اخبار سياسية

لجنة عسكرية إيرانية تزور شمال العراق: هل تم تطبيق الاتفاق الأمني بين بغداد وطهران بالكامل؟

تابعنا عبركشفت مصادر عراقية في العاصمة بغداد، عن زيارة مرتقبة للجنة أمنية عسكرية إيرانية إلى العراق للاطلاع على تنفيذ الاتفاق الأمني، الذي يقضي بتفكيك معسكرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في إقليم كردستان، شمالي العراق، بالقرب من الشريط الحدودي مع إيران.وقال مصدر مسؤول في قيادة العمليات المشتركة العراقي إن “لجنة أمنية عسكرية إيرانية ستجري زيارة إلى مناطق داخل إقليم كردستان العراق، حيث الأماكن السابقة التي كانت توجد فيها تلك الجماعات.ونهاية أغسطس/آب الماضي، أعلنت كل من بغداد وطهران توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين تقضي بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان على الحدود مع إيران، شمالي العراق.وتقضي الاتفاقية بإيقاف طهران عملياتها العسكرية داخل البلدات الحدودية العراقية، مقابل قيام بغداد بتفكيك تجمعات تلك المعارضة وإبعادها عن الحدود مع إيران، وتسليمها المطلوبين منهم.من جانبه قال د.عصام الفيلي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية، إن عمل هذه اللجنة يأتي في إطار استكمال الإجراءات المترتبة على الاتفاق الأمني بين طهران وبغداد الذي يتعلق بالجماعات الكردية المعارضة لطهران شمال العراق، لافتا إلى أن تحقيق الاتفاق الأمني كاملًا بنسبة مائة في المائة أمر صعب للغاية، نظرًا لصعوبة تلك الأماكن الجبلية الوعرة.وأشار الفيلي إلى أن هناك مطالبات إيرانية بإبعادهم إلى منطقة الأنبار، لكنه استبعد حدوث ذلك، معتبرا أن ما يحدث هو نوع من الضغط الإيراني باستخدام هذه الورقة.وأضاف الفيلي أن القانون الدولي يصنف هؤلاء الأكراد على أنهم لاجئون لهم حقوق اللجوء السياسي، لافتا إلى أن المسألة متداخلة قانونيًا وعرقيًا وسياسيًا.أما كفاح محمود الكاتب والمحلل السياسي، فأشار إلى أن إيران حتى الآن لديها شكوك في وفاء العراق بمقتضى الاتفاقية بشكل كامل، لافتا إلى أن السيطرة الكاملة على هذه المناطق الوعرة أمر يكاد يكون مستحيلا، والدليل وفقا له، أن حكومة الإقليم لا تستطيع السيطرة على تجار المخدرات الإيرانيين الذين يخترقون هذه المنطقة بأكداس من المخدرات.وأضاف محمود أن هؤلاء الأكراد لاجئون سياسيون منذ فترة الشاه ومنذ فترة ما بعد الثورة، وأن الأمم المتحدة جمعتهم والأكراد الآخرين من تركيا في مخيمات في إقليم مخمور، مشيرا إلى أن هذه الجماعات لم تمارس عملا مسلحا ضد إيران، كما تقول طهران وأنها فقط ورقة ضغط تستخدمها طهران للحيلولة دون انتقال عدوى الفيدرالية إلى إيران وتركيا.وأما د.غازي فيصل، الدبلوماسي العراقي السابق، فأشار إلى أن أجهزة الأمن القومي العراقية ملتزمة بالاتفاق الذي وقع أخيرا بينها وبين السلطات في إيران، لافتا إلى أن حكومة الإقليم قدمت تعهدات ووفت بها بإبعاد هؤلاء الأكراد وإخلاء المناطق التي يقطنونها من أي مظاهر مسلحة.وأضاف فيصل أن هذا الملف يتم إدارته بين طهران وبغداد مباشرة بمقتضى الاتفاق الأمني المشار إليه، لافتًا إلى أن طهران تنسق أيضًا بشكل منفرد مع حكومة إقليم كردستان خاصة في المسائل الفنية.