لماذا الغوطة الشرقية هدفاً للجيش السوري؟

1

 
 
هل تقبل واشنطن بالتعايش مع جيب إرهابي على تخومها؟ وهل تقبل أنقرة بقصف مواطنيها بالقذائف والصواريخ؟ وهل تقبل الرياض بحصار سكانها واستخدامهم دروعاً بشرية من قبل الإرهابيين؟ كلا لن يقبل أيّاً منهم..
 
كذلك دمشق التي تجابه الإرهاب منذ أكثر من سبع سنين، فبعد سلسلة من المفاوضات والأخذ والرد، رفضت المجموعات المسلحة الملاصقة للعاصمة دمشق جميع المقترحات المحلية والدولية بخروجها إلى الشمال السوري وترك المواطنين المحاصرين في الغوطة الشرقية، وحقناً للدماء قبلت الدولة السورية بجعل الغوطة الشرقية منطقة خفض تصعيد أقرت في اجتماع أستانا الأخير، ولكن الجماعات المسلحة لم تُبدِ أي رغبة في خفض التصعيد بل صعدّت وكثفت من هجماتها على القوات الحكومية والدمشقيين بأكثر من مكان وزمان، وكان أخرها الهجوم الموسع الذي أطلقه تحالف المسلحين على قاعدة إدارة المركبات في حرستا مطلع العام الجاري، الأمر الذي نسف اتفاقية خفض التصعيد، وأوعز للجيش السوري بممارسة مهامه الدستورية في حماية العاصمة ومواطنيها، عقب تكثيف المسلحين لقصف الأحياء السكنية في دمشق.
 
ومنذ ساعات فقط أطلق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف بلقاء جمعه مع نظيره الصربي عدة تصريحات بشأن الغوطة الشرقية، إذ أكد أن جبهة النصرة الإرهابية والمجموعات المرتبطة بها يستخدمون المدنيين كدروعٍ بشرية في الغوطة الشرقية، ويستهدفون المدنيين في دمشق بهجمات صاروخية منذ سنوات على مسمع من المجمتع الدولي، كما أن جبهة النصرة رفضت مقترحاً روسياً بمغادرة الغوطة الشرقية طوعاً.
 
وبالطبع أن الجيش السوري قد نفذ عدة عمليات عسكرية محدودة في الغوطة الشرقية خلال السنوات السابقة، أدت إلى تقلص مناطق نفوذ الإرهابيين، وأعاقت -بعض الشيء- استهداف سكان دمشق بهجمات إرهابية، وعندما قرر الجيش السوري إنهاء المهزلة الإرهابية على تخوم عاصمته، استنفرت الماكينة الإعلامية المعادية، واسترسلت في التباكي على المدنيين الذين هم أسرى لدى الإرهابيين بالأصل، وتعمل جاهدة على شيطنة القوات الحكومية، وإظهارها بمظهر المعتدي، ونفس هذه الماكينات قد هللت للإرهابيين وشجعتهم في جميع هجماتهم السابقة على الجيش السوري والعاصمة ومدنييها، الذين تلقوا أكثر من 16 ألف قذيفة وصاروخ أطلقها جيران السوء، حصدت أرواحاً ما يزيد عن عشرة آلاف شهيد من الدمشقيين، كما تغاضت ماكيناتهم الإعلامية عن آلاف الضحايا من مدنيي الغوطة الشرقية لقوا حتفهم في التناحرات الداخلية للتنظيمات الإرهابية، ولا يمكن تناسي آلاف المخطوفين لدى إرهابيي الغوطة الشرقية جلهم من المدنيين الذين خطفوا على خلفيات طائفية من عدرا العمالية وغيرها من المناطق.
 
الجيش السوري الذي استرجع 80% من أراضيه وقهر أكبر التنظيمات الإرهابية العالمية بمساندة الحلفاء، هل من المعقول بعد سبع سنوات من الصمود والقتال أن يجاور الأفاعي والعقارب في عاصمته الرسمية؟
 
تحرير أهالي الغوطة الشرقية، ومسح التواجد الإرهابي من محيط دمشق، وإنهاء ملف الهاون والصواريخ التي تنهال على عاصمة الياسمين، جميعها مهام دستورية مشروعة للجيش السوري، ولن يمنعه عن أدائها قوة في الأرض.

التعليقات معطلة.