يستغرب الكثير من الاخوة والاصدقاء اصراري على دعم مشروع الحكومة بمشاركة القطاع الخاص في توزيع الكهرباء واستغرابهم ناشئ عن فقر معلوماتهم عن ايجابيات وفوائد هذا المشروع
ما لا يعلمه الاخوة ايضا ان كلفة انتاج ونقل وتوزيع الكهرباء السنوية في العراق تتجاوز 11 مليار دولار وكانت الحكومة في السنوات الماضية تدعم الكهرباء بنسبة تقارب 90% اي انها تخسر سنويا ما يقارب 10 مليار دولار مع ضياع ما نحو 50% من الطاقة المنتجة بسبب التجاوزات (السرقة خارج العداد) والهدر
وبسبب رخص الاسعار فان توزيع الكهرباء بين المواطنين لا يكون عادلا فالاغنياء يستهلكون كميات كبيرة جدا وفي هدر كبير يكاد يكون ضعف الحاجة الفعلية ويحرم الفقراء من ساعات تجهيز طويلة مما يضطرهم للخضوع لجشع اصحاب المولدات
وبعد بحوث ودراسات ونقاشات استمرت لعدة سنوات استقر راي الخبراء على وجوب رفع تعرفة الكهرباء عام 2016 وساعد على ذلك انخفاض اسعار النفط ودخول البلد بازمة مالية خانقة لكي نحصل على ثلاث فوائد اساسية
تقليل الطلب الذي تصل ذروته الى 22 الف ميغا واط وخفضه الى 15 الف ميغا واط وهذه المقدار من الطاقة متوفر ويؤدي الى امكانية تجهيز المواطنين بالكهرباء ل 24 ساعة يوميا على مدار العام
توفير ايرادات مالية تقدر بحوالي 4 مليار دولار من الجباية والتي تشكل اقل من 40% من حجم الانفاق اي ان الدعم سيستمر بنسبة 60% تقريبا
التخلص من المولدات وكلف الاشتراك بها وايقاف هدر مئات ملايين الدولارات لدعم الكاز والمناظر القبيحة للسلاك والمشاكل التي تسببها المولدات من تلوث وضوضاء الخ
وبسبب عدم تعاون المواطنين مع وزارة الكهرباء و ضعف اداء مديريات توزيع الكهرباء وخوف الموظفين من التهديد والانتقام والفساد فشلت الوزارة في جباية فواتير الكهرباء ورفع تجاوزات المواطنين على الشبكة مما جعلها تلجأ الى حل اخر وهو مشاركة القطاع الخاص في جباية وصيانة الشبكات مقابل نسبة 13% من واردات الجباية وتحويل 87% من الايرادات الى وزارة الكهرباء
وقد طبقت تجربة اولية في منطقة زيونة ببغداد عام 2016 ونجحت نجاح باهر حيث انخفض الطلب على الكهرباء بنسبة تجاوزت 45% وتوفرت الكهرباء ل 24 ساعة يوميا وباسعار جيدة جدا للفقراء ومحدودي الدخل وحتى متوسطي الدخل وباسعار مقبولة للاغنياء والميسورين واصحاب المحلات التجارية وكانت نسبة عدم رضا المواطنين في هذه المنطقة لا تتجاوز 5%
مما شجع الوزارة على استنساخ التجربة في عدة احياء في بغداد والمحافظات مثل اليرموك المنصور وجميلة والقاهرة وشارع فلسطين والاعضمية والبلديات وهناك قبول كبير جدا من المواطنين
نعم هناك مجموعة من المتضررين من هذه التجربة وعلى رأسهم اصحاب المولدات والمتجاوزين الذين كانوا يستفيدون من الكهرباء خلال 13 عام الماضية دون ان يدفعوا فلساً واحدا للوزارة وهؤلاء اليوم هم اكثر المعترضين على هذه التجربة الناجخة وفق كل المقاييس