بقلم : معن حمية
يفاخر القوميون الاجتماعيون بأنّ مؤسّس حزبهم، أنطون سعاده، اعتبر «لبنان نطاق ضمان للفكر الحرّ»، وبأنّ حزبهم، تفرّد بخوض الانتخابات النيابية في العام 1947 على أساس برنامج إصلاحي، وضع في أولوياته تحقيق العدالة الاجتماعية وإنقاذ لبنان من الطائفية والمذهبية والفساد.
ويفاخر القوميون بما قدّموه من أجل لبنان، فعند الحديث عن استقلال هذا البلد وتحرّره من سطوة المستعمر الأجنبي، تحضر شهادة الدم، التي جسدّها قومي اجتماعي هو الشهيد البطل سعيد فخر الدين حين وقف متصدّياً للدبابات الفرنسية. وعند الحديث عن وقفات البطولة، تحضر وقفة قومي اجتماعي آخر، هو الشهيد البطل حسن عبد الساتر الذي قضى برصاص المستعمر الفرنسي وهو يرفع علم لبنان على سارية المجلس النيابي.
وعند الحديث عن وحدة لبنان، يبرز بوضوح دور القوميين ونضالهم في مواجهة مشاريع الانعزال والتقسيم والكانتونات الطائفية.
وعند الحديث عن الفكر والثقافة والكتاب، تحضر أسماء أدباء وشعراء وفنانين قوميين تخرّجوا من مدرسة النهضة…
أما عن المقاومة والدفاع عن الأرض ومواجهة العدو اليهودي، فإنّ الحديث يطول، فكواكب الاستشهاديّين والشهداء بالمئات، والمحطات كثيرة، وإنْ كان لا بدّ من ذكر بعض هذه المحطات، تحضر انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية في 21 تموز 1982، يوم أسقط القوميون بصواريخ الكاتيوشا شعار «سلامة الجليل» الذي أطلقه قادة العدو على اجتياح لبنان، وتحضر عملية الويمبي التي نفّذها الشهيد البطل خالد علوان في 24 أيلول 1982. وهي العملية النوعية التي شكلت فاتحة تحرير بيروت وعلى أثرها، علا صراخ الصهاينة عبر مكبّرات لصوت «يا أهل بيروت لا تطلقوا النار إننا راحلون».
ولأنّ المحطات كثيرة، ولا يتسع المجال لذكرها، إلا أنّ ما سبق كافٍ للتأكيد بأنّ القوميين قدّموا تضحيات جساماً من أجل لبنان.
ومن أجل «لبنان المواطنة والعدالة» يخوض الحزب السوري القومي الاجتماعي معترك الانتخابات النيابية في العام 2018، وهو أعلن أمس، في مؤتمر صحافي عقده رئيس الحزب الأمين حنا الناشف، أسماء مرشحيه في سبع دوائر، وسيعلن لاحقاً مرشحين آخرين في دوائر أخرى لا سيما دائرتي المتن الشمالي وبعبدا.
ترشيحات الحزب القومي أمس، اقترنت ببرنامج انتخابي هادف، ينشد إصلاحاً جذرياً من خلال الدعوة الصريحة لتقويض النظام الطائفي والتشديد على هدف قيام الدولة المدنية الديمقراطية وبشعار «المواطنة والعدالة» حدّد الأولويات والأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والإنمائية، معلناً الانحياز الكامل إلى جانب مطالب وحقوق الفقراء وممزّقي الثياب وكلّ المنتجين فكراً وغلالاً وصناعة، ورسم خريطة طريق لبناء الدولة القوية القادرة والعادلة، المتمسكة بعناصر القوة التي تتمثل بثالوث الجيش والشعب والمقاومة لحماية ثرواتها النفطية وحقول الغاز في البر وفي البحر، وللدفاع عن لبنان بمواجهة الخطر الصهيوني. كما لم يغفل البرنامج التشديد على ضرورة التعاون الأمني والدفاعي والتكامل الاقتصادي بين كيانات الأمة السورية، لأنه باختصار برنامج للمستقبل الواعد بالرغم من القانون الانتخابي الأعرج. وهو برنامج لحياة ملؤها العزّ وزادها الحرية وعمادها المقاومة وقيمها كرامة الإنسان.