لماذا الشعب العراقي مهتم بنتائج الانتخابات الأمريكية أكثر من اهتمامه بالانتخابات العراقية؟

4

 

ابدى الشعب العراقي اهتماما ملحوظا بنتائج الانتخابات الأمريكية هذه الايام ومن كافة العراقيين نساءً ورجالا شيبا وشبابا ، ويُعد ذلك تطوراً مهماً في الوعي السياسي العراقي وإدراكاً متزايداً لتأثير القرارات الدولية، وخاصة الأمريكية، على مستقبل بلادهم. فمنذ عام 2003، عندما تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً وأسقطت نظام صدام حسين، صار العراق محط أنظار القوى العالمية، وبات مصيره يتأثر بشكل كبير بقرارات واشنطن السياسية.

يرى العديد من العراقيين أن الانتخابات الأمريكية تمثل لحظة حاسمة قد تؤدي إلى تغييرات ملموسة في سياسات واشنطن تجاه العراق، سواء عبر دعم حكومة محددة، أو تغيير النهج الأمريكي بشأن العراق والمنطقة. فالولايات المتحدة ليست مجرد شريك دبلوماسي أو تجاري للعراق، بل هي اللاعب الأبرز في تشكيل النظام السياسي العراقي الحالي.

من جهة أخرى، يعبر هذا الاهتمام عن شكوك واسعة بين العراقيين في قدرة الانتخابات العراقية على تحقيق التغيير المنشود داخلياً. يشعر العديد من المواطنين أن السياسات الداخلية والأحزاب الحاكمة تفتقر إلى الإرادة السياسية للتغيير الحقيقي، وأنها لا تعكس تطلعات الشعب بقدر ما تركز على مصالح النخب والأحزاب الحاكمة. لذلك، ومع غياب الثقة بإمكانية تغيير الوضع الداخلي عبر الانتخابات المحلية، ينظر العراقيون إلى الخارج بحثاً عن أمل في تغيير أوسع قد يكون له تأثير أكبر على واقعهم.

كذلك، يرتبط هذا الاهتمام بمواقف القوى الخارجية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تجاه التدخلات الإيرانية المتنامية في العراق. يشعر العراقيون بقلق متزايد إزاء النفوذ الإيراني وتأثيره في سياستهم وأمنهم، ومن هنا تأتي آمالهم بأن يؤدي تغيير في الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ خطوات تحد من هذا النفوذ.

بعبارة أخرى، يمكن القول إن هذا الاهتمام الشديد ليس فقط بمثابة انعكاس للأثر القوي للسياسات الأمريكية على العراق، ولكنه أيضاً يعكس رؤية العراقيين لأنفسهم كجزء من مشهد دولي أوسع، يعولون فيه على التغيير الدولي لإحداث تأثير داخلي، في حين يتضاءل الأمل في التغيير الذاتي من خلال الوسائل المحلية ، بعد ان ثبت عجز القوى السياسية العراقية من تحقيق تطلعات الشعب طيلة عشرين عام
خلت ، الامر الذي عزز فقدان الثقة بهم تماما .

التعليقات معطلة.