كشف باحثون في فنلندا عما يعتقدون أنه أول لقاح في العالم لحماية النحل، في مسعى لوقف التدهور الكبير في أعداده الذي قد يؤدي إلى أزمة غذائية عالمية. وأصبحت أعداد النحل آخذة بالانحسار في السنوات الماضية في ما يشكّل ظاهرة «انهيار مستعمرات النحل» التي لا يعرف العلماء لها تفسيرا مؤكدا حتى الآن. ويقول خبراء إن السبب هو أنواع من الطفيليات، فيما يتحدّث آخرون عن المبيدات، وغيرهم عن الفايروسات أو الفطريات، أو عن اجتماع كلّ هذه الأسباب. وفي الحصيلة، تقول الأمم المتحدة إن 40 في المئة من الفراشات والنحل مهددة بالانقراض. ويحذّر العلماء من أن تدهور أعداد النحل ليس أمرا هامشيا في حياة الإنسان، بل له انعكاسات خطرة على الأمن الغذائي العالمي، وستكون أولى نتائجه ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وفي ظلّ هذا القلق على النحل، عكف فريق من العلماء الباحثين في جامعة هلسنكي على تركيب لقاح يمكن أن يجعل النحل مقاوما للأمراض الجرثومية الخطرة والقاتلة. وقالت الباحثة المسؤولة عن المشروع داليال فريتاك، «في حال تمكنا من إنقاذ عدد صغير جدا من النحل بهذا اللقاح، أعتقد أننا سنكون أدّينا قسطنا في مهمة حماية العالم». وأضافت بحسب «فرانس برس»، «حتى لو اقتصر الارتفاع في أعداد النحل على 2 أو 3 في المئة سيكون الأمر رائعاً». وكان العلماء يعتقدون في السابق أنه لا يمكن تلقيح الحشرات لأنها لا تتمتع بما يعرف بالأجسام المضادة المسؤولة عن مقاومة الأمراض. لكن في العام 2014، تبيّن لهؤلاء الباحثين المتخصصين في دراسة الحشرات والمناعة أن الفراشات التي تغذّت على بعض البكتيريا تحسّنت مناعتها. وعملت فريتاك مع الباحثة هيلي سالميلا، وتوصّلتا إلى تركيب لقاح ضد البكتيريا المسببة لأكثر الأمراض شيوعا وتدميرا للنحل. وأعطي هذا اللقاح لملكة النحل من خلال حبيبات سكّر، مثلما يعطى الأطفال لقاح الشلل، بعد ذلك نقلت الملكة المناعة لكل مستعمرتها. وإضافة إلى العمل على لقاحات لأنواع أخرى من الأمراض، يحاول الباحثون تأمين تمويل لطرح هذا اللقاح في السوق. وتتحدث فريتاك عن إيجابية في هذا الشأن، لكنها تشير في المقابل إلى «عقبات تشريعية كثيرة» بحيث يكون هدف نشر اللقاح في أربع سنوات أو خمس طموحا متفائلا.
التعليقات معطلة.