تعتبر مادة “كو أنزايم كيو 10” Co Enzyme Q10 من مضادات الأكسدة التي ينتجها الجسم بصورة طبيعية. لكن بعدما كشفت الأبحاث أهميتها الكبرى لوظائف عدّة في الجسم من تلك التي تتأثر بالتراجع الذي يحصل مع التقدم في العمر فيها، سلّطت الأضواء على المكملات التي يمكن أن تعزز مخزون الجسم من “كو كيو 10” CoQ10 حفاظاً على وظائفه كافة.
مفاعيل كثيرة والأنزيم واحد
هناك أنزيم “كو كيو 10” في كل مواضع الجسم. وتصل معدلاته إلى مستويات عالية في القلب والكبد والكلى والبنكرياس. وبصورة عامة، يساعد على إنتاج الطاقة في الخلايا. ويعمل كمضاد للأكسدة يحمي الخلايا من التأثير الإجهادي لتلك العملية، الذي قد يؤثر على الوظائف الطبيعية للخلايا، ويسهم في الإصابة بمشكلات صحية عدة. وكذلك تبين وجود علاقة بين بعض الأمراض المزمنة كآلزهايمر وباركنسون واضطراب ضربات القلب والذبحة الصدرية وغيرها، وانخفاض معدلات “كو كيو 10” في الجسم.
وبحسب ما نشر في موقع “مايو كلينك” Mayoclinic، كشفت الأبحاث عن وظائف عدة يؤثر فيها “كو كيو 10″، خصوصاً لجهة النمو. ويولي المتخصصون في طب الأطفال الحديثي الولادة Neonatology أهمية خاصة لهذا الأنزيم، وكذلك الحال بالنسبة إلى المتخصصين في طب الشيخوخة Geriatric Medicine، خصوصاً لجهة الاضطرابات التي يعانيها المسنون إذا انخفضت معدلات ذلك الأنزيم في أجسادهم.
ويتفاعل أنزيم “كو كيو 10” مع الأدوية التي تخفض مستوى الكوليسترول في الجسم، مع ملاحظة أن تناولها منتشر لدى المتقدمين في السن.
وكذلك ينصح بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي “كو كيو 10″، خصوصاً إذا ظهرت اضطرابات في القلب أو حصل صداع نصفي متكرر غير واضح المصدر، وما إلى ذلك.
وبصورة عامة، ينصح بأخذ المكملات التي تحتوي “كو كيو 10” في الحالات الآتية:
1- أمراض القلب. فقد أظهرت الدراسات أن تناول هذه المكملات يساعد على الحد من أعراض فشل القلب، بالإضافة إلى أنها تسهم في خفض مستويات ضغط الدم . وتشير بعض نتائج الأبحاث إلى أن الحصول على تلك المكملات مع عناصر غذائية أخرى قد يساعد الأشخاص الذين أجريت لهم جراحة استبدال الصمام القلبي للتعافي بصورة أسرع. وتبين دراسات أخرى أن “كو كيو 10” قد يساعد في تعزيز فاعلية العلاج لمن يعانون قصوراً في عضلة القلب.
2- داء السكري. على الرغم من الحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أن تناول هذه المكملات قد يساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم لدى المصابين بمرض السكري ما بقلل من احتمال الإصابة بأمراض عدة في القلب.
3- الخصوبة. تتراجع خصوبة المرأة مع التقدم في العمر. وقد تبين أن “كو كيو 10” يؤدي دوراً في تصحيح ذلك الوضع، ويساعد الجسم في حماية البويضات واستمرارية الدورة الشهرية، وبالتالي، فإنه يحمي خصوبة المرأة. وينطبق وصف مماثل على الرجل، إذ يسهم أنزيم “كو كيو 10” في الحفاظ على نوعية الحيوان المنوي لديه مع التقدم في العمر.
4- داء الشقيقة (الصداع النصفي). أظهرت بعض الأبحاث أن تناول المكملات قد يخفف من وتيرة تكرار نوبات الصداع النصفي “ميغرين” Migraine.
5- الأداء البدني. يعزز “كو كيو 10” مستويات إنتاج الطاقة، ويساند المسار الطبيعي لعمليات التمثيل الغذائي. وفي المقابل، ثمة تفاوتات في نتائج الدراسات عن ذلك الأمر.
6- اعتلال العضلات بسبب العقاقير المخفضة للكوليسترول. تشير بعض نتائج الأبحاث إلى أن “كو كيو 10” قد يسهم في التخفيف من ضعف العضلات وآلامها، حينما تنشأ تلك الحالة تحت تأثير تناول الأدوية التي تخفض مستويات الكوليسترول.
لماذا تسلّط الأضواء مجدداً على “كو كيو 10″؟
في السنوات الأخيرة، أثبتت الدراسات الأهمية الكبرى لأنزيم “كو كيو 10” في الجسم. وبالتالي، برز تركيز على أهمية الحفاظ على مستوياته الفاعلة.
في هذا الصدد، تشدد الأستاذة المحاضرة في علم التغذية والاختصاصية في الكيمياء العضوية الدكتورة نيفين بشير على أهمية “كو كيو 10” الذي يعتبر عنصراً أساسياً للطاقة في الجسم. وتشير بشير إلى انتشار ذلك الأنزيم في خلايا الجسد وتفاعله مع أنزيمات أخرى كثيرة، يفرض الاهتمام بالحفاظ على معدلاته الطبيعية.
ولا يفوت بشير الإشارة إلى ضرورة عدم تناول المكملات التي تحتوي “كو كيو 10” بطريقة عشوائية، خصوصاً أن حصول انخفاض كبير وأساسي في مستوياته ليس من الأمور الشائعة. وتشير بشير أيضاً إلى وجود فحص للدم يتعرّف على مستوى “كو كيو 10″، ويستند إليه الأطباء في تحديد مدى الحاجة إلى تناول مكملات غذائية تحوي ذلك الأنزيم.
المصادر الطبيعية لأنزيم “كو كيو 10”
– اللحوم
– المكسرات
– السمك
لكن على الرغم من وجود “كو كيو 10” في هذه المصادر، إلا أن الحاجة إلى تناوله على هيئة مكمل غذائي، قد تبرز أحياناً. ومن الضروري أن يجري التشخيص والعلاج على أيدي الأطباء والمتخصصين.
أسباب انخفاض “كو أنزيم كيو تن”
بحسب ما نشر في “ميديكال نيوز تو داي”، تتمثل أبرز تلك الأسباب في:
– وجود اضطراب جيني يؤثر على إنتاجه في الجسم
– حدوث زيادة في استهلاكه ضمن أنسجة الجسم نتيجة مشكلات صحية معينة.
– تراكم تأثيرات عمليات الأكسدة في الجسم، خصوصاً مع التقدم في العمر.
– تناول أدوية من نوع “ستاتين” التي توصف كعلاج لارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.