لماذا تتفاوض إيران؟

2

 عماد الدين أديب – البيان
   

قرار المرشد الأعلى الإيراني بالموافقة السياسية ومباركته للمفاوضات السياسية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية هو «أمر جلل» وليس بالقرار الطبيعي أو الاعتيادي في النظام السياسي الإيراني.

تفاوض إيران مع من تسميه بـ«الشيطان الأكبر» ليس مسألة سهلة.

وتفاوض إيران مع إدارة الرئيس التي ألغت من طرف واحد الاتفاق النووي الأول في عهد رئاسته الأولى والذي تسبب في عودة العقوبات القاسية على البلاد والعباد هو أمر شديد الصعوبة على «المزاج السياسي» الإيراني.

وافق المرشد الأعلى على مبدأ التفاوض بعد اجتماع سري جمع بينه وبين كبار رجالات السلطة في البلاد.

على عهدة صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية تم اتخاذ القرار بعد اجتماع تم في الشهر الماضي في طهران حضره كل من مسعود بزشكيان، ورئيس السلطة القضائية «حسين محسني إنجي» ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، واتفق كل هؤلاء رغم اختلاف خلفياتهم السياسية من إصلاحي ووسطي ومتشدد إلى النتائج والتوصيات التالية:

1 – أن الموقف الإيراني الاقتصادي الصعب لا يتحمل استمرار معاناة العقوبات وأنه يصعب استمرار السيطرة على ردة الفعل الشعبية بسبب التأثيرات القاسية على الأوضاع الاجتماعية للمواطنين.

2 – أن الضربات الإسرائيلية لمنصات الصواريخ ومراكز الرادار أضعفت قدرة البلاد الاستراتيجية.

3 – أن إدارة ترامب تسعى لإحراز نجاح في هذه المفاوضات وأنه يجب استغلال هذه الفرصة الذهبية.

4 – أن رفض المفاوضات لا بديل عنه سوى تلقي ضربات إسرائيلية أمريكية مشتركة لتدمير المشروع النووي الإيراني، وضرب البنية التحتية لإيران واستمرار فرض العقوبات.

من هنا كان لابد من الاستجابة للتفاوض.

التعليقات معطلة.