بقلم : علي الدرواني
قبيل أيام من زيارة ابن سلمان الولايات المتحدة الأمريكية التي من المقرر أن يصلها في الـ19 من مارس/آذار الجاري، تشهد واشنطن حراكا ضد الدعم العسكري الأمريكي للسعودية في العدوان على اليمن على مستوى الكونغرس.
مشرعون أمريكيون طالبوا بوقف الدعم الذي تقدمه بلادهم لال سعود في العدوان على اليمن، وإنهاء المشاركة في الحرب التي انهت عامها الثالث ولم تحصد غير الفشل وتعميق المأساة الانسانية ومزيد من الضحايا المدنيين والفقر والمجاعة والأمراض.
المشرعون استشهدوا بالتقارير الحقوقية والإنسانية الأممية وغير الأممية التي تشير إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم والأعداد المتزايدة من ضحايا الغارات من النساء والاطفال.
وفي الوقت الذي يتنافس مشروعا قرار بهذا الشأن، أحدهما مشروع لي ساندرز والآخر مشروع يونغ شاهين إلا انهما يجمعان على إدانة السعودية بارتكاب الجرائم والمطالبة بإيقاف المساعدة والدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن للرياض.
قائد القيادة المركزية الأمريكيّة الجنرال جوزيف فوتيل رد في جلسة الاستماع في الكونغرس الثلاثاء على المشروعين بأن على الولايات المتحدة أن تواصل دعمها لهذه الحرب عبر تزويد المملكة السعودية بالوقود والاستخبارات والذخائر.
فوتيل مع إصراره على أن تُواصل الولايات المتحدة دعمها العسكري للسعودية وتسويق مبرراته الفارغة على شاكلة خطورة الأسلحة التي بحوزة من وصفهم بالحوثيين وتهديدها للولايات المتحدة حسب زعمه، إلا انه ناقض نفسه حين حاول أن ينفي كون الولايات المتحدة “أحد الأطراف” في هذه الحرب، ومن هذا التناقض يتأكد ان الإرادة التي تقف خلف هذا التوحش والعدوان كانت إرادة امريكية بحتة وما السعودية والامارات الا أدوات رخيصة لتنفيذ هذه الرغبات.
السيناتور الامريكي إليزابيث وارين من جهتها اكدت تحمل بلادها المسؤولية عن الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن من خلال الدعم والموادر العسكرية المقدمة، مشددة على الحاجة لمحاسبة حلفاء الولايات المتحدة على كيفية استخدام تلك الموارد.
وبالمحصلة، فإن تصريحات قائد الجيش الامريكي الرافضة لإيقاف الدعم العسكري للعدوان على اليمن، لن يقدم جديدا في إطار الحملة العسكرية أو تحقيق أي إنجازات اكثر مما قدمته خلال ثلاث سنوات مضت، لا سيما وقد فعلت السعودية كل ما بوسعها واستخدمت كل اوراقها وسخّرت كل الامكانات ولم توفر اي وسيلة في هذا الجانب.
هذا الإصرار على دعم السعودية يأتي في سياق مزيد من استنزاف الخزينة السعودية وتهيئة ابن سلمان لوضع المزيد من الأموال في جيب ترامب في زيارته القادمة.
ومن جهة اخرى يعكس عدم ثقة امريكية بحلفائها السعوديين والاماراتيين في تحقيق أي انتصار على اليمن، ويؤكد أيضا الخشية الكبيرة من انهيار السعودية وتحالفها أمام الشعب اليمني، لا سيما بعد التقارير المتوالية عن الخبراء والمراكز الأمريكية المتخصصة التي تحدثت عن فشل وخيبة التحالف الذي تقوده السعودية غير مرة.
ومن ناحية قانونية تمثل هذه الإفادة وثيقة هامة على تورط الولايات المتحدة الأمريكية بجرائم الحرب في اليمن وتفاقم المأساة الإنسانية كما يعيد التأكيد على أن هذا العدوان، الذي يدخل عامه الرابع، كما وصفه اليمنيون منذ اللحظة الأولى لانطلاقه، هو عدوان أمريكي بامتياز.