات المتحدة من تطوير تعاون فاعل، إلا إذا استُبعدت من خطابهما الضغوط والمزايدات ومحاولات فرض وجهة نظر على الطرف الآخر».
على صعيد آخر، أشاد ترامب بكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، معتبراً أنه «يقوم بعمل عظيم»، ومؤكداً أنه «لا يمكن أن يكون أكثر سعادة أو أكثر إعجاباً» به. وأصرّ على أن إدارته تنجز «أشياء في زمن قياسي»، مبشراً بـ «قرارات كبرى كثيرة ستُتخذ في الأيام والأسابيع المقبلة». وكتب على موقع «تويتر»: «أميركا أولاً!».
يأتي ذلك بعد تقارير أفادت بأن ترامب يشعر بانزعاج متزايد من محاولات كيلي للسيطرة على المعلومات التي يتلقاها، وتقليص الأفراد الذين يستطيعون الوصول اليه.
الى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيتبرّع بمليون دولار من ماله الخاص، لمساعدة ضحايا الإعصار «هارفي» في تكساس ولويزيانا. وذكرت الإدارة الأميركية أنها اختارت 4 شركات لتشييد نماذج جدران إسمنتية مسلحة على الحدود مع المكسيك، فيما انتهى جزء من المعركة القضائية حول مرسوم الهجرة الذي أصدره ترامب، بعد موافقة الإدارة على أن يُقدّم مَن مُنعوا من دخول الولايات المتحدة، طلب تأشيرة جديداً.
وقدمت الشكوى باسم عراقيَين احتُجزا في مطار كينيدي في نيويورك. وقال محام لـ «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية»: «على رغم «مماطلة الحكومة، قبِلت في النهاية أن تفعل الصواب وأن تبلغ الذين مُنعوا بسبب المرسوم المعادي للمسلمين، أن من حقهم المجيء إلى الولايات المتحدة. (النضال) مستمر ضد جهود ترامب لفرض منعٍ مخالف للدستور».
في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن ترامب لم يتخذ بعد قراراً في شأن مستقبل برنامج يتيح منح مئات الآلاف من الشبان المقيمين في شكل غير مشروع، تصاريح إقامة خاصة في الولايات المتحدة.
لافروف يتوعّد أميركا بردّ صارم على إغلاقها منشآت روسية
التعليقات معطلة.